بأقلامنا

قصص الجدة….. بقلم ميادة كيلاني

قصص الجدة…..
بليل كانون الباردة
نظرت نحو النافذة
اذ بالمطر ينهمر
الرعد يدوي كأنه انفجارات قوية
البرق يلمع ليضيء الطرق الوعرة
طرق الفدائيين ببلد عز فيها نسيم الحرية
بصوت خفيف ناديت على أحفادي
جمعتهم حول الموقد
وقلت لهم…..
الليلة سأحكي قصة وطن
هذه القصة يا أحفادي لو أرادوا كتابتها بسجل التاريخ
لكانت كل مجلدات العالم عاجزة عن استيعابها
يا أحفدي يا ذرة من فؤادي
بدي خبركم هالحكاية
بدي أحكي عن وطن التضحيات
عن فلسطين وما جرى لها من الأعداء
بالأمس البعيد قاومت احتلال ظالم اسمه الإنكليز
بعدها سلم الإنكليز وطننا لاحتلال أظلم
باعونا اخوة يوسف …
نسيوا أننا من لحمهم ودمهم
لم يسكت أسود الوطن
نظروا تحت أقدامها وانتفضوا
قالوا لا للمحتل نحن أسياد الأرض
نحن الشعب المعز
لا يرضى بالذل
نحن الشموخ والكبرياء
يا محمد اسمك على اسم الشهيد محمد عليان
مسحراتي فلسطين حبيب الأطفال
روى تراب الوطن بدمو
يا مهند انت مهند الحلبي شهيد السكاكين
وانت يا مصباح اسمك على اسم الشهيد مصباح الذي ابعدوه عن الأقصى
انتزعوا روحه من جسده
أرادوا حبسه..
لكنه انتفض بسيارته ودهس ورحل شهيدا
وانت يا مؤيد وانت يا مجد ويا محمود ويا أمير وغيركم من الشهداء كانت لكم بصمه جباره
أنتم وقود الثورة
بعيونكم يا احفادي أرى النصر والحرية
أنتم جيل التحرير
فلا تنسوا أسماء الشهداء
الذين شربوا من أنهار الوطن
وأكلوا من ثمارها وخضارها حتى اشتد عودهم
فقالوا لا لن يدنس ترابك فلسطين
فهو تراب الأحمر المروي بدم الشهداء
لا تنسوا سجن عكا وشهدائه
لا تنسوا عظماء جنين وشهداء الملاحم
اليوم نابلس جبل النار تنتفض بعرينها
كل يوم تزف كواكب جديدة للسماء
كل يوم لها موعد مع الشهادة
يوما سنكتب أسماء الشهداء على ورق التوت
وعلى أبواب القدس أسماء الأحرار الذين عبروا الأبواب
يوما يا أحفادي سنستيقظ من الحلم
لنكرم أبطالنا وندعو لهم بالرحمة
يا احفادي فلسطين عشق كل حرّ أبي
فلسطين أرض طاهرة
أرض المحشر
فلسطين عزنا
شموخنا
صمودنا
فلسطين بها أسود لا تنام
تعلموا الصمود والشموخ
كالجبال الشاهقة
فلسطين جبل لا يهزه ريح
لن تموت ما دامت بصدورنا أرواح
لا تموت ما دمنا مرضعات أسود
حليب الكرامة والضمير الصاحي
ما دام الطفل يولد وبيده رشاش ومصحف
لن تموت فلسطين أيها العالم الأغبر
لن تموت سترحلون وتبقى فلسطين
كما رحل من قبلك كثر
نحن الباقون يا أحفادي
احفظوا الدرس جيدا قبل النوم
فهيا للنوم وضعوا أحلام الحرية أمام أعينكم
تصبحون على نصر كبير
يا من تربيتم على عشق فلسطين…..

بقلم ميادة كيلاني

زر الذهاب إلى الأعلى