بأقلامنا

لماذا يقتل الحسين ع … هكذا بقلم عبد الكريم الراعي

بإشارات او عناوين ثلاثة،نستحضر مجريات الرسالة،لنسأل عن حادثة لن يكون لها مثيل في تاريخ البشرية وهي واقعة الطف مع الامام المنصوص والمعيّن من الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه حاله حال الائمة الاطهار من علي ع الى المهدي المنتظر عج…
اول هذه العناويين كان يوم انهى المسلمون الحج وحين استدعاهم النبي الاكرم ص في غدير خم،وقال لهم آيات بينات، انه اليوم اكملت لكم دينكم…فهنا السؤال يتردد بأن إكمال الدين يعني عدم نقصانه من اي جزئية تستوجب من المسلمين معالجتها،وانا(الرسول) قد استخلفت عليكم أئمة تهتدون بهم وأولهم علي ع…
لنرى بدء الإنحراف، من لحظة ان البعض تخلف عن هذا الاتباع،بشق طريق موازي لكنه لا يرقى الى الاتصال بالخط المرسوم من قبل الله سبحانه وتعالى،وتأكيداً على ذلك،هو ما وصلت إليه الحالة الاسلامية في أيام علي والحسن عليهما السلام.
والعنوان الثاني تجسد قولا وفعلا في ايام الحسين ع،حينما قال:إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي…
والسؤال هنا:أيُ إصلاح وجدك محمد ص قد أكمل هذا الدين؟؟؟
وهنا نفهم من كلام الحسين ع أن حالة الكمال في الدين قد عادت الى نقصانها وذلك من خلال العمل على تبديل المفاهيم التي سمحت لضرب كماله،والمفروض انه في طبيعة الحال يجب ان يرتقي الكمال الى مستوى اعلى لا ان يتدنى الكمال الى مستويات تجعل من الحسين ع يتصدى الى تصحيح المسار المنحرف وبشكلٍ إستثنائي…
العنوان الثالث هو معرفة مصير ما سيحدث على الحسين ع من كلمة للامام الحسن ع بأن قال:لا يوم كيومك يا ابا عبدالله…
فهذه العبارة تمثل منعطفاً عظيماً في تاريخ المواجهة والصراع بين الحق والباطل،فتجعل من الحسين ع يجود بنفسه واولاده واهل بيته واصحابه،في معركة غير متكافئة،عديدا وعدة ومكاناً،لنرى من ناحية العطاء الحسيني،ما هو عظيم في سبيل الحفاظ على الرساله التي إكتملت بالنبي ص والأئمة من بعده،وما ناحيتهم أنهم اوصلوها الى مكانٍ،جعلت من الحسين ع،يقدم نفسه ومن معه قرابين لإعادة إحياء الرساله والأمة…
من وجهة نظري المتواضعة،أرى بأن هذه العناويين،فيها ترابط كبير،لطالما نعجز عن فهمها،ولكن النبي الاكرم ص والأئمة ع هم اولى الناس بفهمها وتجسيدها،اما نحن…فما كان علينا إلا أن نكون في مكان يسمى التكليف…
وتكليفنا تجاه هذه الرؤية المحمدية هو إلتزامنا بمقررات ما قيل في غدير خم،وعدم الإجتهاد في المسلّمات بعد إكمال الدين وإتمام النعم…
ما كان الحسين ع ليخرج للاصلاح في أمة جده ص،ولا يكون يومه كيوم عاشوراء…
مثلُ الحسين ع،كمثل حفيده المهدي عج،لا يخرج الينا إلا إذا أتقنا معنى الولاية والتكليف…

               عبد الكريم الراعي
زر الذهاب إلى الأعلى