بأقلامنا

الانتماء لمصر بقلم الكاتب ماهر مقلد

مصر والمصريون علاقة لا تعرف غير الانتماء وطن يحتضن أبناءه ويمنحهم الأمن والأمان والاستقرار وشعب يرتبط ارتباطا وثيقا بالوطن والأرض، فى سبيله يقدم الغالى من أجل نهضته وتقدمه.

كتابات مهمة تناولت علاقة المصريين بالوطن كانت كاشفة عن حالة انتماء فريدة تتجلى فى أسمى صورها، خلال الحقب التاريخية المختلفة يظهر معدن المصرى الأصيل فى اللحظات التى يكون الوطن فى أشد الحاجة لجهود أبنائه. تظهر الجينات الأصيلة.

مصر مرت عبر تاريخها العريق الذى يعود إلى عشرات الآلاف من السنين بمواقف وأزمات وتحديات جسام، وفى كل مرة كانت تعبرها بعزيمة أبنائها والانتماء القوى الذى يفرق بين مصالح الوطن ومكر الماكرين، قصة الحضارة والبناء فى تاريخ مصر قائمة بسواعد رجالها فى شتى المواقع، فى هذا التوقيت بالغ الحساسية الذى يمر به العالم شرقه وغربه تتداعى إلى ذاكرة المصريين القصص الملهمة التى تحكى للأجيال كيف تصدت مصر لكل المؤامرات التى كانت تخطط للنيل منها ومن عزيمة شعبها، فى كل مرة كان حائط الصد الأول هو إيمان الشعب بوطنه وعزته وإصراره على أن يضرب للعالم بأثره النموذج فى الولاء والقدوة فى الانتماء .

تجارب المصريين فى الحياة خارج مصر ترصد عن قرب مدى اللهفة والشوق والحنين الطاغى لتراب مصر ربما كانت ردود فعل بعض المصريين نموذجا يعبر بدرجة عالية من الشفافية عن السعادة الغامرة بالعودة إلى تراب الوطن، فبعد أن تلمس قدماه تراب أرض الوطن وهو يهبط سلالم طائرة الوصول يقبل الأرض فى إشارة دالة على عمق الحنين وحب الأرض والمكان، قد تطول سنوات الغربة وقد تمتد لكنها تبقى إقامة مؤقتة تنتظر لحظة العودة والاستقرار فى ربوع الوطن .

السؤال لماذا كل هذا الارتباط بالأرض؟ هل هو الحنين ؟ أم نعمة الأمان أم ذكريات البدايات التى لا يمكن للعقل أن ينساها، الإجابة قد تكون كل هذه العوامل مجتمعة أو بعضها، وفى تقديرى أن سر العلاقة بين المصرى وأرضه ناتج عن شعور طبيعى بنعمة الأمان والقدرة على مواصلة الحياة تحت أى ظروف وبالطريقة الطبيعية حتى فى ظل التحديات الاقتصادية المتجددة التى تضرب العالم بأسره تبقى مصر وطنا سمحا يحتض أبناءه والمقيمين على أرضه بالرحابة الواسعة والتيسير،

لا أحد يستطيع أن ينكر أن التحديات التى تضرب العالم بعيدة عن أرض الكنانة، جميع دول العالم تمر بظروف ضاغطة تختلف المعالجات من دولة إلى أخرى حسب قدراتها وإمكاناتها ووفق التدابير التى تتخذها ودرجة الوعى التى يتمتع بها شعبها،ومن حسن الطالع أن درجة الوعى العام لدى المواطن المصرى كبيرة واضحة تماما ويعبر عن ذلك بالمزيد من الانتماء للوطن والإخلاص له ببذل الجهد خلال السنوات القليلة شهد الوطن محاولات بعض الخارجين التشكيك فى قدرة مصر على تخطى الصعاب ومواكبة تطورات العصر الحديث وهى دعوات لا تجد صدى، نحن فى مرحلة مهمة من تاريخ مصر لاستكمال المشروعات القومية العملاقة التى تجرى على قدم وساق على الأرض المصرية تستهدف رخاء الأجيال الجديدة وتزرع الأمل فى النفوس بأن مسيرة التنمية تستمر وتخطط للمستقبل البعيد الذى يضمن الغد المشرق بالعمل والهمة والإنتاج .

ما يتحقق على أرض مصر عمل كبير وجهد غير مسبوق يمتد إلى جميع الأرض المصرية يحقق فرص عمل ينتظرها الشباب الذى يطمح فى المستقبل الواعد .

يتعجب المرء من حديث البعض عبر منصات التواصل الاجتماعى بالتشكيك فى الحقائق ونشر الشائعات فى زمن يتابع فيه كل مواطن عبر الصوت والصورة الحدث بتفاصيله ويتعايش معه فالمشروعات العملاقة على أرض مصر يراها بالعين كل مصرى ولا تحتاج إلى توضيح ومع هذا هناك من يتربص بالوطن لمصالح أخرى لا تستهدف المصلحة العليا بل تريد الضرر وهذا لن يتحقق بعزيمة المصريين وثقة الشعب فى وطنه وبلده .

زر الذهاب إلى الأعلى