أخبار لبنان

المرتضى من جبيل: تعاون اللبنانيين سبيلُهم الوحيد إلى خلاص وطنهم من كلِّ أزماته

 

دعا وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى اللبنانيين للعودة الى طبيعتهم الوطنية واحاطة بعضهم البعض لان التعاون في جميع الامور هو:”سبيلنا الوحيد الى الخلاص بوطننا من كل ازماته المالية السياسية والمالية.”

كلام الوزير المرتضى جاء رعايته وحضوره
تدشين المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل, مركز صديق للبيئة بعد اعتماد الخرائط الخاصة بالمشروع التي اوصت بها وزارة الثقافة كخرائط نموذجيّة لكلّ مبنى تراثيّ يريد اعتماد الطاقة البديلة وبحضور وزراء الاعلام المهندس زياد مكاري السياحة المهندس وليد نصار والبيئة المهندس ناصر ياسين مديرة المركز د .دارينا صليبا ابي شديد وعدد من خبراء البيئة من أكاديميين وخبراء وأصحاب مشاريع بيئية لبنانيين وغير لبنانيين.
بالتعاون مع مؤسسة هانز سايدل . Stiftung (HSS) وبالشراكة مع المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية (CIPSH) وتحالف BRIDGES في برنامج اليونسكو لإدارة التحولات الاجتماعية ونادي روما.
حيث تم الاعلان عن تحول المركز
الى اول مبنى أثري صديق للبيئة رائد في لبنان والمنطقة العربية.
ومما جاء في كلمة الوزير المرتضى :”يحتار الإنسانُ في وصفِ جبيل، أَهْيَ تاريخٌ يستوطنُ الجغرافيا، أم جغرافيا مجبولةٌ من طينة التاريخ؟ فإنها على مرِّ الآلافِ السَّبعةِ من عمرِها ما برحت تصادقُ الموجَ والحجرَ والشجرَ والبشر، وتعقِدُ، مع البيئة الطبيعية التي حولَها، مواثيقَ حوارٍ وحُسْنِ جوار.”

وقال:”هذا الإرثُ الجبيليُّ المنتقلُ إلينا جيلًا بعد جيل، يشكِّلُ نموذجًا حيًّا عن كيفية تعاطي الإنسان مع بيئته تطويرًا لها وحفاظًا عليها في الوقت عينه. ولعلَّ هذه القضيةَ هي لُبُّ المفهومِ العصريِّ لدورِ الثقافةِ في حياة الشعوب: أن تؤمِّنَ استمرارية الماضي في الحاضر، وتضمنَ الانتقال الآمِنَ إلى الزمن الآتي؛ وهذا يتناولُ التراثَيْنِ الماديَّ وغيرَ المادّيِّ على السّواء. .”

وأضاف المرتضى :” هذا في كلِّ حال همُّنا الأساسيُّ في وزارة الثقافة، وبخاصةٍ فيما يتعلق بالبيئة الأثرية في المواقع التاريخية، بحيث نتشدَّدُ كثيرًا في عدم السماحِ بأن تُرمَّمَ أو تقومَ فيها أي مُنْشَأَةٍ لا تتلاءَمُ مع طابعِها الأثريّ الخاص.
وإذا كانت مسألة البيئة قد باتت من أولى أولويات العالم المعاصر، حكوماتٍ وطنيةً ومنظماتٍ أمميةً وشعوبًا على امتداد المعمورة، فها نحن اليوم في جبيل في وسطِ مشهديةٍ تؤكدُ أن الوسائلَ متاحةٌ لمن عزمَ على أن يجعلَ البيئةَ صديقةً له ولعملِه، وأن الأمر لا يلزمُه سوى الإرادة المقرونةِ بالوعي.”

وتابع:”ها نحن نرى مؤسساتٍ عديدةً، ووزاراتٍ مختصةً، وجمعياتٍ تراثيةً وبيئية، كلُّها تتضافرُ عناصرُها وتتشابكُ خناصرُها، لتفتحَ في هذا السجلِّ الحضاريِّ العريق صفحةً مشرقةً جديدةً عنوانُها الإنسانياتُ البيئية، وهو عنوانٌ يحملُني على القولِ جهارًا، بأن المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل، الذي يضمُّ هذه الاحتفالية، ما كان ليصلَ إلى هذا الإنجاز لولا التفاتُه إلى معنًى آخر من معاني النقاء البيئي، هو ذاك المتمثلُ في خلق بيئة عملٍ ضمن هذه المجموعة، كلُّ ما فيها طبيعيٌّ، صافٍ، هادفٌ، وزاخرٍ بالتعاونِ والتفاهم فيما بين أعضائها، ومع وزارة الثقافة بكامل أجهزتِها. إنها شهادةُ حقٍّ ينبغي لي أن أؤدّيَها علانية”.

مردفا :”هذا الموضعُ لذّةٌ للعيون والعقول. ههنا تزدحمُ البصماتُ الإنسانيةُ على مرآةِ الطبيعة، وتحيطُ الطبيعةُ الجهودَ الإنسانيةَ برونقِها الجميل. ”

وختم المرتضى كلامه بالدعوة الى التعاون للخلاص من كل الازمات :”فهل لنا نحن اللبنانيين أن نعودَ إلى طبيعتِنا الوطنية، فنتعانقَ كما الحجرُ والنباتُ على هذه الحيطان؟ هل لنا أن نتذكَّرَ بأن إحاطةَ بعضِنا لبعض، وتعاونَنا في جميع الأمور، سبيلُنا الوحيد إلى الخلاص بوطننا من كلِّ أزماته السياسية والمالية والاجتماعية؟
يقول أحمد شوقي:
إنَّ التعاونَ قوةٌ عُلْوِيَّةٌ تبني الرجالَ وتُبْدعُ الأشياءَ.
نعم… وكذلكَ…. تبني الأوطان.

زر الذهاب إلى الأعلى