أخبار العالم العربي

الارشمندريت عبود في قداس لراحة نفس ابو عاقلة في روما : أتمت واجبها المهنيّ حتّى الرمق الأخير في إيصال الحقيقة المُرّة للصراع الأعمى

وطنية – ترأس  المعتمد البطريركي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأرشمندريت شحادة عبود الليتورجيا الإلهية في بازيليك القديسة مريم المزينة في روما  لمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الإبنة الروحية شيرين أبو عاقلة، في حضور البطريرك بيير باتيستا بيتزابالا وأعضاء من السلك الديبلوماسي و السلطات الدينية المدنية والعسكرية والسياسية واصدقاء وزملاء الشهيدة وحشد من المؤمنين .

.

والقى عبود عظة تحدث فيها عن مآثر الشهيدة ابو عاقلة وقال : “لا يمكن للمسيحي أن يتوقف عن التقدم أو أن يتقوقع على ذاته لطالما قبل النعمة الإلهية، فهو مدعو إلى” التقدم ليسبر عمق غمار البحار”. لقد باتت شهادتنا المسيحية في هذا العالم مهمة جدا، لأننا نسعى لنمضي قدما سائرين في السبيل المغبوط الذي هو طريق الحقيقة والحق والحياة، وهدفنا كمسيحيين هو أن ندخل قدس أقداس الله حيث السكينة والطمأنينة والسلام”.

اضاف :” من يبحث عن الحق ويومن به فهو حتما شهيد الحقيقة، لذلك وانطلاقا من إيماننا ومن التقليد المسيحي نجتمع اليوم لنحيي، محتفلين بالليتورجية الإلهية، ذكرى مرور ستة أشهر على فقدان أختنا العزيزة الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي انتقلت من الحياة الأرضية إلى الأخدار السماوية بتاريخ الحادي عشر من شهر أيار لعام 2022، وقد احتفل بالصلاة الجنائزية على جثمانها الطاهر سيادة المطران ياسر العياش الجزيل الاحترام في بطريركيتنا الرومية الملكية الكاثوليكية في القدس الشريف”.

وتابع :” لقد طويت صـحـيـفـتك يا أختنا شيرين، عن واحد وخمسين ربيعا، بعد أن أتممت واجبك المهني، حتى الرمق الأخير، في إيصال الحقيقة المرة للصراع الأعمى الذي نتمنى أن ينتهي الآن في هذه اللحظة”.

وقال:” كما لكل مهنة أخلاق رفيعة المستوى ولها حصتها من المخاطر، كذلك الصحافي أو المراسل يلمس عن كثب الحقائق المؤلمة، ويجمع المعلومات ملتزما في احترام الحقيقة الموضوعية للأحداث التي يلاحظها، ليدرجها بكل أمانة في صحيفة مصقولة بصدق فكري وبموضوعية قدر الإمكان ويحرص على أن يكون بعيدا عن فكره الشخصي. فالصحافي مدعو إلى أن يحافظ على صـحيفته البيضاء أي على سمعته الحسنة، لأن في ذلك نهج قويم يعبر عن مصداقيته في نقل الحدث ونقل ما يلفه من حقائق. فلا شك أن الصحافي هو فم الحقيقة النابض الذي لا يصمت ولا يرهب الشدائد التي يلقاها، بل يناضل بقلمه في توثيق الحقيقة المجردة وإظهارها. وهنا نستذكر كلمة حق قالتها فقيدتنا الغالية: “ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال هذا الصوت إلى العالم.. أنا شيرين أبو عاقلة”.

واردف :”اسمحوا لي أن أشكر جزيل الشكر قداسة البابا فرنسيس الكلي الطوبى والقداسة لأجل عطفه واهتمامه بكل ابن وابنة له، على هذه البسيطة، كراع صالح يعرف رائحة الخراف. لقد استقبل قداسته اليوم عائلة ابنتنا الروحية شيرين ومنحها بركته البابوية والأبوية، ونحن ممتنون له لما عبر عنه في مقر الأمم المتحدة بلسان نيافة الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر حاضرة الفاتيكان، عن قربه من الشعب الفلسطيني وعن ألمه بسبب فقدان الأبرياء وعن احترام كرامة الإنسان حيا كان أم ميتا”.

وختم :” نتوجه بتعازينا القيامية الحارة، باسم صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي القداسة، إلى أهل المرحومة أختنا شيرين أبو عاقلة وإلى جميع اصدقائها ورفاقها وزملائها في العمل، ومعارفها، مقدرين شخصها كامرأة محترفة”.

زر الذهاب إلى الأعلى