بيروت…
يا لؤلؤة الشرق وأم الشرائع…
مدينتي المترعة بالجمال الغافية بسلام على البحر…
لا تليق بكِ الإبتسامة الحزينة المزدحمة بالوجع..
أخبريني؟؟
كيف تفجرت غيمتك وأمطرت نيرانها على الأجساد والقلوب التي عشقتك وتناثرت جثثا” وأشلاء” في السماء؟
أيتها الأم الثكلى، من ألبسكِ ثوب الحداد؟
كيف كان أمسكِ عتمة دامسة وظلام حالك فالكثير من أولادك بات بالعراء بلا مأوى..
يا لليلك الحزين يا بيروت، أولادك يبحثون عن أشلاء أحبتهم بين الركام والدمار، والبعض يفتش في المستشفيات عن إبن وأب وزوج وأم، وأنتِ تكفكفي دمعهم وتضمدي شقوق الوجع عن قلوبهم…
آه وآه وكم تكثر الآهات يا بيروت، يا وجع القلب، شوهوا جمال وجهك بحقدهم وكنتِ الضحية في صراعات الكبار..
قومي من بين الأنقاض، لا تنحني، وافردي ذراعيكِ واحضني أولادك بكل طوائفهم، بيروت لا تمووت وجمالك لن يخبو يا مدينة السلام لأن إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت أولادك كطائر الفينيق سينهضون وينتفضون من تحت الرماد مبشرين بالخلود للشعوب التي تحب الحياة…
