بأقلامنا

“حجابي تاج رأسي، أفتخر به، وسنحارب به كل قوانينكم الفارغة من العدل والانسانية”

الزمان: الجمعة ٢٠ أيار ٢٠٢٢
المكان: متجر السوق الحرة – مطار بيروت الدولي
إسمي دينا علي الدر
لبنانية منذ أكثر من عشرين سنة، “مسلمة” في بلد تحكمه الأديان والطوائف، “محجبة” بحكم إلتزامي بالواجبات الدينية التي ينص عليها الإسلام.
تقدمت للعمل في مطار بيروت الدولي، لحاجتي إلى العمل في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، مؤمنةً بحقي في المساواة مع جميع مكونات الوطن في الحصول على وظيفة.
تم استدعائي بعد انتظار أكثر من ساعة عن الوقت المحدد للمقابلة، كانت تجربتي الأولى، استقبلتني مسؤولة القسم بكل احترام وأجرت معي المقابلة بمهنية مطلقة، وفي نهاية المقابلة، والأمر الذي كنت أتوقعه “مسبقا”، أعلمتني أن الشركة التي تقدمت للعمل فيها “لا تقبل توظيف المحجبات”!
كان ردّي البديهي لها: ببلاد أوروبا وأميركا بيوظفو محجبات! ليش بلبنان بدن يمنعوني اتوظف لأني محجبة؟…
وبعد حديث لطيف جرى بيننا، أنهيت المقابلة بهذه الجملة، وتعمدت أن أقولها باللغة الأجنبية، علها تصل إلى إدارة الشركة التي تتذرع بأن أصحاب الجزء الأكبر من الشركة أجانب ويشترطون عدم
توظيف المحجبات فيها!!!
‏”Hijab covers my head,it doesn’t cover my brain or abilities”
“الحجاب يغطي رأسي لا يغطي ذهني ولا قدراتي”
عم بكتب هالبوست لوثّق للرأي العام والمجتمع إنو بالقرن الواحد والعشرين، وببلد أكثر من نصف سكانه “مسلمين” ، وبالرغم ان الدستور اللّبنانيّ ينص على كفل حريّة المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدّينية،
بعدنا اليوم ما منقدر نشتغل بقسم كبير من الوظائف الخاصة والرسمية بسبب الحجاب!! بالوقت اللي ببلاد الخارج واللي فيها الإسلام أقليات منشوف محجبات بكل مرافق الدولة وبأهم المناصب!

بحب وجه رسالة لرئيس الدولة ولكل الرؤساء والنواب والوزراء والمعنيين، وبحب طالبن بحقي كمواطنة لبنانية، وبصوت كل محجبة حُرمت من العمل بهالبلد بسبب “غطاء رأسها”، هذا القرار مجحف وظالم، وعار عليكم انكم ما قادرين تحمولنا حقنا بالعمل إسوةً بباقي السيدات بالديانات الأخرى، او حتى بالمسلمات اللواتي حالفن الحظ وشتغلو لأنن غير محجبات!
وبالنهاية بقول:
“حجابي تاج رأسي، أفتخر به، وسنحارب به كل قوانينكم الفارغة من العدل والانسانية”

زر الذهاب إلى الأعلى