بأقلامنا

الشيخ الملا: لنكن كتلة متراصة لا تتشظى إذا حصل الارتطام الكبير

ألقى ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ بلال محمد الملا كلمة في المجلس العاشورائي في “قاعة الزهراء” في “مجمع الإمامين الحسنين” في حارة حريك، برعاية العلامة السيد علي فضل الله، ركز في خلالها على “أزمة الأخلاق التي يعيشها الحكم في لبنان وفي رجاله، والتي تتجلى في طريقة معالجة الضغوطات السياسية والأمنية والدينية والاجتماعية والخدماتية والمعيشية التي تواجه الشعب اللبناني في هذه المرحلة التي سقط فيها لبنان الدولة، وبتنا نعيش الواقع الأشد فقرا وجوعا وذلا ومهانة ونكدا وكيدا وحقدا وغباء وجبنا وضياعا وعزلا وانعزالا. وكل عناوين التخلف والجهل، ما يجعلنا أكثر حاجة وإلحاحا في خروج حسين جديد ينقذ الشعب اللبناني مما يغرق فيه”.
ad
وقال: “أمام هذا الواقع المرير وأمام هول الكوارث التي حلت بنا في لبنان، وليس أقلها ضياع أكثر من 170 مليار دولار من أموال الناس بالنهب والهدر والاختلاس، وافتقار كرام الناس وانسحاق طبقة الفقراء المعدمين وسقوط قيمة الإنسان اللبناني في أعين القريب والبعيد، وخسارة الثقة الغالية بالجامعات اللبنانية وبالمستشفى والمصرف وبالقضاء والأمن، وفساد مذل على كل الصعد والمستويات، ولا يوجد موقوف واحد في ملف الفساد، ولا ننسى مصيبة المصائب وجريمة العصر التي نعيش اليوم ذكراها الثانية في انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع آلاف الشهداء والجرحى والمهجرين من بيوتهم المدمرة، ولا أحد يعرف حقيقة من فجر المرفأ.. بل قرأنا اليوم خبرا أن ثمة توجها لتسجيل جريمة التفجير ضد مجهول.. وأخشى ما نخشاه أن نصبح أمام معادلة “إذا تم تجهيل الفاعل، فلأن الفاعل معلوم”.
وأكد الشيخ الملا أن “مشكلتنا في هذا البلد تكمن في أننا لن نستطيع بناء دولة قوامها الإنسان بعيدا عن انتماءاته الفئوية والمعايير الطائفية والمذهبية والسياسية ومدى القرب من هذا الزعيم أو ذاك، وليس على أساس الكفاءة، لكننا أصحاب رسالة وقيم، ومسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والإيمانية استخدام الأسلوب الأحسن والكلمة الطيبة حتى مع من نختلف معهم سواء دينيا أو سياسيا أو فكريا.. والعمل معا على إنقاذ الجميع من الواقع المرير الذي نعيشه”.
أضاف: “جئنا اليوم إلى هنا لنقول لكم يا سماحة السيد، إنكم تمثلون بقعة ضوء وسط هذا الظلام الدامس الذي عم البلد، وإنكم رغم حدة الانقسام والفرز الطائفي والمذهبي والمناطقي، ورغم الدفع الذي يمارسه معظم النافذين نحو العزل والانعزال والتقسيم، ما زلتم تتمتعون بقدر كبير من الاحترام من الجميع وبالمقدرة على التواصل مع كل مكونات البلد على اختلافها وتنوعها، وهذه نعمة يمن بها الله عليكم، ولعل الله يصلح بكم ما فسد بين الناس، فلتتشابك أيدي الخير بالكلمة الطيبة والأخلاق الحميدة الصالحة لإنقاذ أنفسنا وأهلينا وقومنا، لأن ما نسمعه عن قادم الأيام خطير ولا يبشر بالخير، وعلينا أن نكون على أكبر قدر من التضامن والتكاتف والوعي الديني والإنساني والوطني حتى نكون كتلة متراصة لا تتشظى إذا حصل الارتطام الكبير، ونسأل الله السلامة والخير للجميع”.
زر الذهاب إلى الأعلى