شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

هبوبُ الريح الناسفة بقلم الشاعرة زينب دياب

بيروتُ
أُنثى أدمنَتْ عِشقَ الحياة
الكلُ مُتيَّمٌ بهواها ، مفتونٌ بفراداتِ جَمالِها
لولاها
ما اكتُشِفَ الهوى ،
ولاعرفْنَا معنى الجَوى
ولا صدحَتْ حناجرُ العشاق بأبهى الأشعار
ولا تفَتَّحتْ عيونُ الفجر ليُعلنَ الصباحُ إشراقه !!
جبينُها يحملُ ملامحَ تاريخِ عظماءَ ( فينيقيا )
وحضارةَ( قِرطاج )
و أبجديةَ ( أوغاريت )
حين يُذكرُ اِسمُ بيروت يتوهَّجُ الكونُ
كأن الإلَٰهَةَ ( عشتار ) طبعَتْ على شفتيها مفاتيحَ الحياة !!
لكن :
تَربَّصَها شيطانٌ أرعنُ
إنتظرَ هبوبَ الرَّيحِ الناسفةِ ،
كالإعصارِ وبسرعةِ البرقِ قلَبَ كلَّ شيء
إستباحَ مرفأها
لفحَ عينيها الزرقاوين برذاذِ الموتِ
إلتهمَ براعمَ ورودِها فغابَتْ في خيوطِ الغروبِ !! ….
تعالَتْْ أصواتُ الشياطينِ ضاحكةً
واجتمعَتْ قلوبُ العاشقينَ تُلملمُ جِراحَها الدامية
وأشلاءَها المبعثرةَ ودموعَها المتدفقة كشلالٍ
حزنٍ وأسى !!
ألكلُّ جاءَ مودِّعا” بعد أن لفَّها الموتُ الباردُ
بأنينِ الذكريات أخذَ أحباؤها، يستوقدونَ وهجَ حبِّها ، ويستدفئون بها..
آه بيروت …
يا سيدةَ المدائن
دماؤكِ على أيدي الشياطينِ وشمٌ شريرٌ حُفِرَ …
بيروت ، لا تأبهي
بيروت ، تألَّقي
فمسارُ الكون عند حدودِ عليائِكِ يتوقفُ ،
وفي رِحابِ فضائِكِ تُحلُّقُ أرواحُنا المُتعبةُ وتنتظرُ عودتَكِ من جديد !!…

زر الذهاب إلى الأعلى