بأقلامنا

واقعية الحرب ومسيرات المقاومة القتالية وعدم البقاء على حافة الهاوية! بقلم // جهاد أيوب

بعد مشروعية تهديدات المقاومة بلسان وفعل قيادتها المتمثلة بالأمين السيد حسن نصرالله، كل الناس وجماعات المخابرات، والزمر الدبلوماسية، ومن نعرفهم يسألون ذات السؤال الدائر حول احتمالية وقوع الحرب بين لبنان المقاوم صاحب الحق وإسرائيل المغتصبة للحق والأرض بأمر أميركي ومصلحة غربية و تخاذل عربي وخيانة بعض من يدعي الإسلام والوطنية في لبنان!
ومن أجل الموضوعية، ومعرفتنا بما يقوله ويفعله السيد، ومصداقية المقاومة، وحاجة أوروبا قبل الشتاء إلى الغاز، وطموح إسرائيل المؤقتة لدخول النادي الدولي كمصدرة للنفط، وتواصل أميركا في تأمين الوقود لدول أوروبا بعد أن اقحمتهم في حرب أوكرانيا، ودمرت تجارتهم واقتصادهم وتلك البلاد الأوكرانية الجميلة، وساروا جميعاً خلفها كالغنم، وهي تتفرج على من يقاتل روسيا عنها…مع كل هذا نشير إلى أن حرب لبنان مع إسرائيل غير محتملة، ونسبة حدوثها قليلة، ولكن دائماً الحرب يرتكبها صاحب حق أو مغامر غبي، ولبنان صاحب الحق، وعدوتنا إسرائيل غبية، وهي تخاف منك إذا كنت مستعداً لحربها، وقوياً في جهوزيتك واستعداداتك!
ويقيناً لن تمرر المقاومة المستعدة والمنتظرة لعودة المندوب الصهيوني الأميركي هوكشتاين، لن تمرر دون رسائل عسكرية قبل وصوله أو بعد وصوله، ومع ذهابه بدقائق أو بساعات قليلة، ومن المحتمل حدوث ذلك بإتجاه حقل ” كاريش”، وهذه المرة مسيرة المقاومة ستكون مزودة بالصواريخ، والهدف من إرسالها ليس للتهديد، بقدر تلقين درساً بالمصداقية والتنفيذ والوعيد الأولي !
هذه المسيرة قد تطلق صواريخها، أو تنفجر بعيداً عن حقل ” كاريش” بعدة أميال، أما إن تهاون الصهيوني الأميركي هوكشتاين لتهديدات حزب الله، واستخفافه كعادته بالدولة والشعوب اللبنانية من أجل تمرير الوقت، سيكون التصعيد الحتمي خارج حقل ” كاريش” بعد الوقت المحدد في شهر أيلول!
رسالة المقاومة لا بد منها قبل التفاوض أو خلاله أو بعده، وذلك لإثبات جدية تهديدات المقاومة وحزب الله والسيد حسن نصرالله في عدم البقاء على حافة الهاوية!
وكنا قد أوضحنا في مقالات سابقة عن واقع وتداعيات الحال تحت عنوان “الحرب إن وقعت…حرب التدحرج وقتال بمن حضر بين المقاومة والعدو الصهيوني!”، ومقالة على حلقتين بعنوان ” مناورات حزب الله (هجمة مرتدة) تلجم أيام قتالية إسرائيلية! 1 من 2، حيث شرحنا طبيعة الاستعدادات، وما بعد التهديدات، ونذكر بأن الاستعدادات عند المقاومة نجمت عنها تحضيراته عسكرية هجومية ودفاعية مهمة لنوعين من رد الفعل الإسرائيلي إذا قامت المقاومة بضربة مباشرة، والرد الإسرائيلي هو:
1 – أيام قتالية
2 – وقوع الحرب
وتقديرنا، رغم هذه الضوضاء الإعلامية، والمشاغل المخابراتية لا وقوع للحرب، بل يوجد تنازلات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب لثروات لبنان البحرية!
والمؤشرات التي تدعم وجهة نظرنا عديدة، من بينها:
1 – تصريح الصهيوني غانتس، الذي أبلغ أميركا برغبته بالحل السعيد دون حرب مع لبنان حول حقوقه البحرية!
2 – وما صرحت به شركة ” توتال” الفرنسية، والمؤتمرة بمطالب أميركا التي تصب في مصلحة إسرائيل. الشركة أعلنت بأنها على إستعداد تام لدفع المال للبنان مقدماً كثمن للغاز اللبناني قبل استخراجه في حال تم التوافق على حدوده البحرية…وهذا مؤشر مهم جداً، يتطلب القراءة!
3 – عودة الصهيوني اللعوب والمماطل هوكشتاين إلى لبنان، رغم ما يسربه من أخبار عن عدم اعطاء لبنان لحقوقه، وعدم موافقة المقاومة وسيدها لمطالبهما اللبنانية الحاسمة من خلال تهديداتهما الواضحة!
4 – أوروبا تعاني من ترددات اقتصادية ومعيشية خانقة بسبب الورطة التي وقعت فيها جراء الحرب الروسية الأوكرانية!
5 – أميركا لا ترغب بإشعال حرباً جديدة بعد خفوت حربها في اليمن عبر السعودية، حيث لم تحقق غير القتل المتعمد والدمار الهمجي، وفشل مشروعها الإرهابي في أوكرانيا، وإشعال حربها العبثية مع روسيا حيث صدمتها حتى الآن ردود وحسم روسيا، وسقوط أوروبا بوحل تلك الحرب!
6 – أميركا تدرك قبل غيرها الواقع العسكري والسياسي والاجتماعي الإسرائيلي المتأزم، وهي ورغم ما تملكه من إعلام إضافة إلى الإعلام العربي المطبع لم يتمكن أحد منهم من تغييب هذه الحقيقة، لذلك إبعاد وتأجيل الحرب أفضل من حدوثها الآن!
7 – مصداقية كلام السيد حسن نصرالله وتأثيره في الكيان الصهيوني الغاصب، وأخذ كل ما يقوله بجدية، والوقوف عنده ودراسته، وفشل كل ما صنعته إسرائيل ومن يعاونها من عرب ومن هم في الداخل اللبناني في ضربهم أو تأمرهم على الاقتصاد والبنية الحياتية اللبنانية بحجة أن ذلك سينعكس على المقاومة في الداخل…وهذا يزيد في إرباك أخذ قرار الحرب الإسرائيلية على لبنان رغم أن إسرائيل تعشق ارتكاب الحرب من قبلها، وتخاف جداً إن أعلنت الحرب فعلياً عليها كما أعلن سيد المقاومة في خطابه الأخير، وما أشار إليه في حواره مع قناة ” الميادين”…وحينما تكون قوياً ومستعداً يخافون من حربك!

 

زر الذهاب إلى الأعلى