بأقلامنا

أي صباح حزين….و أي شمس ستشرق اليوم بقلم الشاعر بسام بزون

أي صباح حزين….و أي شمس ستشرق اليوم و قد إرتدت ثوبا تغزل خيوطه من سواد الليل و تنام في ثناياه أشعة اعتدناها تنير حياتنا….
هو الرحيل الذي لا بد منه و هو ملك الموت المتربص بنا بحملنا واحدا تلو الآخر الى دار البقاء الخالدة
….اليوم يترجل أبو نبيل ببسمته و ضحكته و قد خلع نظارته…يترجل عن صهوة طرقات بلدتنا و ينام صوته …(وين رحتو..).عند أبوابنا يتفقد أحوال بلدته و الابناء …أبو نبيل شده الحنين إلى ولده خليل فقد طال الغياب ..إلى إخوانه و أخواته….إلى حيدر و زوجته…إلى كل الاحبة الذين كانوا هناك …إلى والدي و عمي و أبو جعفر و إلى أصدقاء رحلة الشقاء في الوطن الذي عشقوه..
أبو نبيل مَن لشوارع بلدتنا حين تطرق باقدامك على حبيبات ترابها فتتراقص تحتها فرحة بمقدمك…
من لأشجار التين و اللوز و الزيتون حين تحمل مقصك تشذب أغصانها كشعر طفل و أنت تحنو عليه..من للورش العالية و أنت معلق بين السماء و الارض تصطاد لقمة العيش بكل كرامة و بكل كد ممزوجة بعرق الجبين…أبو نبيل ها أنت اليوم تجرح منا القلوب و قد آثرت على مغادرتنا ..فأبكيتني مرتين…مرة لمرارة الفراق و مرة و أنا ممدد خلف طاولتي يمنعني ألمي من وداعك…أبكيتني لم أسطع أن أحملك سلامي لوالدي و أختي و لعمي و خالتي …
أبكيتني حين لم أسطع أن أحملك قبلة لحيدر و لوالديه ألف تحية لإخوانك لخليل لأحبة لنا غادرونا على حين غفلة منا…آه ما أقسى الموت حين يحرم إبن من حضن أبيه و إبنة من ملاذها الآمن..و زوجة من رفيق درب عمر أمضياه بحلوه و مره معاً…
ما اقصى الموت حين يكسر جناح ألاخ و الاخت و حين يحمل تاربخ بلدة بلا إستئذان و يمضي…أبو نبيل أيها الانسان الطيب الذي ما كسرته الهموم و كسرها ….
و ما غلبته الآلام و غلبها .
.ابو نبيل ايها الاب المكلوم الذي لا زال يغسل بدمع العين تراباً داسته أقدام خليل يوماً من الايام..
.خليل الذي ظل ينام أعواما بحضنك تتألم عنه و تخفف آلامه و تزرع الامل بقلبه حتى الرحيل…
أبو نبيل أيها الأنيق الذي يختال صباحا و مساء بين بيوت ضيعتنا …نشتاق لنظارتك حين تمتص حرارة شمس و حين تلمع صورتنا في كل لقاء.
.نشتاقك تبكي أبا ناصيف و ناصيف و الشهداء حين أسلموا الروح لباريها..
أبو نبيل أي مرض هذا الذي تجرأ أن يسكن بين الاضلاع و يسلبك الحياة…أي خبيث هذا الذي تمكن من طيبتك حتى أرداك…
أبو نبيل أقسم باكياً و ألألم يحز قلبي أنك لن تموت ستظل تمر في حاراتنا و ستظل تطرق أبوالنا و سيظل صوتك…(وين رحتو..)
.يصدح في آذاننا…ما رحنا الى مكان إلا الى قلبك و عرينك أيها ألاب و الاخ و إبن البلدة الذي ترك بصماته في كل مفاصل حياتنا..
سنشتاقك كل فجر و عند كل آذان..في كل غروب و في كل مكان …
في مناسباتنا تغمرك الفرحة لفرحنا …
و تسكنك الدمعة لدمعنا …
لنا برحيلك كل العزاء بعائلة تربت على مفاهيم الخير و العطاء و المحبة …عزاؤنا هذا الحب الذي زرعته فينا و هذا النقاء الذي صبغ حياتنا…في جنان الخلد نلتقيك عند رحمان رحيم…الفاتحة لروحك الطاهرة و للعائلة و لنا و لكل محب عرفك اسمى آسمى آيات العزاء .
زر الذهاب إلى الأعلى