تحقيقات

لمياء المبيض تطلق روايتها “ليلى”: ذكريات إبنة الغبيري الثمانينية تثير قضايا المواطنة والتقوقع الطائفي وصعوبة الإصلاح في لبنان

وطنية – أعلن معهد باسل فليحان في بيان ان رئيسته السيدة لمياء المبيض، تطلق في الخامسة من عصر الأحد 3 تموز الحالي، في حديقة دارة محسن سليم كتابها “ليلى” الصادر عن “دار الجديد”. وفيه تروي ليلى، وهي والدة الكاتبة، محطات وذكريات من حياتها، ومن خلالها تتناول مجموعة من الأحداث التي شهدها لبنان خلال القرن العشرين، من منظور خالها النائب الإصلاحي عبدالله الحاج، معتبرة أن “تغييبه عن الذاكرة السياسية للبنان (…) اغتيال معنوي” لشخصية من الطائفة الشيعية، كانت ممن “تشبثوا بلبنانيتهم، وتحدوا نظام المحاصصة السياسية والغنائم المادية”، ويندرج في إطار  “إلغاء النماذج الخارجة عن التقليد الطائفي أو السياسي”.

وقالت المبيض: أن والدتها “ليلى، ابنة الثمانين، تروي من خلال سردها قصتها الشخصية والعائلية أحداثا تاريخية وسياسية جرت منتصف القرن العشرين وطبعت ضيعتها الغبيري، أو ما بات يعرف بالضاحية الجنوبية لبيروت”.

وأشارت إلى أن “الرواية تبدأ من قلب بيروت النابض الذي هجِّرت إليه ليلى بفعل حرب تموز الاسرائيليّة على لبنان عام 2006، فتطلع القارئ على أسرار أحد أحياء بيروت -الغربية التي شهدت أحداثا تاريخيّة، لتنتقل منها إلى ذكرياتها في ساحل المتن الجنوبي، واصفة بعاطفة وصدق تفاصيل الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية في منطقة عاشت فيها عائلات المسلمين الشيعة والسنة والمسيحيين معا زمنا طويلا وشكلت نسيج المنطقة المميز في أوائل القرن العشرين”.
وأوضحت المبيض أن “القصص العائلية تتداخل مع أحداث بارزة كالحرب العالمية الأولى التي تأثرت بها المنطقة وعائلاتها، وصولا إلى الثورة البيضاء التي شهدها لبنان عام 1952 واستقالة أول رئيس للجمهورية في لبنان الشيخ بشارة الخوري، وانتخاب الرئيس كميل شمعون، ومن ثم حرب 1958 التي اعتبرها المؤرخون الحرب الصغرى التي مهدت للحرب اللبنانيّة (1975-1990)”.
وشرحت المبيض أن “محور هذه الأحداث هو النائب الإصلاحي عبد الله الحاج، خال ليلى”، و”تثير ليلى من خلال قصته قضايا تتعلق بمفهوم المواطنة وسهولة التقوقع الطائفي وصعوبة الإصلاح الاقتصادي والسياسي”.
وتتناول ليلى “تأثير التربية العلمانية التي حصلها خالها في الجامعة الأميركية في بيروت ومن ثم في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة وتجربته في عراق الملك فيصل، على تكوين ثقافته السياسية وتوجهه العلماني وشخصيته القيادية الجريئة التي سمحت له باختراق الطوق الطائفي، والفوز بالانتخابات النيابية مرة عام 1951 عن قضاء بعبدا ومرة عام 1953 عن العاصمة بيروت”.

وإذ ذكرت المبيض، وهي رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، بأن “عبدالله الحاج الذي وقف في البرلمان فاضحا الفساد، مسائلا الحكومات والرؤساء حول إدارة المال العام -مال الشعب، مطالبا بتعديل الدستور والغاء النظام الطائفي والسماح بالزواج المدني الاختياري، غاب عن الذاكرة السياسية للبنان”، أبرزت أن ليلى “تعتبر أن تغييبه هو فعل اغتيال معنوي لأحد نماذج قادة الرأي اللبنانيين من الطائفة الشيعية الذين رفضوا التهمة الطائفية، وتشبثوا بلبنانيتهم، وتحدوا نظام المحاصصة السياسية والغنائم المادية، وكافحوا من أجل نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة في المواطنة”.

وأضافت بساط :أن ليلى “تتحدث عن فعل الإلغاء للنماذج الخارجة عن التقليد الطائفي أو السياسي فتذكر ابن عمّتها النائب محسن سليم وابنه لقمان الذي اغتيل بالفعل في شباط من العام 2021”.

وخلصت المبيض إلى أن “في الرواية أحداثا متشابكة تأثرت بها عائلة ليلى، وعدد من الشخصيات التاريخية والأفكار المثيرة للجدل، والكثير من الذكريات الجميلة عن منطقة ساحل المتن الجنوبي وعاداتها وتقاليدها، ورسالة – وصية تكتبها ليلى بعاطفة صادقة لأحفادها وحفيداتها”.

وتتخلل الاحتفال بإطلاق الكتاب الذي أرفق عنوانه الرئيسي “ليلى” بعنوان فرعي هو “أو معنى أن تكون، في غير بيتك!”، كلمات لمدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف كريم بيطار، وللسيدين محمد مطر وابراهيم الحاج، خال المؤلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى