شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار العالم العربي

المؤتمر القومي العربي عقد دورته الـ31 في بيروت: لأوسع دعم وتأييد للمقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للدفاع عن الأمة وحقوقها

وطنية – انعقد المؤتمر القومي العربي بدورته الواحدة والثلاثين في بيروت، بعد عامين من التعذر بسبب جائحة كورونا، وأشار في بيان، الى أنه “ناقش تقريراً سياسياً أضاء على المشهد الدولي والإقليمي والعربي، والقضية الخاصة بهذه الدورة وهي قضية التطبيع مع العدو الصهيوني والأوراق المتعلقة بالمشروع النهضوي العربي، إضافة الى المبادرات والنشاطات التي قام بها في الفترة ما بين دورتي الانعقاد في معرض مواجهته للتحديات والمستجدات، واتخاذه المواقف التي تنسجم مع حرصه على المصلحة العربية العليا”.

ولفت البيان الى أنه “جرى في الدورة انتخابات للأمين العام وللأمانة العامة، ففاز بالإجماع حمدين صباحي (مصر) أميناً عاماً”، مشيرا الى أن “الامانة العامة قررت تكليف الأمين العام بالتعاون مع الأمناء العامين السابقين، اختيار الأعضاء العشرة المتممين للأمانة، لا سيّما من الأقطار التي لم يرشّح أعضاء منها للأمانة، على أن يستكمل الهيكل التنظيمي للمؤتمر في اجتماع الأمانة العامة”.

وخلص المؤتمر الى “تأكيد قراءاته للمستجدات العربية والإقليمية والدولية من خلال أوراق العمل التي قُدمت والمناقشات التي أعقبتها بكل جدية واهتمام خاصة في المسائل التالية:

– موقع العرب في النظام العالمي قيد التشكّل:

من الواضح ان النظام العالمي القائم على القطب الواحد قد بدأ في الانهيار، وان هناك نظاما عالميا تعدديا قيد التشكل، وعلى العرب ان يحجزوا مقعدهم فيه، خاصة وان موقعهم في محور المقاومة يجعل من تشُكّل المجموعة الاستراتيجية المنتظمة في النظام الجديد أمراً ممكناً.

– الوحدة العربية:

ان فشل النظام الرسمي العربي في تحقيق الوحدة التي يصبو اليها العرب أمر من شأنه ان يلقي المسؤولية على عاتق النخب العربية، ويدعوها الى تقديم كل ما يمكن من أفكار وابداع، وانتاج المشروعات الرامية الى تحقيق التكامل العربي على أسس علمية تحقق الانصهار. مع التمسك بإطار جامعة الدول العربية واصلاحها وتطويرها بما يحقق استقلاليتها ويعزز قدرتها على العمل العربي الجامع والوحدوي دون اقصاء او استئثار.

– الاستقلال الوطني والقومي:

في ظل قصور الحالة الاستقلالية لدى معظم الدول العربية، أصبح النضال من أجل الاستقلال الوطني والأمن القومي هدفاً للنضال المستمرّ لدى أبناء الأمّة التي عليها ان تعي أهمية الموضوع وان تفرض ايقاعها لتحقيقه وللتفلّت من التبعية للخارج والتحرر من أنظمة القمع مع التأكيد على النضال السلمي.

– رهان الديمقراطية في الوطن العربي:

حيث بات من المسلّمات اليوم ان الديمقراطية هي ضرورة وطنية وقومية وتشكل ممراً او مسلكاً اجبارياً الى الوحدة العربية التي تُعتبرخ من أسمى أهداف الأمة العربية.

– التنمية المستقلة:

حيث تبينت الحاجة الى وضع خطط ترمي الى تحقيق هذه التنمية في مختلف المجالات والقطاعات، لا سيما قطاعات التعليم والغذاء والصناعة والزراعة، وأطر الإنتاج الأخرى، من اجل تعزيز فرص العمل للجميع وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد والمجتمع سعياً وراء التكامل التام والإنتاج التصاعدي.

– التجدد الحضاري:

حيث ان النظر الى الماضي وقياس الواقع عليه يقوم على اظهار الحاجة الملحة للتطوير والتطور المستمر مع التمسك بالتراث من جهة ومواكبة العصر من جهة اخرى، على قاعدة أن البناء الحضاري هو احتفاظ وتجاوز بما هو إيجابي في تراثنا الحضاري”.

وذكر البيان أن “المؤتمر القومي العربي نوه بما حققته المقاومة الفلسطينية من إنجازات وأظهرته من بطولات في مواجهة العدو الصهيوني لا سيّما الإنجاز الاستراتيجي الكبير الذي تحقق في معركة سيف القدس”، مدينا “بأشدّ عبارات الادانة والشجب والاستنكار سعي بعض الدول العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني”، داعيا الى “وقف التطبيع فوراً وبشتى الاشكال”.

ودان المؤتمر “سعي دول عربية للدخول في احلاف عسكرية مع العدو الصهيوني”، شاجبا “محاولات انشاء التحالف الشرق اوسطي للدفاع الجوي، وهو تحالف لحماية الكيان الصهيوني، وسدّ الثغرات في بنيته الدفاعية التي فضحتها المقاومة”.

وحيا “الشهداء الفلسطينيين والأسرى في سجون العدو”، داعيا المنظمات الدولية للقيام بواجباتها والاضطلاع بمسؤولياتها لتحريرهم”.

ودعا إلى “إلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني، والتثبت بحق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه التاريخية من النهر إلى البحر”، مشيدا بـ”صمود الشعب العربي الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة”. وحيا “مقاومته للاحتلال ودفاعه عن أرضه ومقدساته”.

وانتقل الى الشأن السوري، فنوه المؤتمر بـ”صمود سورية شعباً وجيشاً وقيادة”، داعيا الى “تقديم ما يلزم لتعزيز هذا الصمود في مواجهة الارهاب والعدوان الخارجي”، مدينا العدوان الصهيوني عليها والذي يستهدف صمودها ودعمها للمقاومة ورفضها للتطبيع”، داعيا الى “وقف الحرب الاقتصادية التي تشن عليها ووقف العمل بما يسمى قانون قيصر”.

وفي الشأن العراقي، دعا المؤتمر الى “وقف التدخل الخارجي بشؤون العراق”، مشددا على “حقه بالسيادة والاستقلال والقرار الحر”، منوها بـ”إصدار البرلمان العراقي قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وفي ما خص اليمن، دعا المؤتمر الى “وقف أي نوع من أعمال العنف ضد الشعب اليمني، والى حلّ سياسي يحقق المصالحة الوطنية الشاملة بما يحفظ وحدته ويصون سيادته، ويؤكد على خياراته الوطنية والقومية والديمقراطية”.

وتطرق الى موضوع سد النهضة، فأبدى قلقه لما “يحدث في أعلى نهر النيل ومحاولات إثيوبيا فرض أمر واقع على الشعب العربي في مصر والسودان يرهن إرادتهما وقرارهما وحياتهما”، داعيا “كل القوى العربية لدعم حق مصر والسودان في أمنهما ومياههما واستقلالهما”.

وأشار المؤتمر الى “المخاطر الكبيرة التي تحدق بالسودان وتستهدف سلامة أرضه وهويته ودوره واستقلاله الوطني”، مدينا “كل المحاولات المبذولة من أجل تغيير هويتة الحضارية”. وحيا “الشعب السوداني على مواقفه الرافضة لكل أشكال التطبيع والانخراط في أحلاف مشبوهة”.

وفي الشأن الجزائري، أشاد بـ”الدور الطليعي الذي تضطلع به الجزائر على صعيد لمّ الشمل العربي ومواجهة التسلل الصهيوني الى المنطقة”، مؤكدا دعمه لما “تقوم به الجزائر على صعيد وقف الاختراق الإسرائيلي للاتحاد الافريقي، وسعيها لتوحيد جهود المنظمات الفلسطينية في مواجهة العدو”.

وتطرق الى الوضع في لبنان، فنوّه بدوره “كحاضنة للجهود الشعبية العربية الهادفة الى توحيد الأمة وإتاحة الفرص للقاء نخبها ومفكريها ومنحهم كل التسهيلات الممكنة للقيام بدورهم الطليعي”.

وشجب “الضغوط الأمريكية والغربية التي تمارس على لبنان لإلزامه بالتطبيع وتوطين الفلسطينيين واستيعاب النازحين السوريين والتنازل عن أرضه وثرواته في البرّ والبحر خدمةً للعدو الإسرائيلي”.

ودعا الى “وقف الحرب الاقتصادية على لبنان، وكل اشكال الضغوط والحصار القائمة والتي أدت الى انهيار مالي واقتصادي وهددت السلم والأمن الوطني في الدولة”، مشيدا بالدور “الريادي الذي تقوم به المقاومة في لبنان للدفاع عنه وحمايته ضمن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة”.

وفي الشأن الليبي، أكد المؤتمر على “وحدة ليبيا وسيادتها على أرضها وثرواتها الطبيعية”، داعيا إلى “وقف التدخل الأجنبي وسحب القواعد العسكرية الأجنبية”، مطالبا “المكونات الوطنية للشعب الليبي بالحوار والتوافق من أجل إعادة بناء الدولة”.

أما في ما خص تونس، فقد شدد على ضرورة “التزام خيارات الشعب التونسي في الحرية والكرامة الإنسانية التي شكلت ثورتها المجيدة للوطن العربي”، محذرا من “المحاولات الهادفة إلى اختراق نسيج تونس وجرها إلى مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وفي ما خص الكويت، نوه بـ”جهودها لدعم حقوق الشعب العربي الفلسطيني، وبدور مجلس الأمّة الكويتي لمواقفه المشرفة والداعمة للقضية الفلسطينية”.

وعن الدور الشعبي العربي، ثمن المؤتمر “الجهود الشعبية الهادفة إلى حماية الأقطار العربية من التفتيت والتجزئة الذي يستهدف الدولة الوطنية في الوطن العربي، كما يستهدف مشروع الأمّة الهادف إلى تحقيق وحدتها وتقدمها وازدهارها”.

وحيا “الدور الحيوي لأبناء الأمّة في التصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومناهضة مشروعه في المنطقة”، مشيدا بمساهمة “الجاليات العربية في المهجر في دعم ومناصرة القضايا العربية وكل قضايا العالم العادلة”، مدينا “ما يستهدفها من أعمال وحملات عنصرية تطال وجودها وحريتها وحقوقها”.

وثمن “دور الشعوب الصديقة في دعم قضايانا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والحقوق العربية”، منوها بدور “الشعب اليوناني في معركة لبنان من أجل سيادته على حدوده وثرواته”.

ودعا إلى “تعزيز العلاقات الشعبية مع شعوب القارات الثلاث: إفريقيا ـ آسيا، أمريكا الوسطى والجنوبية”.

أما عن المقاومة ومحورها، فأكد المؤتمر دعمه “لكل اشكال المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وفي مواجهة كل أشكال التدخّل والعدوان على الوطن العربي”، مدينا “بشدّة التزوير القائم بوصف المقاومة بالإرهاب”.

ودعا الى “أوسع دعم وتأييد للمقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للدفاع عن الأمة وحقوقها”، مؤكدا على “الفرصة التي أتاحها وجود محور المقاومة في الميدان ليكون للأمة العربية موقعها على الخريطة الاستراتيجية العالمية”.

ورفض المؤتمر “تأسيس ناتو عربي يجمع الاحتلال ببعض أنظمة التطبيع لشرعنة العدوان على المقاومة وداعميها”، محذّرا من “مخاطر ذلك على الأمن القومي العربي”.

وفي ما يتعلق بدول الجوار العربي، أكد المؤتمر على “أهمية العلاقة التاريخية معها والممثلةً بإيران وتركيا واثيوبيا”، داعيا الى “أوثق علاقات التعاون والتنسيق معها، وتعزيز المشتركات الثقافية والحضارية، تحقيقاً للأمن الإقليمي الشامل والتكامل الاقتصادي والتفاعل الحضاري”.

ورفض “كل دعوات الصراع مع دول الجوار العربي الثلاث”، داعيا الى “محاربة أي نزعة لإذكاء العداء معها، والى حلّ المسائل المشتركة بالحوار”.

زر الذهاب إلى الأعلى