تحقيقات

أحكام الحج: الحلقة الأولى وأركانُ الحجِّ ستةٌ.

أحكام الحج: الحلقة الأولى

وأركانُ الحجِّ ستةٌ.

الشرح: أن الحجَّ يتضمنُ أركانا ويتضمنُ واجباتٍ ويتضمنُ سُـنَـنـًا.

فأما الأركانُ: فهى أجزاءُ الحجِ التى إذا تَرَكَ المرءُ واحدًا منها لا يَنْجَبِرُ ذلك بالدمِ ولا يصحُّ حجُّهُ إلا بالإتيانِ بها.

أما الواجبات: فهى الأجزاءُ التى إذا تركَهَا المرء أَثِمَ وعليه دم لكن لا يفسُدُ حجُّهُ.

وأما السُّنَنُ: فهى الأجزاءُ التى إذا فَعَلَهَا المرء كان مُثابًا وإذا تركَها فليس عليه إثمٌ ولا عليه دم.

ففى الحج هناك فرقٌ بين الركنِ وبينَ الواجب،
ولا يُوجَدُ هذا الفرقُ فى أبواب الفقه الأخرى غير الحج، إذ الركن والواجبُ والفرض بمعنى واحد فيها.

فأركانُ الحجِ أى أجزاؤه التى لا يصحُّ الحجُّ بدونِهَا ولا تُجْبَرُ بالدم هى ستَةٌّ فقط.

الأولُ: الإحرامُ، وهوَ أنْ يقولَ بقلبِهِ: “دخلتُ فى عملِ الحجِّ أو العمرةِ”.

الشرح: أن أولَ أركانِ الحج الإحرام. ومعنى الإحرام الإتيانُ بالنية، ليس معناهُ لُبسَ الثياب الخاصة بالحج أو نحو ذلك بل معناه الإتيانُ بالنيةِ الصحيحة.

ومثالُ النيةِ المُجْزِئَةِ: نَويتُ الحجَّ وأحرمتُ به للهِ تعالى.
وبالنسبَةِ للعُمْرَةِ يقولُ: نَويتُ العمرةَ وأَحْرَمْتُ بها للهِ تعالى.

ولا بد أن تكون هذه النيةُ فِى أشهُرِ الحجِّ، وهى: شوَّال وذو القَعدة وذو الحِجة، يعنى العشرَ الأوائلَ من ذِى الحِجة.

الثانى: الوقوفُ بعرفَةَ بين زوالِ شمسِ يومِ عرفةَ إلى فجرِ ليلةِ العيدِ.

الشرح: أن الركن الثانىَ من أركان الحج هو الوقوفُ بعرفة، ووقتُهُ ضيقٌ. قال عليه الصلاة والسلام: “الحجُّ عَرَفَة”، فمن فاتَهُ الوقوفُ بعرفة فقد فاتَهُ الحج. ووقتُ الوقُوفِ بعرفة من زوالِ شمسِ يوم عرفة أى ظهر يوم التاسع إلى الفجر من يومِ العيد.

فلا بد للحاجِّ أن يكون فى ضمنِ حدود أرض عرفة لحظة فى ذلك الوقت، فى النهار أو فى الليل. لكنَّ الأفضلَ له أن يجمعَ بين النهارِ والليل، يعنى أن يكون هناك من قبلِ غروبِ شمسِ يوم عرفة إلى ما بعد الغروب.

الثالث: الطوافُ بالبيتِ.

الشرح: أنَّ الركنَ الثالثَ من أركانِ الحجِ هو الطوافُ بالكعبةِ ، ولا يصحُ إلا منْ بعدِ منتصَفِ ليلةِ العيد أى الليلة التى تسبقُ يومَ العيد. والليلُ يبدأ بالمغرب وينتهى بالفجر، فمنتصف ذلك الوقت هو منتصف الليل.

ويدورُ الحاجُّ حول الكعبة سبعَ مرات، جاعلًا الكعبةَ عن يسارِهِ، مُبتدئًا بالحَجَرِ الأسود متوجهًا إلى ناحية الحِجْرِ، طائفا خارجَ الكعبةِ، يعنِى أنَّ كُلَّ بدَنِهِ لا بد أن يكون خارجَ الكعبَةِ، فلا يُحَاذِى بشىءٍ من بَدَنِهِ حِجْرَ اسماعيل.
يتبع.

….

زر الذهاب إلى الأعلى