شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
شخصيات

الوالده تعتني بالعزيزين وضاح وعلي ، هذا ما كتبه المحامي نعمه جمعه قبل رحيله عن هذه الدنيا .

الوالده تعتني بالعزيزين وضاح وعلي ، هذا ما كتبه المحامي نعمه جمعه قبل رحيله عن هذه الدنيا . انها أم نعمي كما كانوا ينادونها في حارة الجماعنه ، وهي تكون عمتي صاحبة الفضل الكبير علي وعلى أشقائي بعد وفاة والدتي . أم نعمي واحدة من النساء النموذج في زمانها ،انها المرأة الكادحة والتي وجدت نفسها مسؤولة عن تربية ولديها واعالتهما ،بعد أن أقعد العمى زوجها ، أذكرها وهي تحمل على رأسها فرشا مثقلاً بالخضار أو خلاف ذلك( لتبسط) به أمام منزلها ، عارضة اياه للبيع ، بقصد تحصيل ما تيسر من نقود ،كناية عن دخل مالي يعينهافي اعالةو تحصيل مصروف العائلة . هذا وفي موسم قطاف التين من كرمها ،حيث كنت أرافقها واشاركها في قطافه ليتم عرضه على (مسطاح )لتجففه أشعة الشمس ،وليتحول الى تين يابس وفي آخر الموسم يتم توضيب التين في قفاف (فرد)من القش ومن بعدها يأتي من يشتريه فيضاف ثمنه الى رصيد الأسرة . تعلم ولدها نعمي وكان من الطلاب الأذكياء ،فحصل على شهادة البروفيه التي كانت تخول حاملها آنذاك ،ان يوظف بصفة مدرس . وكم كانت فرحة أم نعمي كبيرة لأن بكرها أصبح أستاذا وهي التي ربته( على فرش التين والعنب) ،كما يقولون في ضيعنا . لكن طموح نعمي لم يتوقف فتابع تحصيله العلمي ليتخرج حاملا اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية ،في الوقت الذي كان هذا الاختصاص حكرا على أبناء العائلات النافذة في المجتمع اللبناني . وأصبحت أم نعمي والدة المحامي ،وحان الوقت لترتاح من عناء شغل كان يعجز عليه الرجال . لم تنته رحلة الآلام مع أم نعمي , فولدها المحامي العصامي ,جعل من المحاماة رسالة في الدفاع عن المظلومين والمقهورين والمسلوبة حقوقهم ,كما هو الحال مع فلاحي حانين , والقضايا الوطنية ,فهو حلم بالنهوض الحضاري وبعثها من جديد ,فوجد في حزب البعث بارقة أمل وحلم , فكانت مسيرته النضالية من خلاله , كما جعل من القضية الفلسطينية قضيته . من أجل ذلك اعتقل وعانى من عذابات السجن . عادت لتستأنف مسيرة الآلام مع أم نعمي , بعد فترة استراحة ,واعتقال ابنها المحامي من قبل اسرائيل في اجتياح 1982 م , ولتزيد في مرارة المعاناة وفاة زوجة ابنها ,لتجد نفسها مسؤولة عن رعاية سبعة أطفال . هكذا يمكنني القول : ان أم نعمي لم تعرف الراحة في حياتها ,لكن يكفها فخرا أنها المرأة النموذج وصاحبة السيرة العطرة في البذل والعطاء الإنساني . أ

زر الذهاب إلى الأعلى