بأقلامنا

ياسر عرفات … شعلة اولمبياد لا تنطفئ بقلم الدكتور عماد سعيد

ياسر عرفات … شعلة اولمبياد لا تنطفئ بقلم عماد سعيد
1 ــ 1 ــ 1965 ، تاريخ لا يزال بالذكرى ، حينه أطلق ياسر عرفات ” أبو عمار ” مع كوكبة من رفاقه الرصاصة الأولى معلناً بداية ثورة القسام لتحرير فلسطين .
لكن القائد رحل ، و لم تطأ قدمه حيفا و عكا والجليل ، فقط ” إمبراطورية ” وهمية ، ارداها الامريكان مع حلفائهم العرب ، هدية على تواضعها تلجم المد الفلسطيني و تحول دون عملقته ، والعملاقة هي التسمية الآرامية لكل فلسطيني .
مهما يكن :
منذ عام النكبة التي بدأت تباشيرها مع ــ سايس بيكو ــ و إستمرت بالتنامي إلى ان راحت فلسطين ، و تحولت الى محمية غربية ، اميركية برعاية عربية لاحقاً ، لتجهز على العالم العربي بأكمله الذي كان بعد ، لم يخرج من الجسد العثماني المريض .
أبو عمار حاول طيلة حياته ان ينتشل شعب الشتات من مأزقه ، ان يلمٌ شعباً تحت عمامة ترمز الى فلسطين و مع ذلك طلب رياح من مكان لا تهب فيه نسمة ، فكان الانقسام بين تعدد الفصائل ، وتلك كانت بداية الكارثة ، فبدل ان تكون فلسطين هي المحور تحولت الى ” نعم ” لهذا النظام او ذاك ، تؤتمر بما عليها القيام به من خلال انظمة تجاهر بالعداء للكيان الصهيوني شكلاً ، فيما المضمون يعاكس ذلك تماماً .
كان ” ابو عمار ” يعي ذلك تماماً ، وكان عليه ايضاً أن يعبر حافي القدمين حقول الجمر و الرماد … و مع ذلك خاض التجربة كفارس عربي أصيل ولكن ؟
عندما ذهب الى ” السلام ” و صافح شيمون بيرز ، قامت الدنيا و لم تقعد ، وقسمت الجسد الفلسطيني ، ” المنقسم اصلاً ” إلى اجزاء متناثرة ، والدليل المعطى اليوم ماذا يجري في مخيمات لبنان و لمصلحة من هذا التأكل والتشتت و الفراغ المرعب و بالتالي الى اين يؤدي ؟.
جواب … ذلك كان و مايزال في حضن الراحل الرمز ابو عمار ، الذي عمل على امتداد حياته ، وقبل ان يوجه البندقية باتجاه غاصب فلسطين إلى لملمة الشعب الفلسطيني تحت راية القدس … القدس … المرجع الروحي لطافة الاديان .
الراحل الرئيس ياسر عرفات ، ببساطة لم يكن يجهد لنفسه ، لو كان الأمر كذلك لاكتفى بحياة الرفاهية التي عاشها في الكويت مهندساً ، ولكن الطبع يغلب التطبع ، فـ فلسطين هي دار العقل و الوجدان ، وعليهما آثر العودة الى الينابيع ، ترك خلفه عالماً من الرفاهية الى ارتداء ” الحطة ” و العقال ” التي تحولت لاحقاً الى رمز فلسطيني أصيل ، تداولتها الاكف و ماتزال ، كرمز لن يرقد في الثرى قبل ان يقبل ارض فلسطين .
عرفات ليس في الذاكرة فقط ، انما في وجودنا اليومي ملهماً و قائداً لمٌ سنكون عليه غداً ، عندما نرتدي تلك الكوفيه بديلاً عن قبعات الحاخامات ، عندها يصير لنا الوطن ، وتلك من اقوال الراحل .
اليوم أيها الزعيم في ذكرى طلقتك الأولى ننشد إليك كما كنا بالامس ، فأبداً شمسك لا تغيب ، كما فلسطين .
وفلسطين هي شعلة الاولمبياد التي لا تنطفئ ابداً ، حملها عرفات و مشى ، و مازالت تنير مثواه طريقنا الى العودة
وللحديث صلة
عماد سعيد
رئيس موقع ” هلا صور ” الالكتروني
زر الذهاب إلى الأعلى