بأقلامنا

سنتين على غياب فخامتك…ويضل الله شايفني بعيونك يا إمي! (30 كانون الأول اسلمت الروح، و31 دخلت قصرها)

كتب// جهاد أيوب

تعب العمر من فراقك يا إمي
وصار الجمر نار ع غيابك بتمي
والحرمان زاد، يعصف بكل القلب، وصار مشوار وجودي خمر، وصفعة مؤلمة بكل العمر، وعاصفة شجرها انحنى بكل احلامي!
سنتين على غيابك يا إمي، جف بير الخير، وتفرقت الأيام، والروح تشردت، والألوان تغيرت، واحفادك تاهوا بالدني …كذاب يا إمي إذا ضحكت من بعدك، والجرح بركان الدمع بكلي يا كلي!
بعين آلله يا إمي … إي يا إمي بغيابك خيالي انكسر، وجناحي اندحر، وليلي سرق ضحكات منسية!
منسوب حضوري ذكرى أنت يا إمي رسمتيها، وبدموع العين أنت يا غالية رويتيها، وبالبال تخيطي الفجر بخيطان من طهر وجودي، وبشريان الصبر تربينا…
انت يا إمي يا كل الكون
يا كلمة وضوء الصلاة والعون
أنت يا إمي فجر غطى منارة أحلامي، ومشوار دموعك بتسري بأيامي، كنت مفكر أنت المارد، والأقوى، وجبال مصنوعة من صوان، وتتحدي الريح، وتكمشي العاصفه بعافية إيمانك، وفجأة قال المؤذن خبر رحيلك، يومها بكيت السما، ودموع المطر غطت الأرض، ورويت قبر من الجنة سقط، ضوى تراباته بنور حجار حكاياته…
صارت إمي نعمة سرقها الوقت…ونغمة الفردوس، وقصيدة بلغة الملائكة تتغنى!
إمي يا ستر وغطا ضاع من عمري، ويا شوق بزيد همي، وبيخطف سنين راحت هدر من دربي…إمي يا دموعي الجف حبرها، وتساقطت بجروح كأنها منشار قطع الوريد وسجلات الدار!
إمي أخذت اللمة والبركة وسوالف البيت معها، وجدران الحنان بخباياها، ونظراتها الغنية، وسقف الأمان، ورسايلها صارت مع الرحمن أماني بحنية!
إمي الدعاء كيف حرمتيني؟
وكيف تركتيني ارتدي همومي، واشرب الشيخوخة بكير من دموع عيوني؟
إمي الدهر انكسر، والعمر انحنى، والكلمات بغيابك ضباب، والوقت عجز من شفاف عِطشت بوساتك يا إمي!
أمي …يا أمي
من يوم رحيلك العاطفي جفت، والضحكة تغيرت ملامحها، والكون مش هو الكون، والعون مش هو العون، وصار همي كيف صلي تاتوصلك النهدات، ويضل الله شايفني بعيونك يا إمي!

زر الذهاب إلى الأعلى