بأقلامنا

مشعل في لبنان.. وشعبنا من حقه السؤال عبد معروف بقلم عبد معروف

وصل رئيس حركة المقاومة الإسلامية – “حماس” في الخارج خالد مشعل إلى العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأربعاء الماضي على رأس وفد قيادي من الحركة.
وأكدت حركة “حماس” في بيانات متفرقة أن زيارة مشعل تأتي في إطار المشاركة في أنشطة وفعاليات الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة، والاجتماع بقيادات لبنانية ولقاء الفعاليات الفلسطينية في لبنان، ومناقشة قضاياهم، وبهدف البحث بسبل تحسين الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان خلال هذه الظروف الصعبة، وتعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين من خلال خطوات جادة وملموسة.
لا شك أن زيارة القيادي في حركة “حماس” إلى لبنان جاءت في وقت صعب تمر به القضية الوطنية الفلسطينية عامة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل خاص أمام حالة الانهيار الأمني والاجتماعي والاقتصادي، بالتزامن مع حالة الانهيار الكامل الذي يمر به لبنان.
وجاءت مباشرة بعد الأحداث الدامية في مخيم البرج الشمالي وتصاعد الخلاف مع حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية على الساحة اللبنانية، لذلك فإن لزيارة القيادي مشعل إلى لبنان لها وقع خاص في هذه المرحلة بالذات، ومن حق شعبنا أن يطرح أسئلته على قيادات تؤكد دائما أنها المسؤولة عن مصير هذا الشعب وحمايته والدفاع عن مصالحه وتحسين أوضاعه من أجل حياة كريمة بانتظار العودة إلى وطنه.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون أوضاعا أمنية واقتصادية ومعيشية في غاية الصعوبة، بالتزامن مع اتساع شق الخلافات بين الفصائل وترهل قدراتها وضعف إمكانياتها وهشاشة بنيتها، وأيضا مع ما تشهده المخيمات من تفجيرات أمنية وسلاح متفلت خارج عن الأخلاق والقوانين.
قيادات الفصائل في لبنان لا خوف عليها، فهي تمتلك المال والامكانيات والحصانات، أما اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فيعيشون الفقر والعوز والخوف والقلق و الحياة المرة، وظروف مأساوية تجعلهم في واد وقيادتهم في واد آخر.
فزيارة القيادات من أي فصيل كانت إن لم تساهم في معالجة الأزمات الأمنية ووقف الاشتباكات والتفجيرات ووضع حد للسلاح المتفلت، وإن لم تتمكن من تحسين أوضاع شعبنا فهي زيارة قاصرة ولا قيمة لها.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، يطلبون إجراءات رادعة وحاسمة وحازمة توقف العبث بحياتهم ويريدون الأمان والعيش بكرامة ويطلبون من الفصائل وحدتها ويطلب من من قياداتها العمل في صفوفهم والحياة معهم من أجل ضمان صمودهم في مسيرة الثورة والعودة، ولا يطلبون من أحد بحد ذاته معالجة كل الأزمات التي يتعرض لها، فهي مسؤولية جماعية، والجميع يتحملها، ولكن بالحد الأدني يجب أن تكون زيارة القيادي (أي قيادي)إلى لبنان والاجتماعات التي تعقد خطوة نحو المعالجات، لا أن تتبعها استعراضات واشتباكات وتفريغ شحنة الحقد والصراعات.
أيا تكن أهداف زيارة القيادي خالد مشعل إلى لبنان، فهي ليست الأولى، ووفود “حماس” ليست وحدها التي تصل إلى لبنان وتلتقي القيادات اللبنانية والفعاليات الفلسطينية، بل إن الفصائل جميعا تبدع وتستهوي الزيارة والاجتماع والتجميع والاستعراض والتقاط الصور، لكن وللأسف في كل مرة وبعد كل زيارة تزداد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مأساوية وتشرذما، وانقساما وتهالكا وأحيانا تتبعها تفجيرات واشتباكات في هذا المخيم أو ذاك.

زر الذهاب إلى الأعلى