بأقلامنا

بدأت ظاهرة الإنتحار تتفشى في لبنان بقلم الشاعرة زينب دياب

بدأت ظاهرة الإنتحار تتفشى في لبنان وهذه الظاهرة مرعبة ومُقلقة إلى حد كبير، زادت نسبتها 35‰ عن السنوات السابقة، عدا محاولات الإنتحار…
الإنتحار هو قرار ذاتي بالتخلي عن الأنا، رفض للإستمرارية في الحياة، رفض لتلقي المزيد من الصدمات، يريدون الرحيل عن هذه الدنيا التي يعتبرونها لا تساوي شيئا” ولا تستحق كل هذا العناء….
بعد أن بلغ وجع اللبنانيين ذروته نتيجة تفاقم الأزمات الإقتصادية بشكل كارثي، والإجتماعية والصحية والمالية والتي تزداد سوءا”، والإرتفاع الجنوني للأسعار الذي أثقل كاهل الأسرة وسرق البهجة من قلوب اللبنانيين كافة، وإفلاس المؤسسات وإغلاق المصانع وتراكم الديون والأعباء المالية وضيق فرص العمل والوضع الإقتصادي الخانق والبطالة والفقر والنقص الحاد في المواد الغذائية والوقود مما أقلق المواطن وزاد إرتفاع سمة اليأس وحالات الإكتئاب، وهجرة الكثير من الأطباء النفسيين، فباتت البلاد على شفير كارثة نفسية، وتأزم المعاناة النفسية تفاقمت فيها حالات الإنتحار وهذه الأزمة تزامنت مع تفشي جائحة كورونا وازدياد حالات العنف المنزلي، وأيضا” إنفجار مرفأ بيروت منذ اكثر من سنة وازدياد حالات القلق النفسي والخوف وعدم الإستقرار إضافة إلى الوضع السياسي والأمني المضطرب وغير المستقر..
والنقص الحاد في الأدوية خاصة المهدئات ومضادات الإكتئاب وبسبب هذا الشح قرر بعض مرضى الإكتئاب تقليل الجرعات أو التوقف عنها مما أدى لتدهور أوضاعهم الصحية..
نحن في بلد مُنهك وما يزال الحديث عن الإضطرابات النفسية والإنتحار من المحرّمات الإجتماعية وربطه بالجانب الديني، فالأديان السماوية الإسلامية والمسيحية وغيرها حرّمت الإنتحار نهائيا” وتؤمن أن الله هو الخالق والمميت ولهذا لا يحق للإنسان بإنهاء حياته.
لكن هل الإنتحار هربا” من الأحوال الصعبة والعيشة الضيقة، هو الحل؟
وهل مسموح كلما عصفت بنا مشكلة نتجه نحو الإنتحار؟ وهل ضغوطات الحياة التي تواجهنا تجعلنا نستهين بأرواحنا؟
أليس التوجه للمساعدة من الإخصائيين النفسيين هو الحل؟
كلنا أصبحنا بحاجة إلى دعم نفسي حتى لا نصل إلى الإكتئاب السوداوي الذي يؤدي إلى الإنتحار في ظل ما نعيشه من أزمات..
وما زال يوجد مخاوف من إرتفاع نسبة الإنتحار نتيجة الأوضاع التي يمر بها لبنان، عدا عن العوامل النفسية الأخرى..
لكن يبقى السؤال، ما الذي تقدمه حكومتنا للحد من هذه الظاهرة وماذا يشعر به أركان النظام العقيم؟ غير الصمت وقلة المسؤولية…
نحن في بلد بات فيه نحو 80 ‰ من السكان تحت خط الفقر، لا يستطيع كُثر تأمين قوتهم اليومي…
كيف يجدر بنا أن نمنح الأمل في بلد لم تعد فيه مساحة للأمل ؟….
زينب دياب
لبنان _ بيروت

زر الذهاب إلى الأعلى