بأقلامنا

سورية رئة لبنان الاقتصادية والتجارية والامنية والسياسية ” بقلم الدكتور عدنان يعقوب

“سورية رئة لبنان الاقتصادية والتجارية والامنية والسياسية ” بالتزامن مع التطورات الاخير ة وكم اكدت مرارا وتكرارا، ومع صدور تعميم وزارة الداخلية السورية بالسماح بدخول اللبنانيين إلى سوريا، كان لا بد من التذكير ببعض المحطات التي مرت وهي :انه قد شكل كل من لبنان وسورية مجالا اقتصاديا واحدا الي درجة الوحدة الاقتصادية والمصرف المركزي الواحد والمؤسسات الاقتصادية الواحدة التي عرفت بـالمصالح المشتركة ، مع علمنا ان سوريا قد بقيت وفي كل الظروف حاجة للاقتصاد اللبناني كمعبر ضروري للاشخاص والبضائع الي العالم العربي ، هذا وقد حتم التشابك في المصالح ببن الدولتين الى توقيع اتفاقية تجارية في العام 1953 بقيت سارية المفعول حتى تسعينيات القرن الماضي.
الا انه ومع انتهاء الحرب الاهلية وعقد اتفاق الطائف عام 1990 والذي نص : على العلاقات المميزة بين البلدين وساهم بتطوير الاتفاقات وانشاء المجلس الاعلي اللبناني السوري واستمر حتى عام 2005، وقتها تغيرت المعادلة التي حكمت العلاقة بين البلدين فساد الانقسام بين بعض الافرقاء اللبنانيين ” الحيادين” حول العلاقة مع سوريا الا ان القطيعة لم تحصل وبقيت العلاقات الاقتصادية والعسكرية قائمة ووصلت الي ذروتها في المعارك التي خاضتها الجيش اللبناني والمقاومة في مواجهة التنظيمات الارهابية .
اما اليوم وفيما يتعلق بالمصالح اللبنانية الاقتصادية والتجارية والتي اصبحت تتطلب تواصلا وتنسيقا مع الطرف السوري ، فلا يمكن انكارها وهي علاقات حتمية بين لبنان وسوريا بحكم الجوار مع العلم ان باب لبنان الى العالم العربي لا يمكن الا ان يمر الا عبر الحدود مع سوريا وان وهناك مصالح للبنان جراء هذه العلاقة تفوق المصالح السورية .
فسورية تشكل رئة لبنان الاقتصادية والتجارية والامنية والسياسية وقد اثبتت التجارب التاريخية ان اقفال الحدود مع الشقيقة سورية يعني اختناق لبنان ، دون ان ننسى دور سورية في دعم لبنان في كثير من المحطات وابرزها دعم المقاومة وصولا الى التحرير . اما اليوم فنرى ضرورة ملحة لان الظروف تحتم اعادة تعزيز الروابط التاريخية بين البلدين من هنا نحن في أمس الحاجة اعادة الانفتاح على دمشق انطلاقا من أن العلاقة بين البلدين يجب أن تكون استراتيجية بحكم الموقع الجغرافي وارتباط مصالح لبنان بسوريا، بالرغم من ان البعض قد يستمر في سياسة التباعد والحياد وتغييب كل ما يجري من حوله خاصة بعد ان سقطت كل الرهانات التي كانت تهدف إلى قلب الأوضاع في سوريا ومع بدء عدد من الدول العربية بإعادةعلاقاتها مع دمشق. في النتيجة : إن مصلحة لبنان هي اعادة تفعيل وتطوير العلاقات بينه وبين سورية باعتبارها الجارة الوحيدة، ونظراً إلى المصالح الاقتصادية المشتركة وإلى الحاجة القوية للتواصل والتنسيق خاصة معالجة مشكلة النازحين السوريين .
لاننا رأينا ان البعض قد يرتكب خطأ جسيما اذالم يلتقط المواقف العربية الايجابية تجاه سوريا، حيث ستكون دمشق مقبلة على ورشة كبيرة من إعادة الاعمار وبالتالي لن تمنح تسهيلات وأدوارا لاي بلد كان لديه مواقف سلبية منها اولم يعيد ترتيب العلاقات معها !!

امين سر منتدى الفكر والادب د عدنان يعقوب

زر الذهاب إلى الأعلى