أخبار العالم العربي

كلمة السر بقلم الكاتب المصري ماهر مقلد

للعام السادس على التوالى يقام معرض الكتاب العربى فى مدينة صور جنوب لبنان،كل الشواهد كانت ترجح تأجيله هذا العام بسبب الأوضاع العامة التى يمر بها لبنان، غير أن الرغبة فى الحياة الطبيعية ،والإرادة التى يتسلح بها المواطن اللبنانى دفعت القائمين على تنظيمه دفعا للتحدى وإقامته،وتنظيم الفاعليات الثقافية،لبنان يمرض لكنه سرعان ما يتعافي، كلمة السرهنا فى إرادة المواطن اللبنانى الذى يتجاوز فى ردة الفعل كل المواقف السلبية التى تنتج عن خلافات السياسيين وإخفاق الحكومات المتتالية،فى ظل هذه التحديات تبرز قدرة المواطن على رفع الركام وإعادة ترتيب البيت كنت قد تلقيت دعوة كريمة من جمعية هلا صور الثقافية التى تنظم المعرض لحضور فاعلياته ،غير أن ظروفا ما حالت دون سفري، لكننى كنت اتابع فى زمن البث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعى الندوات ،والأحداث التى ينظمها المعرض وسط إجراءات احترازية فى زمن كورونا.

مدينة صور جنوب لبنان نموذج للتسامح والعيش المشترك تضم جميع الديانات والطوائف ويرتبط سكانها بروابط تتجاوز مفهوم الطوائف، والعقائد وتمتد إلى العلاقات الإنسانية وروح الأخوة،وهى مدينة تحظى باهتمام خاص من السياسى البارز نبيه برى رئيس مجلس النواب، تعرفت قبل سنوات عن قرب على شخصيات جديرة بالاحترام من ابناء صور من رجالات السياسة والدين والاقتصاد ورجال الأعمال، وكان ومازال العنوان البارز الذى يطرحه كل من تحدثت عنه هو خصوصية صور كمدينة متنوعة وتعددية تنشد دوما الترابط بعيدا عن الصراعات . المسئول التنظيمى لحركة امل فى إقليم جبل عامل المهندس على اسماعيل كان كريما فى كلمته خلال حفل افتتاح المعرض ،وعبر بكلمات تعكس روح الأخوة والعلاقات الشقيقة بين مصر ولبنان وتطرق الى أهمية الكتاب داعيا للعودة اليه كى نبقى أمة تقرأ بعد أن سبقتنا الأمم فى ذلك، كما شدد على وجوب الحفاظ على دولة المؤسسات فى لبنان.

وفى كلمته قال عماد سعيد باسم جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية ان المعرض يعزز الأمل ببقاء لبنان منبرا للكلمة الحرة وللحياة المزدهرة والامل المتجدد بلبنان جديد معافى قوى فى مبنى بلدية صور العتيق تعرفت قبل سنوات على المهندس حسن دبوق رئيس بلدية صور يومها أفاض فى شرح تاريخ صور عبر الزمن بفكر منظم وارتباط بالمكان والتاريخ ،وفى الظروف الراهنة تتضاعف مهام منصبه بشكل كبير فى ظل تردى الوضع الاقتصادى وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار السلع وهى ضغوط كبيرة على كل مسئول بشكل يومى ، ومع هذا كان حريصا على أن يقام معرض الكتاب وتقديم كل التسهيلات التى تساعد على نجاحه، فى اللقاء الحوارى الذى تحدث فيه رئيس المجلس الوطنى للإعلام المرئى والمسموع عبد الهادى محفوظ قال : إننا نعيش واقع الهم المعيشى قبل أى هم آخر وهذه المسألة تحوز جزءا كبيرا من النشاط الإعلامى حاليا ويمكن للإعلام بشكل ما أن يسهم فى إيجاد المخارج والحلول وهو مرتبط بوظيفة البناء للإعلام .

وقال : نحن على مفترق طريق صعب جدا، حيث يجب سحب سياسات التحدى فى العلاقة بين المكونات، فنحن احوج ما نكون الى التماسك والوحدة وتغليب موقف يعطى الأولوية لضرورة إخراج اللبنانيين مما هم فيه..لأن الآتى سيكون صعبا عليهم بحيث يتحول لبنان الى ملعب للصراعات الدولية, وقال إن الإعلام يصنع الرأى العام ويوجهه، وأكد أن الإعلام اللبنانى وتحديدا المرئى ينتسب الى القوى الطائفية وهى فى حالة اشتباك داخلى وكل منها تحاول ان تجيّر موقفها لمصلحة الطائفة التى تمثلها او لمصلحة القوى الخارجية التى تلتزم بها، مؤكدا أن الخروج من هذا الامر يحتاج الى اعلام مستقل وهو غير متوافر حاليا، مشيرا الى أن الإعلام الأكثر قربا من الاستقلالية هو الاعلام الإلكترونى لانه غير ممول من الخارج ومتنوع ومتعدد.

وأكمل أن دور المجلس الوطنى للإعلام هو استشارى ولكن فى مشروع القانون الموحد الموجود فى البرلمان والذى أقر فى اللجنة البرلمانية الإعلامى وموجود لدى لجنة الادارة والعدل حاليا، يتحول الى دور تقريرى واتخاذ القرار المناسب عند وقوع اى مخالفة دون الرجوع لأى سلطة سياسية، من هنا يمكن تصويب الأداء الإعلامي. والآن يقتصر دور المجلس الاستشارى على رفع توصية الى الحكومة عند وقوع اى مخالفة وللأسف تبقى فى أدراج الحكومة.

ماهر مقلد

مدير تحرير جريدة الاهرام

 

زر الذهاب إلى الأعلى