بأقلامنا

الأزمة اللبنانية هي أزمة كيان ! بقلم الدكتور نبيل سرور

انني اعتقد ان الأزمة اللبنانية هي أزمة كيان !
كيان منذ وُجد او أوجِد بفعل تسوية دولية، رسمت خارطة المنطقة وكياناتها في حينه… واريد له ان يبقى ساحة تتجاذبها العواصف والأعاصير الاقليمية والدولية، في مهّب الصراعات الملتهبة وتعقيداتها…كان هذا الكيان( لبنان) عبارة عن تسوية مؤقتة…كان فرصة لبنيه ولكن لم يعرفوا كيف يستثمروا الفرصة من اجل بناء وطن يحتضن كل طاقات بنيه وتنوعهم وغناهم الفكري والحضاري …
فلبنان عاش اوضاعا طائفية في كل مراحله وتداخلت الطائفية في السياسة لتحرق كل اوراق اللعبة !! ..ولم يزل لبناننا ،حتى يومنا هذا ضائعا في هويته السياسية كما في خياراته الاقتصادية ..وفي ارتباطاته بالخارج التي يفرضها الواقع السياسي المعقّد في الداخل ..وسيبقى هذا اللبنان، عرضة للعواصف الداخلية والخارجية، اذا لم تتوفر ارادة وطنية جامعة وحاسمة وجديّة ، يتكافل فيها اللبنانيون بمدنييهم وبقياداتهم الدينية ومؤسساتهم السياسية والدستورية ، لاعادة لم شمل وطنهم ،في علاقات جامعة واسس متينة ،تؤكد خيارات واضحة في السياسة والاقتصاد والاجتماع …هذا هو الخط… والا سنبقى نعيش في دوامة مشاكلنا كمن يلحس المبرد، او كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال لكي لا ترى ما حولها ..
فاذا لم نبادر الى رسم معالم الطريق ،والاتكال على الذات في عملية الانقاذ الداخلي ، فلننتظر المزيد من الازمات والتدخلات الخارجية والعواصف، التي ستقتلع في طريقها كلّ بشر وحجَر ، وكلّ أملٍ للوصول بلبنان الوطن الى بَر الأمان !

زر الذهاب إلى الأعلى