بأقلامنا

رسالة الى أمي في ذكرى رحيلها 49 غاليتي بقلم عماد سعيد

في مثل هذا اليوم و تحديدا في 24 تشرين الثاني  عام 1972 اختطف الموت امي وهي في ربيع همرها ( 46 عاما ) نادتني في تلك الليلة و كان عمري لا يتجاوز 12 سنة .. قالت لي عماد ساموت نادي ابوك … خفت واسرعت الى فراشي … اذكر جنازتها في اليوم التالي ..لها هذه الرسالة ،
اشتقت لك كثيرا” … اشتقت الى ابتسامتك .. الى رنة ضحكتك … الى صوتك الدافئ .. الى اسمي ترددي بين شفتيك ….الى تلك النظرة الحنونه التي لا تفسير لها ولا تعليل ولا وصف … أفدي تلك النظرة الان بنصف عمري … والنصف الاخر للارتماء في حضنك .. وأشعر بيدك وهي تلامس خذي ..
اشتقت الى فنجان القهوة من يدك …. والى يدك تربت على كتفي برقة توقظني ( القهوة رح تبرد .. يلا قوم ) …. اشتقت الى رائحة الفحم في المنقل وركوة القهوة تتقلب ببطء على جمره … أشعر الان بذلك الجمر لكنني من اتقلب عليه واكتوي بناره …
غاليتي
أحتاجك كثيرا” فمنذ رحلت .. والفرحة وضبت حاجاتها ورحلت معك …. لا أبالغ يا غالية اذا قلت لك منذ اربعة عقود ونصف والفرحة وان عبرت فهي جافة .. فارغة .. لا لون لها ولا طعم … مرارة الايام في حلقي وغصة عالقة تكاد تخنقني وتكتم أنفاسي … وليتها تفعل !! فالالم يوجع اضلعي.. ويحفر الزمن يوما” بعد يوم بسكينه عميقا” عميقا” في صدري …
يا حنونة
اكتشفت الان انني غير قادر حتى على رسم صورة حلوة كي اطمئنك عني .. فالقهر والظلم والعجز و الهزيمة جعلوني غير قادر حتى على ان اكذب عليك لأزرع في نفسك الفرحة …. لا أحد بجواري يا غالية , لكني بخير … لا أحد يعلم ما بي وبما اشعر , لكني بخير ..
أبحث عنك كثيرا” علّ طيفك يمر ولو لثواني .. اخطفه وأغيب في حضنه … وأعيده اليك بعدها والى عالمك الابدي …. فأنا يا أمي لا أجد بجواري سوى صدري أبكي عليه …..
أكيد لن تظلمينني .. ولن تقولي انني اناني لم أسألك عن حالك … أتعلمين يا أمي لماذا لم أسأل ؟؟ أخاف أن أشعر ولو للحظة أنك تعانين … عندها لن آبه بشيء او بما سيحصل … سأترك الجميع وأذهب اليك … ووعد سأذب اليك وقريباً لأنني
أحتاجك .. وأحتاج دعاءك حضنك يا غاليتي
ابن; المشتاق لك
عماد الدين
ملحوظة : أعرف ما كتبته سيؤلمك فاعذريني … اعذريني
زر الذهاب إلى الأعلى