شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار العالم العربي

المؤتمر الناصري العام القاهرة 25، 26، 27 يوليو 2019 البيان السياسي

عقد المؤتمر الناصري العام دورته الثالثة عشر في القاهرة خلال الفترة من 25 _ 27 / يوليو2019 وعلى مدى ثلاثة أيام من الحوار الخلاق والإخوة النضالية التي سادت أعمال المؤتمر في إطارٍ من الشفافية والمصارحة في كافة القضايا التنظيمية والسياسية والفكرية، وبمشاركة عدد من ممثلي الساحات العربية، وخلص المؤتمر في نهاية أعماله بعد مناقشة مستفيضة للرؤية السياسية لحال الأمة إلى إقرار البيان السياسي التالي ومن تم انتخاب أمانته العامة وممثلي الساحات المشاركة. وإن المؤتمر من خلال استعراضه لواقع الساحات العربية فإنه يرى:

1_ في قضية فلسطين: أكد المؤتمر مساندته ودعمه لنضال شعبنا العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 في مواجهة الاحتلال ومقاومته الباسلة لكافة المخططات التي تستهدف تهويد القدس والتوسع الاستيطاني عبر هدم منازل المقدسيين وفي سائر المدن والقرى الفلسطينية، وقانون الدولة اليهودية، وإلغاء حق العودة، انتهاءً بصفقة القرن التي تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة وفق المشاريع والمصالح الاستعمارية من أجل تصفية القضية المركزية للأمة التي تمثلت في مؤتمر المنامة الاقتصادي. ويثمن المؤتمر الانتفاضة الشعبية العارمة في مسيرات العودة التي لازالت تواجه جيش الاحتلال بأساليب متنوعة من أشكال النضال السلمي مؤكدين على ثابت الصراع مع العدو الصهيوني أنه صراع وجود وليس صراع حدود. ويدين المؤتمر مخططات التطبيع مع العدو الصهيوني التي تخدم صفقة القرن. كما أكد المؤتمر على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مستفيدين من حالة الإجماع الرافض الشعبي والرسمي لمؤتمر المنامة ومخرجاته، في تعزيز صمودهم على قاعدة المقاومة من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني منطلقين من ثابت قومي أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. كما أكد المؤتمر على أن النظام العربي الرسمي الذي تأكد تهتكه واهترائه واستسلامه يومًا بعد يوم في تخليه عن قضايا الأمة وفي طليعتها قضية فلسطين، وكذلك عجز وغياب الجامعة العربية عن ممارسة دورها المُناط بها في التصدي لإيجاد حلول للأزمات التي تعيشها بعض الدول العربية، والتي حصرت دورها بالتنديد وتصريحات الشجب الذي أفقدها مهمتها الوظيفية الأساس كمظلة وحاضنة للدول العربية.

2_ في السودان: إن انتصار الثورة الشعبية السلمية في السودان على نظام الاستبداد الذي جثم على صدر الشعب السوداني لمدة ثلاثين عامًا بإسم الإسلام الذي كان يمثله جماعة الإخوان المسلمين، والذي مورست فيه أسوأ أنواع الدكتاتورية والتخريب الممنهج من خلال الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، إذ يحيي المؤتمر ما توصلت إليه قوى الحرية والتغيير من توافقات مع المجلس العسكري تفضي إلى دولة وطنية ديمقراطية تحقق السلم الأهلي، كما يدعو المؤتمر الدول الإقليمية والأجنبية إلى عدم التدخل في خيارات الشعب السوداني.

3- سورية: يؤكد المؤتمر على موقفة الثابت والمؤيد لحق الشعب العربي في سورية في تطلعه لإقامة دولة مدنية ديمقراطية عبر الحل السياسي، ويؤكد رفضه الكامل للدور الصهيوأمريكي والرجعي الساعي لتقسيم سورية باستخدام أدواته من بينهم بعض الأكراد وجماعات الإرهاب المتمثلة بداعش وأخواتها، والتي تستهدف أيضًا السيطرة على موارد الثروة السورية من نفط وغاز، كما يثمن قدرة الدولة السورية من بسط إرادتها وسيطرتها على الأراضي السورية. كما يرى المؤتمر ضرورة تهيئة الأجواء الإيجابية ضمن مناخ آمن لبدء عودة النازحين واللاجئين إلى وطنهم، كما يرفض محاولات توطينهم في أماكن اللجوء حفاظًا على هويتهم الوطنية وعروبة سورية، وبدء حوار سوري سوري.  ويثق المؤتمر بأن سورية الدولة والشعب وقواها الوطنية والديمقراطية ستبقى حصنًا منيعًا في مواجهة محاولات التقسيم والتجزئة والتدخلات الأجنبية التي تستهدف النيل من سيادتها حفاظًا على وحدتها أرضًا وشعبًا ومؤسسات. وفي ذات السياق فإن ما يقوم به الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب وهو دور مكمل لما يقوم به الجيش المصري في مكافحة الإرهاب وخلاياه النائمة ويشكل درعًا في صون الأمن القومي العربي.

3- لبنان: يثمن المؤتمر دور القوى الناصرية في موقفها الرافض للطائفية والمحاصصة في الحكم ودعوتها لصياغة بديل وطني ديمقراطي يتسلح ببرنامج سياسي واجتماعي واقتصادي ينقذ لبنان مما هي فيه، ودورها في التصدي لكل أشكال الفساد وتبني المطالب الشعبية في العدالة الاجتماعية، كما يطالب المؤتمر الدولة اللبنانية باتخاذ إجراءات عادلة ومنصفة تجاه الإخوة الفلسطينيين المقيمين في لبنان لمنحهم كافة حقوقهم المدنية والاجتماعية.

4- اليمن: يؤكد المؤتمر على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته على كامل أراضيه، ويدعو كافة الأطراف اليمنية إلى الحوار فيما بينهم وفقًا لمخرجات الحوار الوطني الذي أجمع عليه كل اليمنيين، ويدعو المؤتمر إلى وقف العدوان والتدخلات الخارجية في اليمن الذي يُعَد البوابة الجنوبية للوطن العربي.

5- العراق: يؤكد المؤتمر على حق الشعب العراقي وكافة قواه الوطنية والقومية في دعوته إلى توحيد صفوفهم حفاظًا على الهوية العربية للعراق في مواجهة المخطط الإمبريالي لتقسيمه على أساس مذهبي، ويدعم نضاله في اختياره سلطة مدنية تمثل كافة أطياف الشعب العراقي.

6- ليبيا: يدعم المؤتمر حق الشعب العربي الليبي في مواجهة العدوان الأطلسي وسلطته العميلة ،حتى يتمكن من اختيار قيادته وفقًا لإرادته السياسية الحرة.

7- الجزائر: إن خروج شعبنا الجزائري في انتفاضته السلمية ضد التمديد وسلطة الفساد وقوى الإسلام السياسي يُعد انتصارًا لإرادة الشعب في الجزائر بلد المليون شهيد، كما ندعو إلى مساندته بكل الوسائل في سبيل تحقيق أهدافة.

كما يؤكد المؤتمر الناصري العام على حق الشعب العربي في نيل حريته وكرامته على أرض وطنه في مواجهة الاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي للوصول إلى مجتمع ديمقراطي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية من خلال التنمية المستقلة التي تؤمن الحياة الكريمة. كما يرفض ويناهض كل محاولات الدوائر الاستعمارية والرجعية في الوطن العربي باستخدام مجموعات داخلية لتأجيج الصراعات القبلية والدينية والطائفية والمذهبية والجهوية، ويدعو الشعب العربي إلى التصدي لتلك المحاولات التي تهدد النسيج المجتمعي والثقافي في كافة الساحات العربية وفي مقدمتها الدعوات الانفصالية. ويحيي المؤتمر وعي الجماهير العربي في تصديها لكل أشكال الإرهاب الفصائلي المنظم والمعمم ومن يقف ورائهم من قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.

كما يدعو كافة القوى الناصرية الحية من خلال مظلة المؤتمر الناصري العام إلى تجسيد خطة عمل تساعد على التنسيق فيما بينهم وصولاً إلى وحدتها طريقًا لتحقيق هدفها في شعارها الجامع الحركة العربية الواحدة المؤسس من خلال المشروع النهضوي العربي. ويدعو أيضًا إلى إيجاد خطة مبرمجة لتفعيل مؤسساته المركزية من خلال قواعد تنظيمية تستند على العلم والمعرفة والتكنولوجيا للحفاظ على هيكليته وبنائه في كافة الساحات العربية من خلال حوار ونقاش معمق حول الوثيقة الفكرية التي أقرها المؤتمر في دورته الأولى 2004 وإعداد برنامج سياسي للمرحلة القادمة عبر قراءة موضوعية للمشهد السياسي، كما يؤكد المؤتمر على استقلاله التام عن كل مؤسسات النظام الرسمي العربي في ممارسة دوره القومي وكذلك بكل مخرجاته، ويعتبر إطارًا جامعًا لكل القوى الناصرية وليس حزبًا سياسيًا ولن يكون.

المجد والخلود لكل شهداء الأمة العربية

عاش نضال أمتنا العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.                  

      القاهرة في 27 يوليو 2019

زر الذهاب إلى الأعلى