بأقلامنا

15 يوماً في ضيافة العراقة المصرية بقلم الكاتب الدكتور عماد سعيد

15 يوماً في ضيافة العراقة المصرية
بعيداً عن ضجيح الشارع المصري، والى أين يتجه، ما زالت القاهرة تنبض بالحياة مدينة لا تنام أبداً، أصلاً لا تفرق ما بين الضوء والعتمة، ذلك أن الحياة تجول في شرايينها على مدار الساعة.
والقاهرة في الليل أحلى من النهار، أهدأ نسبياً وأقلّ ضجيجاً، لا سيما أن تعداد سكانها العشرة ملايين نسمة يزداد مع كل طلوع شمس ينهضون لقضاء حاجاتهم.
في رحلتي الأخيرة إليها كان لها وقع مميّز، وأيام حافلة بالزخم الثقافي لما تختزنه من غنى تراثي حضاري يمتدّ الى أكثر من أربعة آلاف سنة.
بدعوة من منظمة جامعة الشعوب العربية التي يرأسها عصام الشافي قام مدير موقع هلا صور بزيارة الى القاهرة لمدة خمسة عشر يوماً كتب التالي:
ليل القاهرة يستجدي النهار وبالعكس في مدينة صاخبة لا تهدأ، كما يسميها نجيب محفوظ، فالذين يغدون إليها صباحاً من الأرياف أكثر من تعداد سكانها الاصلي، الى ذلك فهي مدينة المتسوّلين والفقر الناتج عن البطالة الهائل على ازدياد مع نسبة ولادات تحتل المرتبة الاولى في العالم. وبالمناسبة فإن المقابر يسكنها نحو مليوني معدم ممن لا مأوى لهم
نتيجة الغلاء الفاحش لبدلات السكن إضافة الى ندرة المنازل وقصر ذات اليد، ومع ذلك فهناك لهذه القاهرة العريقة في التاريخ وجه آخر هو الحركة الثقافية النشيطة جداً. وقديماً قيل إن القاهرة تكتب وبيروت تطبع.
عندما نزلنا في مطار القاهرة الدولي كان الاستقبال مميزاً وحضارياً. وهذا على اية حال من طبيعة المصريين بحيث إن مرادفات الترحيب لا ينضب بئرها والزيارة لم تكن هكذا بالمعنى الحرفي، فهي محطة للتواصل الثقافي والاجتماعي والسياسي.
وشهد الأسبوع الثاني من الزيارة برنامجاً حافلاً كان على الشكل الآتي:
اليوم السابع: زيارة نهر النيل وتفرعاته، الذي كان هبة لحياة مصر منذ أن كانت.
اليوم الثامن: زيارة قناة بوابة نيور وجريدة الوطن.
اليوم التاسع: في ميدان التحرير الذي يروي تاريخ مصر الحديث، فكل الأحداث كان نقطة انطلاقها منذ سعد زغلول 1919 وصولاً الى ثورة يوليو بزعامة الراحل جمال عبد الناصر حيث انطلقنا من هذا الميدان الى القصر العيني وإقامة الملك فاروق وزيارة مبنى الجامعة العربية.
اليوم العاشر: جولة في شوارع القاهرة القديمة.
اليوم الحادي عشر: يوم تكريمي بدعوة من رئيس منظمة الشعوب العربية الصديق العميد المتقاعد الدكتور عصام الشافعي بحضور نخبة مميزة من المثقفين والفنانين المصريين.
اليوم الثاني عشر: زيارة المدينة الإعلامية مع حوار مباشر على قناة الصفا.
اليوم الرابع عشر: زيارة الاهرامات في الجيزة.
اليوم الخامس عشر: زيارة الى مدينة المحلة، التي تعتبر رمزاً من رموز مصر، بحيث يستعمل تعبير محلاوي للتعبير عن المواطنية المصرية وآل حلاوي من شيعة ودروز وفدوا منها إلى لبنان، وهي ثاني أكبر العائلات اللبنانية.
المغادرة: وانتهت رحلة كانت بالنسبة للمشاركين فرصة للاطلاع على واحدة من أهم حضارات العالم القديم، تاريخ ما زال في الذاكرة ليروي سيرة شعب من سحيق الزمن الى حاضره.
الكاتب الدكتور عماد سعيد
رئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية و مؤسس معرض الكتاب العربي الثامن في الجنوب
زر الذهاب إلى الأعلى