شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار لبنان

ترقب وتفاؤل حذر.. هل ينجح «ميقاتي» في تجاوز أزمة لبنان؟ معالي الدكتور عبد الله نعمه متفائل

سلمان إسماعيل
27 يوليو 2021
19:40 م
أنهى رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي مساء اليوم الثلاثاء استشارات مع الكتل النيابية في خطوة تسبق المفاوضات الصعبة مع الأحزاب السياسية التي وقفت خلال نحو عام عائقاً أمام ولادة حكومة جديدة للبلاد، فيما يترقب الشارع اللبناني ويتطلع لحكومة تنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادي الطاحنة التي تعيشها.

وبعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف حكومة جراء الخلافات السياسية الحادة، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، ميقاتي (65 عاماً) تشكيل الحكومة، في مهمة وصفها الرئيس المكلف بـ«الصعبة»، لكنها أنعشت آمالاً حذرة بقرب ظهور حلول للأزمة التي تعانيها البلاد.

وتولى ميقاتي رئاسة الحكومة مرتين، الأولى في 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والثانية في 2011، قبل أن يقدم استقالته عام 2013.

ويرى أستاذ القانون الدستوري بالجامعة اللبنانية، الدكتور عصام إسماعيل، أن ميقاتي لديه قدرات وخبرات في العمل الإداري والسياسي، ويمكن أن يتعاون بمرونة مع كل الأطراف.

وأشار إسماعيل إلى أن طريقة إعلان تكليف ميقاتي «غريبة» حيث استخدم البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية لفظ «استدعاء»، وهذا المصطلح يكون في حالات المواجهة وليس التعاون، وكان الأجدر استخدام كلمة «دعوة»، لافتاً إلى أنها قد تكون إنذاراً بعدم التوافق بين ميقاتي والرئيس ميشال عون.

وقال إسماعيل لـ«الرؤية»، إن ميقاتي قضى فترتين في رئاسة الحكومة، ولديه علاقات دولية يمكن استثمارها في تخطي الأزمة الاقتصادية، مؤكداً أن الأمر الأكثر أهمية هو التعامل الداخلي والانفتاح على مختلف القوى والأطياف السياسية.

تفعيل أجهزة الرقابة

وأشار الفقيه الدستوري إلى أن الإجراءات الإصلاحية التي تطالب بها القوى الدولية، مطلب أساسي ينتظره اللبنانيون، ولكنه ليس سهلاً، وقبل المطالبة بقوانين إصلاحية يجب تطبيق القوانين الموجودة.

وتابع إسماعيل أنه إذا استطاع ميقاتي تشكيل الحكومة فيجب تفعيل أجهزة الرقابة، ودعم القضاء للقيام بواجباته، لتصدر الأحكام الرامية إلى ملاحقة ومعاقبة كل من أهدر المال العام في لبنان.

وقال المحامي الحقوقي اللبناني فاروق المغربي، إن الأزمة في لبنان ليست مسألة نجيب ميقاتي أو سعد الحريري، «لكنها أزمة فساد نظام سياسي بأكمله، وقوى سياسية لا تريد الإصلاح الحقيقي، ومتهمة بالفساد».

أزمة نظام لا أشخاص

وأضاف المغربي لـ«الرؤية»، أن ميقاتي سيحصل على الدعم البرلماني طوال الوقت، رغم رفض حزب القوات التصويت له، وأنصار الرئيس عون الذين لم يصوتوا له، لافتاً إلى أنه سيتعاون مع البرلمان حال نجاحه في تشكيل الحكومة.

وتابع المغربي: القوى الشبابية التي نزلت إلى الشوارع في أكتوبر 2019، وما زالت تطالب بحياة كريمة لكل اللبنانيين، تعتبر نجيب ميقاتي أحد رموز النظام والقوى السياسية القائمة التي أوصلت البلاد إلى هذه الأزمة.

وتوقع المغربي أن يستعين ميقاتي بعدد كبير من الوزراء الذين تعامل معهم أثناء توليه الحكومة خلال الفترتين السابقتين؛ لأنه يجيد التعامل معهم، لكنه يرى أن تغيير رئيس الحكومة لا يمثل حلاً للأزمات القائمة؛ لأنها مشكلة نظام لا شخصيات، متابعاً: «المثل اللبناني يقول: اللي يجرب مجرب عقله مخرب».

آمال كبيرة

لكن المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، يبدو أكثر تفاؤلاً بتكليف ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، حيث يرى أن الظروف الدولية تساعد ميقاتي على تجاوز الأزمة بشكل سريع.

وقال نعمة لـ«الرؤية»، إن خبرة ميقاتي السابقة تمكنه من اجتياز كل الألغام التي سيتم وضعها في طريقه من بعض القوى الإقليمية، لافتاً إلى أن الرجل يتمتع بعلاقات طيبة مع كثير من الأطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية.

وتابع بقوله، إن ميقاتي تلميذ رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد لا يعيد استخدام وجوه تعامل معها سابقاً لتولي الحقائب الوزارية، متوقعاً أن تعمل الحكومة الجديدة على حزمة إصلاحات سريعة تزيد ثقة المجتمع الدولي في الحكومة للحصول على قروض تنعش الاقتصاد وتوقف أزمة سعر صرف الدولار.

وعادة ما يتم طرح اسم ميقاتي، رجل الأعمال الثري الذي ترأس حكومتين في السابق، كمرشح توافقي للخروج من الجمود الناتج عن الخلافات السياسية في البلاد. وبات اليوم الشخصية الثالثة التي يكلفها عون تشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من أغسطس 2020، والذي أدى الى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح.

ومنتصف الشهر الحالي، أعلن الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد تسعة أشهر على تكليفه، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون إتمامه المهمة. وقد أمضى الحريري وعون الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء وشكل الحكومة.

وقبل الحريري، اعتذر السفير مصطفى أديب الذي كلف تأليف الحكومة نهاية آب/ أغسطس، عن عدم إتمام المهمة جراء الخلافات بين القوى السياسية.

وإثر تكليفه أمس، قال ميقاتي «أعرف أنها خطوة صعبة.. لكني أدرس الموضوع منذ فترة ولو لم يكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة -كما أنه حان الوقت ليكون أحدهم في طليعة هذا الموضوع للحد من النار- لما كنت أقدمت على هذا الأمر».

المصدر : الرؤية الاماراتية

زر الذهاب إلى الأعلى