بأقلامنا

كتب الإعلامي قاسم صالح صفا. داود داود رؤية سياسية وعمل مقاوم.

أن تحكي عن داوود يعنى أنك تتكلم عن قافلة من الشهداء الأبرار الذين قضوا من أجل لبنان ومن أجل الاسلام على درب الحسين “ع “سيد الشهداء .

أنت تكتب عن داود الذي هو صنوان لمحمود وحسن ومحمد وخليل وغيرهم من الشهداء، يعني أنك تكتب عن زمن أوله رفض الظالم وآخره دولة الحق والعدل.
نعم، كتبت عنك في أخطر الازمنة وأصعبها
وأنت استشهدت في أصعبها وأخطرها
مع العلم أنّي لم أكن أجهل خطورة ما أفعل هو ان تكتب عن شخصية مثل الشهيد القائد داود داود في العام 1992 مثالا للرفض الحقيقي لشتى انواع المساومة ، هذه المساومة التي باتت اليوم سياسة ودهاء وو…

قال لي أحد الأخوة : تخاطر بنفسك وتكتب عن داود داود!!
قلت له: سيأتي يومٌ، الجميع سيكتب ويقرأ داود لأنه تاريخ الحركة ومقاومتها.

قال لي( سمير رجب )رئيس تحرير جريدة ” الجمهورية ” في جمهورية مصر العربية: عندما قرأت كتابك عن داود داود حسبت نفسي اقرأ عن عرابي باشا أو عن جمال الدين الافغاني.

وقال لي (محمد التريكي) قائد الكشافة في تونس : لقد أرّخت للمقاومة في لبنان من خلال داود داود.

وقال لي نقيب الصحافة آنذاك( ملحم كرم ) داود هذا الذي كتبت عنه جامع للمزايا القيادية ولا استغرب أنه اغتيل لأن من يحمل صفاته لا بد ان يستشهد.

في الزمن الصعب استشهد داود غيلة ولفه غموض اعلامي كبير ولعل كتابي (داود داود رؤية سياسية وعمل مقاوم) انار ضوء قائد كبير من أفواج المقاومة اللبنانية أمل اراد كثيرون اخفاته تحت عناوين عديدة.

قدم للكتاب دولة الرئيس نبيه بري ومما كتبه : الى أين انت ذاهب الان؟ ، الى الجنوب؟ احترس لربما يختبئ في الظل عقرب الموت!.
وقال لي داود مرة: اتعرف ان عدو الخشب هو السوس الذي يعيش فيه. واضاف ، اننا مثل الخشب ولكن (سوسنا) يغادرنا ويتشبه بنا ويلبس وجوهنا ولغتنا ويكرهنا كرها شديدا . وينتظر خلف الباب حتى يحين موعد الصلاة او الابحار، فيضرب وجوهنا بالسيف.

كتبوا عنك أنك ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وهو القائل (ان ثورة الامام الخميني هي المد الطبيعي لكل المجاهدين في العالم وعلاقتنا بها علاقة المجاهد بالمجاهد).
وقالوا عنك أنك ضد سوريا وأنت القائل (نحن مع سورية كما وقفنا مع عبد الناصر لأنها طليعة المواجهة مع اسرائيل).
داود لم يساوم ولم يهادن على الخط ونهج حركة امل وفكر الامام القائد السيد موسى الصدر وهو الذي خرج من المؤتمر السادس للحركة بدون مسؤولية .
أذكرُ يومها عاد من بيروت مساء، واستدعى عددا من المتحمسين في الحركة وعقد لقاء في حسينية بلدة برج رحال شرح خلاله الشهيد داود ما جرى بالمؤتمر وقال يومها: يجب الحفاظ على وحدة الحركة بقيادة الاخ نبيه بري مهما واجهتنا من عقبات لانهم يريدون تمزيقنا البعض عن جهل وآخرون عن قصد.

زر الذهاب إلى الأعلى