بأقلامنا

في وطني… البيوت تشمخ..وتتعانق بقلم الدكتورة سلوى الخليل الامين

في وطني…
البيوت تشمخ..وتتعانق، حيث لا شجرة توت نسعد بلملمة ثمارها، ولا زيتونة نستظل فيئها ، ولا زنزلختة نعلق بها أرجوحة للفرح.
في وطني…
النوافذ مشرعة للقلق والخوف من الحاضر والمستقبل،والحزن الذي حط رحاله في منازلنا، حيث انعدمت لغة الحب والفرح..وتصاعدت لغة من أين لنا أن نشتري حليب الاطفال..والدواء…الخ…حيث تعملقت في غفلة من الزمن حكاياتنا المتخمة بالألم.
أصبحنا اليوم…نبتسم للحزن المبرقع على وجوهنا.
ونرفع البسمات أقنعة تحدث عن مآسينا.
ونطفىء العيون الضاحكة على مشهديات مربكة..تدمع خلال هذا الخضم الضبابي الذي وقعنا فيه.
غابت أحلامنا.. بل سرقوها.. وهتكوا سترها، وأصبحت بلا عنوان ولا حجاب، لم تعد وردية الألوان كما كنا نتمناها لمستقبل اولادنا.
أصبح طعم الخبز مرا، والبيوت سجون مكورة، والجار لم يعد عونا للزمان ، والابتسامات اصبحت خيالات شاحبة..تلوّن الوجوه بما خفي في الصدور.
تاريخنا مشى على سطح الماء مشبوك بزخارف القهر..والثورة المرة.
ترى هل ترسم الأيام المقبلة لوطني…مراسم إشراقات جديدة، ومنارات دروب متلألئة في مرايا النفوس البشرية،التي أسودت من كثرة الطمع والجشع والمكر والخداع..حين أن الله قال في كتابه الكريم:” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
العصور ذاكرة لا تنام..
هل يدرك من بيدهم الحل احتراق حروفنا المتغلغلة في الساحات والشوارع ومحطات البنزين.. أننا بتنا نفتش عن الوطن المستحيل؟؟؟؟
من سلوى الخليل الامين
#صرخة_غضب

زر الذهاب إلى الأعلى