أخبار لبنان

​​​​​​​عبد الهادي محفوظ ’ثقافة المقاومة‘‘ كان الامام موسى الصدر قد اسّس لها وزرع ’’غرستها‘‘

عيد التحرير

في الذكرى السنوية لتحرير الجنوب اللبناني وتحقيق انتصار على الاحتلال الاسرائيلي ثمة حقيقة يُفترض تسليط الضوء عليها وهي ان ’’ثقافة المقاومة‘‘ كان الامام موسى الصدر قد اسّس لها وزرع ’’غرستها‘‘ التي اينعت فعلا واستتبعت نسف مقولة ’’الجيش الذي لا يُهزم‘‘ عبر مقاومين تسلحوا بالارادة السياسية وبطلب الشهادة امثال محمد سعد وبلال فحص وأحمد قصير والسيد عباس الموسوي وهادي نصرالله وسناء محيدلي ووفاء نور الدين …وغيرهم وغيرهم .

​’’ثقافة المقاومة‘‘ التي اطلقها الامام موسى الصدر ارتكزت الى مفهوم ’’الوحدة الوطنية‘‘ والى اعتبار اسرائيل شرا مطلقا والى انّ الفتنة الاهلية المتمثلة بالحرب الطوائفية هي أشد خطرا من العدو الخارجي المتمثل باسرائيل , لأنه في مواجهة العدو يتوحّد اللبنانيون عكس ما هي عليه ’’حرب الزواريب والاحياء والغرائز‘‘. وهكذا كانت دعوة الامام موسى الصدر المبكرة الى ’’وقف الحرب الاهلية‘‘ والى تأسيس ’’أفواج المقاومة اللبنانية‘‘ والى ’’وحدة المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم‘‘ بإشارة منه الى أن المستفيد الوحيد من الإقتتال اللبناني- الفلسطيني هو اسرائيل التي رأى فيها أنها تمثل ’’الشر المطلق‘‘.

​لا شك ان المقاومة هي التي أعطت لبنان هذا ’’الوطن الصغير‘‘ أهميته على الخريطة السياسية الدولية وفي الحسابات الاقليمية. فـ’’الوطن الصغير هذا الذي تمكّن من حمل مشعل الثقافة والحضارة ردحا طويلا من الدهر يمكن أن يصبح مصدر الشرور والأخطار وأن يقضّ المضاجع…‘‘ فنجاح المقاومة اللبنانية شكّل حافزا للانتفاضة الفلسطينية في الداخل كما قوّضت ’’المدى الاسرائيلي‘‘ بعد ان لجأت اسرائيل الى تحصين نفسها وراء ’’الجدران‘‘.

أحد عناوين هذه المقاومة كان الإعلام الذي عرّف الرأي العام على حقيقة الجيش الإسرائيلي ومعنويات أفراده . فالكاميرا التي كانت ترافق المقاومين كشفت بالملموس عنصر التفوّق الذي يمتلكه المقاوم على ترسانة الأسلحة الإسرائيلية. والإعلام المقاوم الذي صاحب اجتياح المواقع الإسرائيلية والمواجهات وجهاً الى وجه كان ركناً أساسياً من أركان الانتصار وكان عنصر جذب لتسليط الضوء من جانب المؤسسات المرئية والمسموعة والمكتوبة على ما كان يجري في الجنوب اللبناني، كيف كانت اسرائيل ترد على هزائمها بحرق المزروعات وجرف الاشجار وقصف المدنيين او اعتقالهم وتعذيبهم داخل السجون الاسرائيلية وسجن الخيام.

ثقافة المقاومة ترجمها المقاومون في غزة والقدس والضفة الغربية وفي الاراضي المحتلة الى صمود والى فشل الكيان الصهيوني في تكريس هيمنته وسياساته الاستيطانية ومحاولته تهويد القدس.
​ان انتفاضة القدس وغزة خلقت معادلات جديدة لا بد ان تفضي الى الدولة الفلسطينية شاء الاحتلال ام ابى. كما ان تجاوب الرأي العام الدولي مع هذه الانتفاضة هو ظاهرة جديدة يبنى عليها وعلى ضرورات الوحدة الوطنية الفلسطينية.

​تحية لشهداء المقاومتين اللبنانية والفلسطينية اللتين ارستا معادلة جديدة في الصراع العربي – الاسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى