شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

بعد فاطمة … “يوم القبض على” ليلى” بقلم عماد سعيد

تأخذنا رواية الدكتور خليل ارزوني” يوم القبض على ليلى” للوهلة الأولى الى الفيلم المصري: “ليلة القبض على فاطمة”، وهذا صحيح؛ والكاتب لا يرفض هذه المقاربة.
الشخصيتان، فاطمة كأساس وليلى المستنسخة تدوران في فلك واحد: الحب والعطاء. ومن هنا تجوز المقارنة… وفي حد أدنى المقاربة؟
وكلتاهما مشروع باعتبار أن العملين الأدبيين ينطلقان من منصة واحدة كشف التكاذب والزيف الاجتماعي اللذين تحوّلا إلى عادة يومية يمارسها الشرق الحزين حتى في أحلامه.
تنتمي ليلى الى عائلة ثرية بل فاحشة الثراء، ومن أحبته بائع جرائد بحكم المؤقت، ولكن من دون أن تدري بتطلعاته وآماله الخفية تقع في حبه وتدرك في الختام أنهما من طبقة واحدة والثراء المالي يقابل ثراء العلم في الحقل الفيزيائي ويرفض كل الإغراءات الفرنسية للعمل لديها كرمى وطن وعيون ليلى، وتنتهي الرواية بعناق محموم بين الحبيبين .
تسعون في المئة من الروايات العربية عالجت هذه المشكلة… الغنى والفقر بل اكثر من ذلك كان تلك المفارقة قاعدتها الاساس، والافلام العربية قاطبة (!) تدور في هذا الجو الدرامي، بحيث إن قلة زهيدة فلتت من مطبخ الحب هذا.
… والواقع أن هذا الانشداد هو المرض القاتل لتطور الرواية عندنا منذ أن كتب محمد حسين هيكل رواية زينب في عشرينيات القرن الماضي التي شكلت اول نموذج روائي لما بعدها، والتي قامت على ثنائية قيس ــ ليلى. وللعلم فقط الروائي المصري “ادوار الخراط” الوحيد الذي أفلت من هذه الازدواجية اللازمة للرواية المصرية. في كل الأحوال فـ “يوم القبض على ليلى” تذهب باتجاه ما سبق من دون أن تضيف جديداً على مسار الرواية في الشكل والمضمون، والكل وقع في فخ الشكل عند نجيب محفوظ بعيداً عن مضامينة الإنسانية والوجودية .
من باب العلم والخبرة أبيح لنفسي نصيحة علها نافعة: لماذا لا نقرأ رواية “موسم الهجرة الى الشمال” للروائي الطيب صالح او “عرس الزين” للجزائري الطاهر وطار… روايتان اتجهتا بعيداً عن السرد الطويل والمحمل للرواية العربية وقلبتا الطاولة على مفاهيم الرواية شكلاً ومضموناً.
طبعا لـ “خليل ارزوني” الحق الكامل في اختيار الشكل الذي يريد، ولكن من حقنا عليه التماسك وهو آخر ما يمكن أن نلقاه في “يوم القبض على ليلى!”. فالأسلوب المعطى مباشر وسريع والجملة لديه تنطوي على بعد واحد، وهذه صفات تسيء للأعمال الادبية على اختلاف أشكالها ومناحيها وتضفي هالة من المباشرة التي تؤدي بدورها الى الغاء او شبه الغاء للقارئ الذي يشكّل الطرف الثاني بعد المؤلف. وهنا تضيع متعة التفاعل والقراءة.
كتاب: للدكتور خليل ارزوني ــ يوم القبض على ليلى ــ 2014
زر الذهاب إلى الأعلى