أخبار العالم العربي

التجاوزات داخل الكنيسة الكاثوليكية وحقوق النساء ومعالجة التغيرات المناخية مواضيع في صلب اهتمام الحبر الاعظم

وطنية – الفاتيكان – كانت وما زالت أخبار ومواقف الكرسي الرسولي من القضايا العالمية والمحلية، خصوصا تلك التي تشكل نوعا من المحرمات كحقوق النساء والتجاوزات داخل الكنيسة الكاثوليكية، محور اهتمام الصحف الاوروبية والايطالية.

وفي هذا الاطار، تطرقت الصحف الى موقف قداسته من النساء وتعيينه في العام 2020 ست نساء في مراكز مهمة في الدولة، في سابقة لم يعرفها الكرسي الرسولي من قبل، بينهن أمينة الخزانة السابقة للأمير البريطاني تشارلز، في المجلس الذي يشرف على مالية الفاتيكان، واختارهن مرة واحدة لشغل بعض من أكبر الأدوار. ومثلت التعيينات في أحد أهم المكاتب بالفاتيكان أحدث محاولة من جانب البابا للوفاء بوعود قدمت منذ سنوات لتحقيق توازن أفضل بين الجنسين. وعين نساء في مناصب نائبة لوزير الخارجية، ومديرة متاحف الفاتيكان، ونائبة لرئيس المكتب الصحافي بالفاتيكان، إضافة إلى أربع نساء كمستشارات لمجمع الأساقفة، الذي يتولى التحضير للاجتماعات الهامة.

اما عن الفضائح المالية، فقد أجرت وكالة “رويترز” مقابلة مع البابا فرنسيس تمحورت حول الفضائح المالية التي حصلت في الفاتيكان والاصلاحات التي اتخذها قداسته لمنع حصول مثل تلك الارتكابات مجددا، حيث اعرب الاب الاقدس عن ثقته في أن “الإصلاحات المالية ستحول دون وقوع فضائح جديدة كتلك التي دار الحديث عنها في السنوات الأخيرة، مثل قضية شراء مبنى في لندن التي حولت الى المحكمة الفاتيكانية”.

وتحدث عن الخطوات التي قام بها لتفادي حصول مثل تلك الارتكابات، وهي: تأسيس أمانة سر للاقتصاد تتكون من شخصيات فنية قادرة على فهم الأمور وتدارك عدم السقوط في أيادي أشخاص قد يجعلونك تنزلق، معتبرا أن “هذه الدائرة الجديدة والتي تشرف على الجوانب المالية بالكامل تشكل ضمانة حقيقية في إدارة الشؤون المالية التي كانت غير منظمة بشكل كبير”.

وتطرق البابا فرنسيس ايضا الى التعديات في الكنيسة، فقال: “المحاسبة طريق لا عودة عنه وغير قابل للنقاش. بدأت مكافحة التعديات في الكنيسة ببطء إلا أنها اليوم تسير في طريق لا رجعة عنه. إن الكنيسة بدأت عدم التسامح تدريجا وسارت إلى الأمام”.

وللمواضيع البيئية ايضا اهمية كبرى لدى الكرسي الرسولي، حيث صدر بيان عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي تطرق الى الوضع البيئي وانضمام الفاتيكان الى اتفاقية الامم المتحدة الاطارية حول التغيرات المناخية واتفاقية باريس التي تسلمت “الوكالة الوطنية للاعلام” نسخة عنها، حيث اعتبر فيها الحبر الاعظم اننا “بحاجة  إلى التوحد، لأن التحدي البيئي الذي نمر به وجذوره البشرية يمسنا جميعا”.

وجاء في البيان، أن “الكرسي الرسولي يقدم باسم دولة حاضرة الفاتيكان دعمه المعنوي للاتفاقية ويثني على جهود جميع الدول للتعاون، وفقا لمسؤولياتها وقدرات كل منها، في تقديم إجابة فعَّالة وملائمة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ على بشريتنا وعلى بيتنا المشترك. لأنَّ تأثيرات التحديات ليست بيئية وحسب، وإنما هي أيضا أخلاقية واجتماعية واقتصادية وسياسية، وتؤثر بشكل خاص، على حياة الأشخاص الأشدَّ فقرا والضعفاء”.

واجاب عن السؤال اي عالم نريد، واي عالم نريد ان ننقله الى الاجيال التي ستأتي من بعدنا، وأمل أن “تساعد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيرات المناخية واتفاقية باريس في تعزيز تقارب قوي للجميع في التزام الحاجة الملحة للشروع في تغيير مسار قادر على الانتقال بحزم وقناعة من “ثقافة الإقصاء” السائدة في مجتمعنا إلى “ثقافة الرعاية” لبيتنا المشترك والذين يعيشون فيه أو سيعيشون فيه”.

وختم بيان الكرسي الرسولي: “إنَّ البشرية تملك الوسائل لكي تواجه هذا التحول الذي يتطلب ارتدادا حقيقيا، فرديا ولكن أيضا جماعيا، والإرادة الحازمة على السير في هذا الطريق. يتعلق الأمر إذا بالانتقال إلى نموذج تنمية أكثر تكاملا وإدماجا، يقوم على التضامن والمسؤولية: قيمتان أساسيتان يجب أن تكونا في أساس تنفيذ كل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيرات المناخية واتفاقية باريس”.

زر الذهاب إلى الأعلى