أخبار فلسطين

مسؤول العلاقات العامة في لبنان : حركة الجهاد الإسلامي أثبتت دورها الطليعي في إدارة المعركة ومواجهة التحديات

أكد مسؤول العلاقات العامة في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوسف موسى، اليوم الاثنين، أن حركة الجهاد تعد أحد أهم الفصائل المقاومة الفلسطينية التي أضافت مميزات مهمة للصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، منذ انطلاق مسيرتها الجهادية على مدار 36 عامًا.

وقال موسى، في حوار مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: إن “حركة الجهاد أكدت على البعد الديني لأنها تحمل الإسلام فكراً وعقيدة وبالتالي رسخت مفهوم عمل البعض على تغيبه وهو البعد الديني للصراع مع الاحتلال الصهيوني، ما جذب دعمًا من قبل الشباب والأفراد ذوو التوجهات الدينية لحركــة الجهاد”.

وأضاف أنها أكدت أيضًا على استراتيجية المقاومة وضرورة استخدام الجهاد في سبيل الله والمقاومة بكافــــة أشكالها كوسيلة لتحقيق الأهداف الفلسطينية، مع التأكيـــد أن الحق الفلسطيني لا يمكن المساومـــة عليه أو التنازل عنه لتحقيق الحرِّية والاستقلالية”.

وتابع القيادي في حركة الجهاد: إن “الحركة لم تدخل في بازار المفاوضات والتنازلات ولم تعترف بكافـــة الاتفاقيات ولم تنخرط بهذه الاتفاقيات التي مزقت الشعب الفلسطيني، كما واستطاعت التأثير على دول المنطقة وإسقاط مشاريع كانت ومازالت ترسم لإنهاء القضية وأهمها التسليم بشرعية الوجود الصهيونـــي”.

وأردف موسى: إن “الجهاد الإسلامي ما زالت صمام الأمان والركن الشديد الذي يعول عليه في مقاومة المحتل، رغم تواطئ وتطبيع بعض الأنظمة السياسية مع الكيان (..)، لذا تصطدم كل أشكال التطبيع برفض شعبي كبير من خلال التأثير القوي للجهاد الإسلامي من خلال منابره الإعلامية واستخدامها لمنصات العمل ووسائل التواصل الاجتماعــــي والقنوات التلفزيونيــــة”.

وأجزم أن انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي كانت نقطة تحول في مواجهة الاحتلال، وأثبتت الحركة دورها الطليعي في إدارة المعركة ومواجهة التحديات (..)، والحركة تمتلك قدرات عسكرية وقدرات وعقول مهمـــة مكنتها من الاعتماد على الذات وتحقيق القدرة الصناعيــة والتطوير المستمر لمواجهة العدو”.

وتمتلك حركة الجهاد، بحسب موسى، رؤية استراتيجية واضحة لمستقبل فلسطين، فهي تعمل على بناء جيل جديد من المقاومين كما هو الحال اليوم في الضفة الغربية المحتل، تؤمن بأفضلية المقاومة كوسيلة لتحقيق التحرير بعيداً عن كل أجندات التفاوض والتنسيق الأمني.

الضفة الغربية

على صعيد الضفة الغربية، أكد موسى، أن “الضفة تشهد تصاعدًا في حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، نتيجـــة سيطرة وهيمنة الاحتلال ونهج التفاوض والإمساك بالضفة بقبضة حديدية على المستوى الأمني”، موضحًا مؤشر تزايد العمليات في الضفة يُشكل ضربة قاسية للمنظومة العسكرية والأمنية للاحتلال التي تكبده خسائر بالأرواح والإصابات.

وأوضح أن “الوعود التي أطلقها طرفــــي التفاوض من جعل الضفـــة تنعم بالأمن والأمان والرفاه الاقتصادي، وفي المقابل كانت مجرد وعود جوفاء وغطاء لقضم الأراضـــي ومصادرتها من قبل الاحتلال والسلطة لا تملك إلا الصمت بل المساهمـــة في تكبيل يد المقاومين والمجاهدين لا سيما مقاومي سرايا القدس، والزج بهم في غياهب السجون”.

وأشار موسى، إلى الاستراتيجية التي أعلن عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أ. زياد النخالة، في وقت سابق، وتضمن مشاغلــة العدو حتى هب شباب وشيب ونساء وأطفال الضفة للدفاع عن الأرض والكرامـــة.

وتنوعت هذه التحركات، وفقًا للقيادي في الجهاد الإسلامي، على شكل مظاهرات سلمية، وأعمال مقاومة شبابية، وعلميات فدائيــة مسلحة إضافة للحراك والنشاطً السياسي والثقافي لتعزيز قضية فلسطين.

وأكد موسى، أن “هذا الحراك كان بدايـــة إرهاصات الانتفاضـــة والتمرد على الواقع وعجز السلطة وضع الكيان الصهيوني أمام مرحلــة جديدة عنوانها الخوف من توسع حركات المقاومة في الضفة الغربية، وخاصـــة بعد معركـــة سيف القدس ووحدة الساحات وثأر الأحرار وصولاً لمعركــة ثأر جنين”.

وأضاف أن الضفــة عامة وجنين خاصة باتت قلعــة لحركات المقاومة التي سجلت في سجل الشرف بتشكيل كتائب المقاومـــة وأيقونتها كتيبة جنين، متابعًا: “أمام الواقع المر والأزمة الوجوديـــة للاحتلال والانقسام الداخــلي وتمزيق المجتمع وتخلف الأفراد عن تأديــة مهامهم وضعف المنظومة الأمنية والعسكرية، وانشغال العالم بقضايا جوهريـــة أخرى باث القلق عنوان المرحلــة الصهيونية رغم استخدام الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، قوات أمنية مشددة للتصدي لأعمال المقاومة والحفاظ على الأمن”، مؤكدًا: أن “المقاومــة في تنامٍ”.

القدس

وبشأن القدس وأحداثها، قال موسى: إن “مستقبل القدس يعتبر موضوعًا معقدًا وحساسًا، ويتأثر بالعديد من العوامل الدينية والسياسية والاجتماعية، والكيان الصهيوني يدرك أن هزيمة الأمـــة تكون من خلال السيطرة الفعلية على القدس وإخراج المسجد الأقصى من وجدان العرب والمسلمين من خلال محاولة طمس الحقائق وترويج أنها مدينة مقدسة لليهود”.

وأضاف القيادي في الجهاد، أن إجراءات الاحتلال تأتي ضد المدينة المقدسة في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي سياق أشمل وهو الصراع الديني الإسلامي- اليهودي لبناء هيكل سليمان المزعوم”.

وتابع: “يطمح الاحتلال، لتوحيد القدس كعاصمة لها وتنفيذ سياسة الاستيطان في المناطق المحتلة، لذا نحن نعتقد أن الصراع يجب أن يبنى ليس فقط على الفكر القومي والوطني بل يجب أن يأخذ بعده الطبيعي بمعنى أنه صراع ديني”.

وشدّد موسى، على أنه يترتب على الأمـــة أجمع أن تتحد وتصطف إلى جانب حركـــة الجهاد وفصائل المقاومة لتحرير بيت المقدس مسرى ومعراج رسول الله ولتكون القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية دون أي تغير.

محور المقاومة

وأكد موسى، على “أهمية محور المقاومة وهو تحالف سياسي وعسكري، يضم دولاً عدة وجماعات في الشرق الأوسط، ويهدف إلى مواجهة الانتهاكات الصهيونية والتصدي للتدخلات الأجنبية في المنطقة، في دعم حركات المقاومة في فلسطين، سياسياً ومادياً وعسكرياً.

وقال موسى:” لا بد من محور المقاومة أن يحرص على استدامة الدعم المالي والإمدادات العسكرية لهذه الحركات الفلسطينية من أجل تطوير قدراتها العسكرية وزيادة فعاليتها في مواجهة التحديات، لأنها تعتبر رأس الحربـــة للمحور وهي نقطة الارتكاز لاي مواجهة محتملـــة”.

وأوضح أن “المطلوب من هذا المحور تبادل الخبرات والتجارب والعمل على زيادة كفاءة حركات المقاومة في فلسطين، وتشجيع التضامن بين شعوب المنطقة من خلال دعم قضية الفلسطينية وإظهار التلاحم ضد الانتهاكات الصهيونية وإظهار حجم الإجرام الصهيونـــي تجاه الشعب الفلسطيني، أمام العالم”.

وعن وحدة الساحات، أكد أن هذا المصطلح يشير إلى توحيد الجهود والمواجهة في مختلف الجبهات ضد الاحتلال ومن خلالها ترسم إستراتيجية وطبيعة المواجهة المقبلة مع الاحتلال، لأنها ستكون شاملة ومتعددة الأبعاد وفي كافـــــة الساحات.

وتابع موسى: “كان الفضل الكبير لهذا المصطلح لحركــة الجهاد الإسلامي من خلال إطلاق اسم معركة وحدة الساحات في شهر آب لسنة 2022 والتي أصبحت فيما بعد استراتيجيـــة يعمل عليها محور المقاومـــة وعلى تأصيلها وضبط إيقاعها، ووضع آليات ممكنة لهذه المواجهة التي سيستخدم فيها كافة الأساليب والأدوات المتاحة للمحور”.

المنظمات الدولية

وأوضح أن المنظمات الدولية لم تكن يوماً منحازة إلى الشعب الفلسطيني ولم تعمل بشكل منصف لنصرة القضية الفلسطينية، وتتبنى دائماً القضايا الصهيونـــية مع علمهم أن ما يطرحـــه الكيان الصهيوني مزيف وغير حقيقي.

وقال موسى: إن “هذه المنظومة الدوليـــــة اتخذت عشرات القرارات الرئيسية في قضية الصراع مع الكيان ولم ينفذ أي قرار مع أنها قادرة على وضع القرارات تحت البند السابع كما تفعل مع بعض الدول لإجبارها على الانقياد والخضوع لأمريكا أو حلفائها والهيمنة عليها بل وذهبت هذه المنظومة لتغطيـــة حروب لم يتخذ بها قرار.

زر الذهاب إلى الأعلى