شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

حسين قبلان الحقوقي البارع بقلم الأديب الدكتور حسن دياب

 

سعادة قائمقام صور السابق الصديق الأستاذ حسين قبلان

أيها الأحبة والأصدقاء أيها الحفل الكريم

لقد تولى صديقنا المكّرم قائمقامية صور في العام 1990 بعد أن كان محافظاً للنبطية بالتكليف، وبعد حرب أهلية مدمرة امتدت لخمسة عشر عاماً، وبعد اتفاق الطائف الذي عُقد بين الأفرقاء اللبنانيين المتحاربين، والذي أنهى تلك الحرب الشرسة. فكان على الأستاذ حسين قبلان العمل بجد ونشاط للنهوض بهذه المنطقة، والسهر على مصالح المواطنين، وتلبية إحتياجاتهم العديدة، وذلك بالتعاون مع البلديات والفعاليات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، حيث شهدت صور وجوارها حركة عمرانية كبيرة ساهمت في تطوير المدينة واتساع رقعتها الجغرافية، وزيادةً في عدد سكانها بعد النزوح الكثيف لأهالي القرى والبلدات الحدودية. فكان على القائمقام التعامل مع هذا الواقع المستجد بروح عالية من المسؤولية، وهو الجنوبي الأصيل والخبير بمتطلبات المرحلة، للإنتقال من أجواء تلك الحرب الى مناخات ملائمة لقيام سلم أهلي مبني على أسس سليمة للتعايش بين الطوائف، ورعاية العوامل المؤدية إلى النمو العمراني والسكاني والمعيشي في صور والقضاء. وخلال عقدين ونيف من الزمن قضاها المحتفى به بين أهله وأصدقائه، كانت حافلة بالعطاء والتضحية والجهاد والمثابرة رغم الصعوبات التي كانت تعترض طريقه، حيث كان يذللها بحكمته ورويته واتزانه في حسم الأمور خدمة للمصلحة العامة. لقد فتح أبواب مكتبه للجميع، لا فرق بين غني وفقير، فالجميع سواسية أمام القانون، كما فتح له أهالي المدينة بيوتهم وقلوبهم، حتى صار واحداً منهم، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، فيلبي جميع الدعوات الموجهة إليه لرعاية الإحتفالات الرسمية والخاصة بكل رحابة صدر دون تأفف أو كلل. لقد نسج حسين قبلان شبكة من العلاقات الواسعة مع جميع الأطراف السياسية والإجتماعية ومختلف شرائح المجتمع، وكان شعاره الأول هو العمل على تسهيل أمور الناس دون عرقلتها وبحسب القوانين والأنظمة، فلا واسطة لأحد عند تنفيذ مشروع ما على حساب الغير أو على حساب المصلحة العامة. لقد قاد القائمقامية في أحلك الظروف وأعقدها، فأدارها بعقل منفتح لتخطي الأزمات الطارئة، وذلك بعلمه وثقافته، كما بوعيه وإدراكه لطبيعة المرحلة. حسين قبلان إنسان تهفو اليه الأسماع، وتنشد إليه الأذهان، وتميل إليه القلوب. فهو الحقوقي البارع، والمجتهد اللامع، والمحدث اللبق، والمثقف الذي يأخذك الى ميادين قصصه وروايته الجميلة، والى حدائق أشعاره التي يحفظها عن ظهر قلب، والى جنائن حِكمه وأمثولاته الرائعة، حتى لتخال نفسك وانت تصغي إليه كأنك أمام موسوعة كبيرة تختزن في داخلها الفكر والحكمة والثقافة والأدب. فهو يعزف على أوتار القلب في أحاديثه اللبقة والشيقة، كما يتقن ترجمة معارفه ومواهبه بالمرح الدائم والنكتة المبتكرة. لقد أمضى حسين قبلان زهرة شبابه بين ربوع مدينته، وأحضان أهله ومحبيه طيلة واحد وعشرين عاماً، وهي أطول مدة يمضيها من بين جميع من تولى هذا المركز خلال قرن من الزمن. لقد مرً على صور العديد من القائمقامين، فمنهم على سبيل المثال، والذين تركوا بصمات مهمة، كان رشيد نخلة الذي كان محافظاً للمدينة في العام 1927 ثم قائمقاماً لها، وجان عزيز وصلاح اللبابيدي وحليم فياض وسهاد سلامة وغسان حيدر وغيرهم ، إلا أن الصديق الأستاذ حسين قبلان كانت له نكهته الخاصة، وبصمته المميزة، بفعل شخصيته الفريدة، وطريقة آدائه لمهامه الوظيفية، ونجاحه في إتقان عمله بكل أمانة، وبراعته في التواصل مع الآخرين بكل صدق ومحبة وإخلاص. فهو لم يطلب شيئاً لنفسه خلال قيامه بوظيفته، ولم يجنِ مالاً من خلال عمله كما نسمع في هذه الأيام عن مسؤولين وضباط كبار في الدولة جنوا ملايين الدولارات من خلال وظيفتهم، فكان عزيز النفس، مرتاح الضمير، وهو كما يردد دائماً، “بأنني دخلت الوظيفة فقيراً، وها أنا أخرج منها فقيراً “. وأنا أقول لك يا صديقي بأنك من أكبر الأغنياء بمحبة الناس ووفائهم إليك، وبالعطاء والصدق والعمل الصالح. وإذا كان الغيم إمتداداً للبحر، والمطر إمتداداً للغيم، والينابيع إمتداداً للمطر، والزرع والشجر إمتداداً للينابيع، فإن حسين قبلان إمتداد للحكمة، واسع كالبحر ومعطاء كالينابيع. فلك يا صديقي العزيز العمر المديد مكللاً بوافر الصحة والعافية والسعادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صور في 5/12/2020

كلمة اصدقاء سعادة الاستاذ حسين قبلان خلال حفل تكريمه في قاعة مطعم ايوان في صور بدعوة من جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية

زر الذهاب إلى الأعلى