شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار فلسطين

بيان سياسي صادر عن قيادة حركة فتح في لبنان

بيان سياسي صادر عن قيادة حركة فتح في لبنان 

(تقسيم فلسطين مؤامرة دولية… وقدرنا الفلسطيني أن نوحِّد أرضنا وشعبنا) 

في 3/7/1947 أصدرت لجنة الأمم المتحدة توصياتها بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيم فلسطين الدولة العربية إلى دولتين؛ عربية ويهودية، ووضع القدس تحت إشراف دولي، وقوبل هذا القرار برفض شديد من الطرفين العربي، واليهودي، وكان اعتراض اليهود على القرار سببه وضع القدس تحت إشراف دولي، ولم يكن لديهم اعتراض على التقسيم، فقام الهاجناه بعمليات إرهابية، وبدأت مهاجمة العرب في كل أنحاء فلسطين.  

وفي 6/9/1947 عقد مؤتمر للدول العربية، وقرر مقاومة مقترحات الأمم المتحدة، ورفض تقسيم فلسطين، وقرر المؤتمر دعم فلسطين بالسلاح والرجال، وتنظيم العمل العسكري الفلسطيني، وقامت دول أوروبا بتسليح اليهود، وبالذات تشيكوسلوفاكيا التي كانت مصنع السلاح الأوروبي، وعادت الأمم المتحدة لتناقش التوصية. 

وفي 26/9/1947 أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين على أن تسحب قواتها في 15/5/1948 من العام القادم. 

وأعلنت الهيئة العربية العليا التي شكلتها الدول العربية لقضية فلسطين رفضها للإعلان بيد أن الوكالة اليهودية وافقت على قرار التقسيم في 2/10/1947، وأعلنت أمريكا موافقتها كذلك، وأعلنت بعدها روسيا الموافقة، فحرَّك ذلك العمليات الجهادية من جديد في الأرض المقدسة. 

وفي 29/11/1947 أصدرت الأمم المتحدة قرارها الجائر رقم 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين وبدعم من أغلبية الأمم المتحدة، حيث وافق ثلثا الأعضاء على قرار التقسيم المدعوم خاصة من دولتي روسيا والولايات المتحدة، وأقرت خارطة التقسيم، وجعلت لليهود 54% من أرض فلسطين، و 46% للعرب، بينما كانت نسبة اليهود سكانياً لا تتجاوز في ذلك الوقت 32% أما العرب فكانوا يشكلون 68% من السكان، وكان الفلسطينيون يومها يملكون 93.5% من أرض فلسطين. 

وما إن أُعلن القرار حتى قامت منظمة الهاجاناه الصهيونية بدعوة جميع اليهود في العالم إلى الانخراط في الخدمة العسكرية، وتحمُّل المسؤوليات الأساسية لمواجهة أهالي البلد الأصليين.  

وبدأ الصراع بين الطرفين أصحاب الأرض الأصليين من جهة، واليهود القادمين من شتات الأرض من خلال منظمات يهودية أشرفت ووجهت هذه الهجرة. كما أن أمريكا تعمَّدت منع بيع السلاح للدول العربية حتى لا يتم استخدامه من قبل الفلسطينيين. 

كما أن بريطانيا صادقت على قرارات الأمم المتحدة بالانسحاب كلياً في 15/5/1948، وتسليم الكيان الصهيوني مقاليد الحكم لإحكام القبضة على الفلسطينيين، والسيطرة الكاملة على أرض فلسطين التاريخية، لتبدأ أبرز وأشرس وأطول مأساة شهدها العالم في منطقة الشرق الأوسط. 

لقد خضعت الجمعية العمومية لتوصية الأكثرية في 29/11/1947 بغالبية (33) دولة مقابل (13)، وامتناع (10) دول عن التصويت، وتغيُّب دولتين. 

لقد شكَّل قرار التقسيم رقم 181 أخطر وأسوأ قرار اتخذته الجمعية العمومية، والذي دمَّر دولة فلسطين، وشرَّد شعب فلسطين، وأعطى الأرض الفلسطينية الكنعانية والعربية والإسلامية للعصابات اليهودية التي تم تجميعها على أرضنا، كي تقيم كياناً صهيونياً إجرامياً ودموياً. 

لقد استطاع الشعب الفلسطيني وعبر سنوات طويلة من الكفاح الوطني ومقاومة الاحتلال، وتقديم التضحيات أن يفرض احترامه على العالم، وأن يحصل بموافقة الأغلبية الساحقة من دول العالم في الجمعية العمومية في العام 1988 على قرار أممي باستبدال القرار 181 كيوم لتقسيم فلسطين إلى يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وذلك تكريماً لشعبنا ولأرضنا ولتاريخنا. 

لقد أثبتنا من خلال تجربتنا الطويلة والمريرة كثورة وكحركة تحرر وكشعب حاضن لهذه المسيرة الوطنية بأننا على قدر المسؤولية، وهذا ما أثبتناه خلال سنوات طويلة، حتى في مرحلة الثمانينيات بكل تعقيداتها، وصولاً إلى تفكك الاتحاد السوفياتي، وتغيُّر وجه العالم، ودخول مرحلة اتفاق أوسلو، وتداعياته المرَّة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب التراجع المقصود والواضح الصهيوني عن كل ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وهذا التراجع الكامل تم برعاية أميركية واضحة، وفي إطار صفقة ترامب الصهيونية.  

هذا التحوُّل بل التآمر المدروس على قضيتنا وعلى شعبنا، وهذا التواطؤ من العديد من الأطراف الدولية، والإقليمية، والعربية على وجودنا، وعلى قيادتنا الفلسطينية، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى أحلامنا يجعلنا نؤكد وبكل عزيمة مجموعةً من القضايا الجوهرية والإستراتيجية وأبرزها: 

أولاً: إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإتمام المصالحة الداخلية، وكلاهما أمران مقدَّسان وجوهريان، وأنه لا مستقبل لشعبنا وكفاحه إلاَّ بهما، لأنهما صمام الأمان في مسيرتنا، وليس من حق أي طرف التعطيل لأن التعطيل في هذه القضايا الحيوية لا يخدم إلاَّ العدو الصهيوني. 

ثانياً: نحن في مركز قوة ولسنا في درجة متدنية من العجز والضعف، وهناك عوامل قوة وطاقة وتأثير تستطيع أن تحسم في الصراع إذا أحسنا إدارة طاقاتنا وجهودنا وأدوارنا، ولعل العامل الأهم والأبرز هو أَن شعبنا الفلسطيني ما زال وسيظل متمسكاً ومتجذراً في أرضه، ومتحصناً في بيوته، وأحيائه، وقراه، ومدنه، ومخيماته، وهو يشكل حالة رعب وخوف للعدو الصهيوني الذي استخدم كلَّ أشكال العنف، والارهاب، والقتل والتعذيب، والتدمير، ولكنَّ الانسان الفلسطيني متحصِّنٌ في هذه الأرض المباركة، والنصر سيكون حليفُه بإذن الله. 

ثالثاً: إن شعبنا الفلسطيني كان باستمرار على أُهبة الاستعداد، ولم يتلكأْ، وأحياناً كان هو المبادر في القضايا النضالية والجهادية رغم عدم توفر الإمكانيات المطلوبة، لكنه أفهم العدو الصهيوني بأنَّ شعبنا لن يتراجع، ولن يتأخر قيد أنملةٍ عن الواجب الوطني والجهادي المقدس، فالحجارة موجودة، وأيضاً السكاكين والخناجر، والقنابل والقذائف، وكلُّ الوسائل والأدوات تنتظرنا لأننا نحن أصحاب الحق والأرض والمقدسات، والقانون الدولي أباح لنا استخدام كل ما نجده مناسباً من أجل حريتنا، وكرامتنا، وأرضنا، ومقدساتنا. 

وإذا أردنا أن نكون فلسطينيين، علينا أن نكون في الصفوف الأمامية من المجاهدين، والمناضلين، وحماة القدس. 

رابعاً: أُذكِّر نفسي وأبناءَ شعبي، وفي هذه الأزمة السياسية والعسكرية الخانقة بأنَّ ما حرَّرنا من التشرد والضياع واليأس والهزيمة بعد النكبة، كانت انطلاقة حركة فتح التي تأسست تنظيمياً العام 1959، وانطلقت عسكرياً العام 1/1/1965، واستطعنا يومها أن نستعيد كياننا الوطني الفلسطيني السياسي على الخارطة الجغرافية، وأن يعترف العالم بنا كدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، واعترف بنا ما يزيد على مئة وأربعين دولة. والعالم بأسره شَهد وراقب ولادة حركة فتح التي شكلت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحنا وجهاً لوجه ضد الوجود الصهيوني في كل المحافل الدولية. 

اليوم ما هو مطلوب حقيقة أن نعيد تصليب وصيانة بنيان حركة فتح كحركة ثورية وطنية نحمي ونصون طاقاتها وقدراتها وأركانها، و أنْ تأخذ وضعها الميداني والسياسي كي تشق طريقها مستندة إلى عظمة شعبنا وعدالة قضيتنا، وهذا هو خيارنا. 

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.                          

و المجد والحرية لأسرانا البواسل.                                 

والشفاء لجرحانا الناضلين .      

وإنها لثورة حتى النصر 

قيادة حركة فتح في لبنان 

إعلام الساحة اللبنانية 

29/11/2020 

علي الجرشي

زر الذهاب إلى الأعلى