بأقلامنا

إيران تحكم حزب الله اللبناني بقلم عبد الكريم الراعي

يتردد هذا الموضوع في أدبيات كثير من اللبنانيين عند مقاربتهم للواقع العلاقاتي بين مجموعة من الاحزاب السياسية الداخلية والتي تربطها خيوط معينة، بدولٍ لطالما سعت الى تكريس وجودها في لبنان مما يعزز من قدرتها في الحفاظ على مصالحها..

وقد شهد لبنان هذا النحو من العلاقات تاريخياً، خصوصا بعد إنتهاء الحقبة العثمانية وبداية المراحل الاولى لشكل العالم الجديد، إبتداءً من الحربين العالميتين.. فالفرنسي والبريطاني وحتى الروسيالأميركي بي الكلكان لهم الدور الاساس في عملية تكوين العلاقةولا زالوامع أحزاب السلطة،وها نحن نشهد الى الان بعض الدول الداخلة على الخط حديثا ليكون لها دور أيضا في اللعبة السياسية الداخلية…

أما في المقلب الآخر من العالم كان هناك تحولاً إستراتيجياًضد السياسة الغربية التي تقوده أمريكاوهي الثورة ضد الشاه..

وكان صاحب هذه الثورة شيعياًلكن لسانه إسلاميأحبط مخطتاتهم وأفشل كل مشاريعهم ومد يد العون لجميع المستضعفين في العالم…

كان حزب الله من الذين تلقفوا هذه المبادرة الخمينية التي أمّنت لهم كل وسائل الدعم المتاح دون منِّة ودون قيد أو شرط..(هذه نكتة الكلام)…

بعد عقود طويلة من العلاقة وبحسب جميع المعطيات فإن الإيراني لم يطلب من حزب الله اللبناني أي نوع من أنواع التدخل بالشأن السياسي الداخلي وقد عبّروا مرارا عن هذا الموضوع،خصوصاً أن حكمة وإدارة سماحة السيد فوق كل التوقعات..

لكن بالتوازي مع هذا.. فإن ما يربط حزب الله بإيران نفسها كدولة هو الولي الفقيه بما يمثل كنائب للامام المهدي عج ومشروعه الإلهي، ويربط أيضا قوى أخرى تدور في هذا الفلك الواحد_بحث عقائدي _وعليه فالأمر مختلف هنا .. فمن الممكن أن نقول أن العلاقة كخطين أفقيين يشبهان خط القطار، فمن جهة لا تدخل إيراني في لبنان غير الدعم اللوجستي الذي يحفظ القوة لدى الحزب في وجه الطامعين..
ومن جهة ثانية، مطابقة في المشروع الإلهي الذي يقوده الولي الفقيه…

وعليه فإن الذي يميز حزب الله عن غيره من الأحزاب الاخرى أنه سخّر كل مقدرات الدعم الخارجي لخدمة ورفعة لبنان، والاهم حريته، من الانظمة التي لطالما سعت ولا زالت الى أن تحكم لبنان للهيمنة على مقدراته، وقد رأينا بعض من هذا السلوك مؤخراً.

زر الذهاب إلى الأعلى