بأقلامنا

د.ماريز يونس:التحدي اليوم هو كيفية انهاء العام الدراسي ضمن الصيغ الايجابية الممكنة، والتعايش مع كورونا بالمزاوجة بين التعليمين الواقعي والرقمي

اعتبرت الدكتورة ماريز يونس استاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، أن الجائحة أربكت كل الأنظمة الاجتماعية بما في ذلك نظام التعليم عندنا وعند غيرنا ” كورونا داهم الجميع وفرض وقائعه عليهم وتحداهم. اغلب دول العالم المتقدم والمتخلف ارتبكت في الأسابيع والاشهر الاولى للجائحة، فكيف الحال بلبنان الذي يعيش ارتباكا على كل الأصعدة والمستويات؟”
كلام يونس جاء خلال تعقيب لها على حوار تلفزيوني تم معها امس في برنامج “حديث بيروت” ، معتبرة أن تأثير الجائحة على نظام التعليم، كان قويا وأرغم كل الجهات المعنية والمختصة وكل الاطراف الأساتذه، الإدارات، الطلاب للتكيف مع متطلبات التعليم في عن بعد كتحدي وكضرورة، و من باب الانصاف كان التكيف مع الوضع المستجد معقولا نسبيا، مع كل ما واجهته التجربة من تحديات ومشكلات واحتجاجات وعدم رضا.
وحول موضوع نقص الورق في بعض كليات الجامعة اللبنانية رأت يونس أن من المستغرب تحويل مسألة نقص الورق في إحدى الكليات الى أزمة في الجامعة اللبنانية “ليست هذه الأزمة، لماذا نفتعل من قصه الورق اشكاليه كبرى؟ مسألة الورق والحبر مسألة مستلزمات وهي أسهل مشكلة يمكن حلها، كما انها لا ترتبط بالجامعة اللبنانية بل ترتبط بالموازنة التي تتراجع سنويا والأجدى مطالبة الدولة والمعنيين فيها بذلك،
واضافت الأزمات التي تحتاج لنقاش هي أعمق من هذا، هناك واقع التعليم .الأمن الوظيفي . كفاءة المؤسسات. المناخ العام ومناخ الجامعات. انعكاسات الفساد العام والشامل الذي يعرفه لبنان على عملية التعليم من الروضة الى الجامعة والعلاقة بين التعليم والتشغيل. مضامين البرامج.عناية الدوله بالتعليم هذه هي القضايا الاساسية.
وحول خيار الادارة المركزية باعتماد الامتحانات الواقعية على الرغم من قانونية وتشريع الامتحانات الرقمية من قبل وزير التربية قالت يونس “لست الناطق الرسمي باسم الجامعة اللبنانية ، ولست مخولة للتحدث باسمها، لكن من المهم ان نرى الموضوع ليس كموضوع قانوني خصوصا وان الحديث عن القانون في لبنان يثير الضحك عموما. الموضوع هو كيفية التصرف بضوء الضرورات .كل المؤسسات في البلد تحاول التكيف مع واقع كورونا والعمل.المطار الادرارات الموسسات الاقتصادية .ومؤسسات التعليم مضطرة للتكيف مع كورونا والعمل، خصوصا ان الجامعة اللبنانية عدلت كل آليات الامتحانات بما يتناسب مع توصيات اللجنة الصحية لكورونا، وحسب تجربتي في معهد العلوم الاجتماعية في الفرعين، فالجميع يعمل كخلية نحل والادارة تواكب المستجدات على مدار الساعة وهي تلتزم اليوم اجراءات صحية مشددة نتعامل معها جميعا بمستوى عال من المسؤولية، واعتقد ان اصابة طالبين فقط من بين ١٠٠ الف شخص بين طلاب واساتذة وموظفين، يؤكد ان الاجراءات الصحية مشددة في الجامعة والا حدث انتشارا حقيقيا، لذلك اعتقد ان الوضع تحت السيطرة… بعدين اللبنانيين مختلطين وين مكان في المناسبات وعلى البحر وفي الشوارع لماذا عندما يتعلق الامر بالجامعة بتصير مشكلة”
واضافت، “يجب ان يعرف الجميع ان ادارة الجامعة اللبنانية بكافة مستوياتها مجلس الجامعة والعمداء تتعامل مع المستجدات باعتبار مصلحة وسلامة الطلاب أولوية، وهذا ما اختبرناه بالتجربة الملموسة منذ بداية الجائحة، ففي فترة التعبئة وخطر الانتشار اغلقت الجامعة اللبنانية ابوابها لضمان سلامة الطلاب، وعندما تراجع الخطر واكبت الجامعة ككافة مؤسسات البلد، ودعت الى الامتحانات تحقيقا لمصلحة الطلاب ايضا، اما بعد تصاعد خطر الانتشار مجددا فنرى أن الجامعة لم تستهن بسلامة الطلاب وقام مجلس العمداء فورا باتخاذ خيار تأجيل الامتحانات”
بالتالي،” الموضوع مش موضوع قانون او تعسف.موضوع ضرورة وفحص وامكانيات والتعامل مع الأمر تحت ضغط المستجدات الصحية والتي تضع مصلحة وسلامة الطالب في المقدمة، فلا يوجد جامعة بالعالم تكون مشغولة بخلق الكوارث للطلاب.هي مشغوله بالعمل معهم ضمن ممكنات معينه قد لا ترضي البعض وهذا طبيعي”
وعن رأيها اذا كانت مع او ضد الامتحانات عن بعد قالت “لست مع الامتحانات عن بعد، نحن غير مجهزين وغير مدربين كادارة واساتذة وطلاب لاعتماد امتحانات عن بعد، كما ان هذه الامتحانات يلزمها بنى تحتية نحن نعرف انها غير متوفرة حاليا التجهيزات، المعدات الالكترونية المتطورة، وخصوصا الانترنت والكهرباء “الوضع الى اسوأ”، ما قد يؤدي الى تكريس اللامساواة بين الطلاب، وهل نجري امتحانات ينجح فيها الميسورون ويرسب فيها الفقر اء وغير المقتدرين ماديا؟”
واضافت”لذلك فالمطالبة بالامتحانات عن بعد، هو أمر غير واقعي، فنحن اليوم امام خيارين اما اجراء الامتحانات الوقعية او الترفيع الآلي، وهذا امر يضر بالطلاب وبالجامعة معا، الجامعة اللبنانية التي لا تساوم بمستواها العلمي التي طالما حققت ولا تزال تحقق التميز في التصنيفات العلمية العالمية وسيبقى رهانها الأول”
وحول التوصيات للطلبة توجهت يونس اليهم قائلة ” نحن أبناء الجامعة اللبنانية، جامعة الوطن التي تحضننا، تربينا فيها، وتعلمنا فيها، فعلينا ان نمثلها أحسن تمثيل ، نتفهم وجعكم وارتباككم وحالتكم النفسية ولكن عليكم ان تكونوا على مستوى من الوعي في تحركاتكم، الجامعة اللبنانية انبنت بسواعد طلابها الواعيين تاريخيا بمطالبهم المحقة ، وأنا أشجع طلابي على التحرك و النقد البناء والموجه الذي يصب في تحقيق الاصلاح للجامعة اللبنانية وتطويرها، وليس للضغط باتجاه الترفيع الآلي او الغاء الامتحانات والذي يضر بمصلحتهم اولا ”
التحدي اليوم هو كيفية انهاء العام الدراسي ضمن الصيغ الايجابية الممكنة. وكورونا باق وعلينا التعايش مع ذلك وبالتالي نحتاج لتكيف ايجابي مع الوضع .في المدى المنظور نحتاج لان نعمل على اساس نظام التعليم المدمج الذي يمزج بين التعليم الكلاسيكي صف ومحاضرات وتفاعل واستخدام الوسائل التكنولوجية معا.
وتبقى الجامعة اللبنانية بما هي عليه من بين اهم مؤسسات لبنان من حيث دورها في الماضي والحاضر ويجب أن يكون اصلاحها والترقي بها هدفا اساسيا اليوم وفي المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى