بأقلامنا

قبل تراكم غبار الأعداء على إنتصاراتنا خياراتنا! بقلم// جهاد أيوب

14 عاماً على إنتصارات حرب 12 تموز 2006 والعدو الصهيوني أكثر خوفاً وقلقاً، لكنه حاضراً ومنتشراً وفاعلاً، ينتظر الخطأ الذي نرتكبه كي ينقض علينا هو ومن معه من ابناء العم والأعداء في الوطن!
14 عاماً نحتفل بانتصارات حرب تموز فرادة، ويقل المشارك معنا، وعملاء الداخل اللبناني بتزايد من الجد إلى الابن، وإلى هوس حفيد اليوم لعدم محاسبتهم، والعرب ينكشفون منبطحون مهرولون، وبعض رجال الدين يُصلون ويتعبدون في المعسكر الأميركي الصهيوني من أجل دجل مجد لبنان الذي سينصرهم على أبناء الوطن!
14 عاماً مضت وضوضاء السنتهم تزرع سمومهم في إعلام يفتقد الموضوعية، والوطنية، والإنسانية! والإعلام أكثر انقساماً على ذاته وتشتتاً، ولا يؤمن بغير الدولار على حساب المهنة والمهنية، ومعتقداً أن العدو اقوى، وأن الأكل والشرب والنكاح اشفى!
14 عاماً دخلنا معها في دفع فواتيرها لنجد أن الوضع المعيشي أصبح مخيفاً، وتجار الأوطان يسرحون ويمرحون، والفاسد الحاكم لديه ماء وكهرباء ودواء وقطيع غنم من البشر ونواطير الدين !
الجوع يأخذ مكانه، والخوف من فقدان لقمة العيش يتجلجل في العقول بعد أن ضاقت الوظيفة والنفوس!
و 14 عاماً رغم كل هذا التكالب المقاومة مستمرة في تحمل خطيئة الحليف والعدو من أجل المحافظة على ما أمكن في وطن كل ما فيه أصبح مخيفا وكذبة إلا هي…
المقاومة تزداد حراسة وتمكناً وشموخاً وتواضعاً مع إن كل ما هو يحاصرها لديه الانياب السامة والقاتلة، وكل من يضحك لها يحاول خنقها إذا أتيحت له الفرصة!
14 عاماً، ولا زال العدو متخماً بعملاء الداخل، وزعامات همها مناصبها، وعقدها من غيرها، والتي اصابتها بحقد اوصلها إلى حرق قلوبها والوطن!
زعامات تعاملت مع الانتصار كورقة لوتو من دون مال، فقط مرحلة تقطع، مرحلة لن تغير، مرحلة تمر كسابقاتها في وطن لا يعرف غير اغتيال الأبناء والانبياء!
14 عاماً، ولا زالت الخيانة وجهة نظر لآن الانتصار لم يضع الخائن في عقاب يستحقه، تركه يسرح ويمرح، ويُنظر بالوطنية، وهو باع الوطن إلى كل زائر بحجة المحافظة على حقوق طوائفه، وهو أكثر من اغتال طوائفه!
ولا زال النظام اللبناني يكرر أخطاء جهله بالوطنية والوطن، و6/6 مكرر توصله إلى حروب أهلية!
ولا زال بعض رجال الدين المنتفعين من النظام الفاسد يحمون الزعيم الافسد، ويركبون معه فعل الخيانة، ويبررون معه الدماء، والسرقات دون رحمة، ودون ندامة، ودون عودة إلى كتبهم الدينة، والاكتفاء بكتبهم الشيطانية من أجل حقوق الطائفة على حساب حقوق الوطن!
هذا العام، وفي ذكرى الإنتصار كُلفت عباءات بعض رجال الدين في النحت الشيطاني ضد الانتصار!
كُلفت السن بعض الأخصائيين ببيع الوطن بالحفر أكثر في صناعة هوة بين تراب الوطن والمواطن والانتصار!
كُلفت زعامات اقطاعية تنام على جماجم من يحميها كي تزيد من تطبيق ما يطلب منها من قناصل يشهد لها بذبحنا كي تغتال الانتصار!
هذا العام ضاقت مساحة فرحتنا بالانتصار الذي غير ملامح التاريخ والمنطقة، وتقوقع في بيئة لا تزال تدفع ثم الانتصار!
هذا العام لا بد من قراءة موضوعية لحال ما نحن عليه، ونبدأ بالمحاسبة، برسم إستراتيجية اجتماعية إعلامية اقتصادية مغايرة في مخاطبة بيئتنا، وكل من يرغب بالعيش في وطن انتصر على العدو رغم خيانة من خان من الجد إلى الحفيد، وغدر ذاك الغدار الذي اعتاد أن ينقل بندقيته من كتف إلى كتف، وصراخ رجال دين وظفوا لحماية العملاء والفاسدين، وحفيف ذاك الإعلام المريض بالتسول وبتشويه الحقائق!
يكفينا تنازلات…
يكفينا تكسير الذات بحجة العيش المشترك مع عملاء، مع سفهاء، مع نواطير المناصب، وزعامات السفارات!
يكفينا صبراً على بلاءات أهل الدار خوفاً من هدم الجدار…يجب هدم الجدار على كل من قام بفعل الحفر في وطن التناقضات، وقرب قبور الشهداء!
يكفينا الاكتفاء بالنظر، وإعطاء الماء لمن لا يستحقه، ولا بد من قراءة موضوعية لحالنا، والحسم، وأخذ القرار الصعب في لجم ولكم المتطاول مع ابتسامة، والخائن بربطة عنق في بلاط المعبد، والكاذب المتلون الملعون من أجل المنصب، والحقير الذي كان ولا انفك يبيع دماء الشعب!
يكفيناً تسامحاً مع من لا يستحق الشراكة، والتسامح مع هذه النوعية يضر أكثر مما ينفع، والابتسامة الكاذبة لم تعد سياسة المهادنة، وإعادة ترميم الداخل مع المحافظة على زنود تحمل البندقية وتتحكم بها هي المطلب!
يكفينا مع كل انتصار، مع كل ذكرى اختياراتنا لانتصاراتنا تَحمُل هؤلاء الاجزاء المتناحرة المتفاخرة بهلوسات الخيانة، المتفانية في خدمة الغريب على ابن الوطن، والمتشاركة في قتل المواطن في وطن يتحكمون به، هؤلاء السفهاء، هؤلاء العملاء، هؤلاء المنحلون وطنياً، ويعيشون على نفايات القناصل الشريكة في ذبحنا!
بصراحة، مساحة ذكرى الإنتصار تضيق، ولا بد من انتفاضة في القراءة الموضوعية عمودياً ومن ثم افقياً للانطلاق في معادلة عدم التساهل مع من يغتال إنتصارات الدماء، وانتصارات الشهداء، وانتصارات المزيد من اختبارنا في اختيارنا لهذا الخط…
المطلوب قراءة متأنية وسريعة قبل تراكم غبار العملاء على انتصاراتنا اختياراتنا!
لا بد أن نعلم بأننا بحاجة إلى صفعة نحن نتحكم بها، و نتوجع موضوعياً كي نصل إلى ألم كلي يوقضنا من سبات ليس عميقاً، لكنه مخيفاً إذا طال!

زر الذهاب إلى الأعلى