بأقلامنا

لم أفهم، لا أفهم ، لن أفهم بقلم شادي مشنتف:

لم أفهم كيف صرنا دولة مستقلة، ولم نعرف يومًا الاستقلال، فدائما لدينا التبعية للخارج .

هناك يقررون وهنا ننفذ، هناك يحرضون وهنا نتقاتل، هناك يتصالحون وهنا ندفن الضحايا.هناك يفعلون ما يصب في مصلحتهم، وهنا نخدم هذه المصلحة على حسابنا.

لا أفهم، لماذا نحن بلا كهرباء و قد صرنا على مشارف ٢٠٢١، و ليس لدينا ماء، ولا مستلزمات العيش الأساسية، ولا ضمانات اجتماعية، بل لدينا فساد، ونفايات، وتنمر، وتطرف، وعدم اعتراف بالآخر، و طائفية مقيتة داخل الدين الواحد وبين الأديان، ناهيك عن العنصرية المزمنة و النظرة الدونية للآخرين.

لا أفهم، إنه برغم الواقع المرير أرى اللبناني متوجهًا إلى البحر أو إلى الجبل غير آبه لوطن مهترئ منهار أو أزمات على أنواعها، وكأنه يريد أن يستأجر أحدًا للدفاع عن حقوقه والتظاهر باسمه، و يقول في النهاية “الحق عالدولة”.

لا أفهم ، كيف أن هذه الدولة متلهية بتعيينات إدارية لمناصب ما يجب أن نفكر بها في الوقت الحاضر .

لن أفهم كيف سننتهي من الطائفية، وكيف سنصبح مستقلين، نفكر بمواطنية عقلانية نحترم فيها بعضنا البعض، وخصوصية كل واحد منا، نقبل محاكمة الفاسد من دون اعتصامات مؤيدة له.

و أخيرًا أعذركم إذا لم تفهموا ما كتبت، لأنني في الأصل لم أفهم شيئا من مسار الحياة في هذا البلد.

الحقيقة، إننا كما يقال في قرانا “عايشين ع بعل”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى