بأقلامنا

القهر الإجتماعي بقلم السيد هاشم فضل الله

القهر الإجتماعي

ألا يكفي هذا الشعب كثرة البلاءات التي يمرّ بها والشقاء الذي لا يزال جاثما على صدره، والمآسي التي مرّت به طوال هذه السنين أقول ألا يكفي كل هذا الظلم والفساد حتى نزل بنا هذا والوباء الخطير كورونا الذي هبط علينا فجأة ومن وراءه وكيف صنع وهل هو مؤامرة أم قدر من الله لا أحد يجزم ؟ لقد غيّر هذا الوباء حياتنا وبدّل بعض السرور فينا الى حجر وخوف وقع فيه الجميع وخرّب الكثير من مشاريع التي كانت تسير في إطار دورة الحياة الطبيعية كل هذا لم يكفنا حتى هبطت عملتنا وهوت للحضيض بفعل ضغط الدولار عليها وما من رادع ولا من حسيب ولا رقيب وكأن الأزمة تركت دون حلول ؟ فهل هذا معقول ؟ إنها أزمة معيشة تضغط على كل الناس والغلاء أصبح فاحشا والحصول على المال فيه صعوبة اكبر ؟ كأننا نصرخ في واد فلا آذان تسمع ولا من يتصدّى للحلول واذا كان القادة والساسة الكبار عاجزون عن إيجاد الحلول فمن أين يأتي الحل ومن أين الفرج ؟ كلها أسئلة تطرح يوميا وهذا هو لسان الناس ولا من جواب لقد عاش شعبنا المعاناة طوال هذه الفترة الزمنية وضحّى بخيرة أبنائه من أجل الحرية والكرامة ومن أجل عزّة هذا الوطن الغالي وخرج من المعركة مرفوع الرأس عزيزا كريما ، بفضل سواعد الشجعان والابطال من أبنائه اليوم جاءت حرب أشدّ شراسة وأكثر إيلاما أنها حرب إقتصادية التي أفقرت الناس ولا تزال فإذا كان الدولار لا حدود لإرتفاعه فكيف للناس أن تعيش في أزمة غرقت الدولة كلّها بها وتاهت في سبل الحلول وفي النتيجة لا بد من الحلول التي يجب أن يجترحها العقلاء والشجعان ولا بد أن نعيد لهذا الشعب كرامته وعزته لا أن نذله بلقمة عيشه ونحاربه بتجويعه فهذا أمر مؤلم علينا أن ننادي بأعلى الصوت لعلّ من يسمع نقول ارفعوا أيديكم عن إذلال الناس وتوقفوا عن محاربتهم في لقمة العيش أنتم مسؤولون عن الناس أيها المسؤولون أيتها السلطة يجب أن تتوقفي عن إدرارة الظهر للأزمة وعليك أن تواجهي بالشجاعة والقوة والعزم وتخترعي الحلول والا القادم سوف يكون قاتما لا يدري أحد نهايته المأساوية عليكم أن تفيقوا من سباتكم وتتّخذوا خطوات عملية تخرج الواقع المأزوم من عنق الزجاجة هذا واجب عليكم بل من صلب المسؤوليات وهو أولى الأولويات فالناس وصلت الى طريق مسدود ولم تعد تقدر أن تتحمل ومن يدري ما ذا يحصل إن جاع الناس وفقدوا كل شيء لا بد أن يثوروا ويدمروا كل شيء ونحن نخاف كل يوم من الآتي الأعظم لأننا لا نرى حلا قريبا في الآفاق وكل أزمة تتوالى من سيء الى الاسوأ فان لم يتدارك القيّمون على الناس ويبذلوا جهودهم لإيجاد الحل فلينتظروا أياما سوداء قد لا تبقي ولا تذر

زر الذهاب إلى الأعلى