بأقلامنا

لا تكن عبد غيرك …بقلم هدى دمشق

لا تكُن عبد غيرك وقد جعلك الله حُرّاً. خلق الله تعالى الناس أحراراً وأعطاهم إرادة ومشيئة وإختياراً ، فالفرد مسؤول عن إتخاذ قراراته وتحديد خياراته وفقاً لما يراه مناسباً له دون الاجبار والاكراه على شيء. الحرية تُتيح للانسان الاستقلالية وتفتح له الآفاق ليتنشق الهواء كما يحب ، وهي قدرة الانسان على إختيار إسلوب حياته والعيش بالطريقة التي يرى فيها سعادته، كما هي التحرر من القيود التي تكبّل طاقات الانسان وإنتاجه سواء كانت قيوداً ماديّة أو معنوية أو إجتماعية ، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعات أو للذات ، ولكن لا بدّ أن يكون هناك إشارة الى الضوابط التي يجب على الانسان أن يلتزم بها تجاه الآخرين كعدم المساس بحرياتهم وأذيتهم وأذيّة نفسه بداعي الحرية كما لا يجوز خرق العادات والتقاليد الحميدة أيضاً بداعي الحرية ، ويجب أن تكون حريّة مدروسة وواعية مبنية على أُسس صالحة من الاخلاق الفاضلة والتصرفات الغير معيبة . الحرية لا تعني الانفلات ، فالبعض يخلط بين معنى أن يكون حرّاً يتصرف ضمن حدوده المسموحة وبين التصرفات التي بلا قيد أو شرط ، ولهذا في أيّامنا هذه نرتعب من كلمة حرية ، فالجميع ينادون بالحرية ولكن قلة من يفهمون معناها بالشكل الصحيح. الحرية حق للانسان والحيوان لذلك تتوق اليها جميع المخلوقات بشكل فطري ، فهي معنى سامٍ يرقى لمن فهمه حق الفهم ويُطيح بمن جهله.

هدى دمشق

كاتبة لبنانية

مقيمة في المانيا

زر الذهاب إلى الأعلى