بأقلامنا

قائد الحرب من الجيل الاول الى الجيل السادس وما بعد بعد

تقدمة من إدارة موقع صدى فور برس الاخباري بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج

سألوني من هم الجنود المجهولين قلت هم أولئك الذين عرفوا ربهم وعرفهم هم الاتقياء الذين اجتهدوا في اخفاء اعمالهم خوفا من فساد أجرهم بالزهو والغرور وهجمات الرياء وطلب الثناء والمحمدة من الناس .
سألوني من هم الرجال المتواضعين قلت اولئك الذين تجد عندهم الوفرة في العلم والخبرة في الصبر والقدرة وكيفما هززتهم تساقط منهم ثمرا تراهم يخفضون جانحهم اكثر كلما ارتفعوا قدرا .
سألوني عن الرجال العظماء قلت هم البطيئين في اقوالهم السريعين في افعالهم المتماسكين عند المصائب المذللين لكل المصاعب لا يغريهم بريق الذهب ولا يعرفون مللا ولا تعب
يتواضعون عن رفق ويزهدون عن قدرة وينصفون عن قوة
لا تضعفهم الالام بل عظمتهم تكمن بعظمة الامال التي يحملون
هم تحقيقها تنفيذا لأمر من وضعوا ثقتهم بهم فهناك عظماء يصنعون التاريخ ولكنهم يحتاجون ايضا لعظماء كي يكتبونه وينشروا راياته وأياته على قمم الجبال الشامخة بنصرهم والشاهدة على مجدهم .
فما بالك ايها السائل اذا علمت بأن كل هذه المناقب قد اجتمعت برجل وليس اي رجل فهو وأن كان البعض يعرفه بأنه كاتب لتاريخ حافل بالانتصارات الأعجازية فمن الانصاف ان يعرفوا بأنه من صناعه فهو القائد الاعلى للكتيبة الاعلامية التي شاركت مع البندقية في صناعة البطولات الاسطورية بل ان المقاومة قد امتلكت راجمات الصواريخ الاعلامية الدقيقة قبل حصولها على تقنية الصواريخ العسكرية الدقيقة ولطالما اصابت العدو بمقتل
بشهادة هذا العدو الذي اعترف مرارا بأن حزب الله قد تفوق عليه في الحربين الاعلامية والنفسية وهي التي مهدت لهزيمته عسكريا وسنكتفي بالاستشهاد بتقرير ليديعوت احرنوت جاء فيه ان الحملة الدعائية التي نفذها حزب الله وما شهدته من تماسك في المعلومات وسرعة نقل الرسائل الدعائية من جهة والحملة الاسرائيلية التي نفذها متحدثون كثر لا يربط بينهم اي تنسيق او فهم ووقعوا اكثر من مرة في تناقضات واخطاء وخلقوا اجواء متفائلة زائفة ما أشعر الجمهور الاسرائيلي بالاحباط والضياع.
هل تعلم ايها السائل ان كتيبة الأعلام المقاوم وفي ظل الحصار الفضائي لها ومنع بثها وندرة امكانياتها المادية وتواضع امكانياتها التقنية استطاعت ان تسدد ضربات قاصمة لمنظومة اعلامية من اكثر النظم تطورا في العالم تساندها المئات من وسائل الاعلام العالمية والعربية وبأن تتفوق عليها ومن خلال المجهود الشخصي والتفاني والأخلاص كان العدو يرقب ملياراته التي صرفها في بث الدعاية الكاذبة وهي تحترق كما احتراق ساعر خمسة بصاروخ ثمنه بضعة الاف من الدولارات .
هل تعلم ايها السائل بأن خلف كل هذه الأنجازات الاسطورية رجل أسمر نحيل شاهده العالم لأول مرة يرتدي فانلة بيضاء ويتصبب العرق من جبينه على وجهه وهو يوجه تعليماته من مكان ما تحت الأرض للكتيبة الاعلامية لمواصلة البث بعد ان قام الطيران الاسرائيلي بتدمير مبنى تلفزيون المنار في حارة حريك
ولم يكن يدري بأن الكاميرا ترصده لأنه من صنف الرجال الذين يعشقون العمل بصمت وفي الظل وبعيدا عن الاضواء لأن عمله خالص لله ولا ينتظر تقديرا من العباد وبالرغم من خروج المقاومة بنصر ألهي في عدوان تموز وبالرغم من شهادة الصديق والعدو بأن الأعلام المقاوم كان له دور محوري ورئيسي في تحقيق هذا الانتصار ظل فارسه وقائده الاعلى في صومعته يحضر للمعارك القادمة ويدير غرفة العمليات الأعلامية بصمت وهو من شغل العالم وملئه صخبا بنقل صورة المعارك ثم بنشر اخبار الانتصار فتربع عن حق وجدارة على عرش الاعلام المقاوم وكان يستحق وسام الأمين بتعيينه الأمين على صورة المقاومة الاعلامية .
وبما ان السنن الطبيعية تقضي بأنه يمكن للأنسان ان يصل الى القمة ولكن لا يمكنه البقاء فيها طويلا ولكن وبما ان فارسنا هو من نوعية مختلفة من الرجال وهو قائد في مقاومة يقودها سيد قل
نظيره بين القادة فقد استطاع ان يصمد في اعلى القمة الأعلامية
وخاض من موقعه اشرس المعارك الاعلامية وعلى جبهات متعددة فأضافة الى الجبهة الاسرائيلية فتحت الجبهات التكفيرية خارجيا وداخليا اضافة الى الجبهة السياسية الداخلية وهي الاكثر تعقيدا فكان بحق مايسترو يقود اوركسترا المقاومة الاعلامية
بسيمفونية ولا اروع واستطاع ان يعبر برجاله كل حقول الالغام
الطائفية والمذهبية بمنتهى الحرفية أذهلت كل المراقبين والمتابعين واصابت العدو بحالة ذهول دفعته الى خوض مغامرة مجنونة حاول من خلالها اغتيال هذا القائد عبر طائراته المسيرة المفخخة ولكن المذهل في الأمر ان هذا القائد حاول بشتى الوسائل ان ينفي هذه الفرضية بل وفرض سياجا من التعتيم الاعلامي حول أسمه مركزا الجهد الاعلامي حول طبيعة العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية وبأنه لم يكن الشخص المستهدف رغم وجود ادلة تعزز هذه الفرضية .
هذا هو ايها السادة الحج محمد عفيف النابلسي الذي أتعب كل من سيحمل الراية بعده وسيترك له ارثا ثقيلا من الانجازات التي هي كما كل انجازات المقاومة كتبت بحبر الدم والعرق وأثمرت انتصارات بطعم الأيمان والصبر والتضحية .
يا حج محمد ما قلناه بحقك قليل قليل ولندع مهمة انصافك للتاريخ الذي سيحكي للأجيال القادمة عن مقاومة حوت بين جنباتها رجال كالجبال حملوا اثقالا فوق اثقال فلم ييأسوا ولم يتعبوا بل قالوا هل رضيت يا رب خذ حتى ترضى لك العتبة حتى ترضى .
فهنيئا لنا بك ايها المقاوم الشجاع وكم نعتز ونفتخر بأنك ربان سفينة اعلامنا المقاوم فمعك نشعر بالأمان مهما اشتدت بنا العواصف والأنواء وفي الختام نقول ان من يحوز على ثقة الأمين المؤتمن فهو من التأكيد من طينة رجال بدر .
حماك الله وحما مقاومتنا وأمد بعمر سيدنا ونحن بأنتظار ان تطل علينا شخصيا لتذيع البيان رقم واحد من مأذنة المسجد الأقصى.

زر الذهاب إلى الأعلى