أخبار لبنان

سلام أشاد بالاجراءات الرسمية لمواجهة كورونا: الميدل ايست تستحق الثناء بدل حملة التجني

وطنية – صدر عن الرئيس تمام سلام البيان الاتي :

“إن الجائحة التي تعصف بكوكبنا وما أظهرته من قلة حيلة البشر وضعفهم أمام عدو فتاك غير مرئي، أعطت الإنسانية درسا في التواضع، وأعادت الاعتبار الى القيم الأخلاقية التي ابتعد عنها كثيرون في لهاثهم المحموم وراء السلطة والثروة. واللبنانيون جميعا، وبخاصة من هم في موقع المسؤولية، مدعوون اليوم إلى اخذ العبرة والترفع والتخلي عن الأنانيات، والتبصر في أحوال وطنهم، والبحث الجدي عن سبل إنقاذه إنطلاقا من التزام صادق بموجبات المسؤولية الوطنية، بدلا من إنفاق الجهود على المماحكات السياسية ونبش القبور والتلهي بالصغائر.

إنني أعبر عن تقديري لإجراءات التعامل مع الجائحة التي اتخذتها السلطات المختصة، والتي أظهرت حتى الآن قدرا عاليا من المهنية والمسؤولية. كما أوجه تحية تقدير وإكبار إلى جميع العاملين في الحقل الصحي اللبناني من أطباء وممرضين وموظفين، وبخاصة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذين حفروا مكانة خاصة لهم في وجدان اللبنانيين وقلوبهم، بعدما تصدروا الصفوف، بكثير من الشجاعة، وتعملقوا في أدائهم، بقليل من الامكانات، وأظهروا كفاءة تستحق الاحترام. كما أن المبادرات الفردية الرائعة التي قام بها لبنانيون في مناطق عدة، والدور الذي لعبته، وما زالت تلعبه، مؤسسات صحية إنسانية وهيئات اجتماعية وحزبية، يستوجب كل تقدير.

ولا بد من الإِشادة بشكل خاص بالخطوة الأخيرة التي تمثلت بإعادة أعداد من المغتربين اللبنانيين الى أرض الوطن، وبالجهود التي بذلتها جميع الأطراف المعنية بهذه العملية، التي لعبت فيها شركة طيران الشرق الأوسط، بجميع موظفيها وادارتها برئاسة السيد محمد الحوت دورا أساسيا، يستوجب الشكر والثناء بدلا من التجني عليها من قبل البعض، واغتنام الظرف الدقيق الراهن لشن حملة بخلفية سياسية معروفة الغايات والأهداف.

لقد أظهر شعبنا في هذا الظرف العصيب، مستوى عاليا من التضامن المجتمعي، وقدرة على الصبر والتحمل والتضحية في مواجهة الوباء والتعامل مع إجراءات الحجر والتباعد للحد من انتشاره. لكنّ ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها في وجوب الالتفات الى الحاجات المتزايدة للبنانيين الأكثر فقرا ولذوي الدخل المحدود الذين فقدوا أعمالهم نتيجة هذه الجائحة وإيجاد حلول سريعة لمساعدتهم.

إنني أشد على أيدي كل ضابط وفرد من أفراد قواتنا المسلحة وقوانا وأجهزتنا الأمنية الذين يبذلون جهودا مضنية على امتداد خريطة الوطن للحفاظ على سلامة اللبنانيين، وأدعو أهلنا في كل المناطق الى التزام التعليمات الصادرة عن المؤسسات الرسمية.
إنني، إذ أترحم على أرواح الضحايا وأدعو بالشفاء العاجل للمصابين، آمل أن نعبر هذه المرحلة الصعبة بأقل قدر من الخسائر، وننصرف للنظر في مشاكلنا الاقتصادية والمالية الضاغطة التي تتطلب معالجة استثنائية وجريئة، ونستأنف دورة حياتنا الطبيعية في وطن جدير بالحياة”.

زر الذهاب إلى الأعلى