بأقلامنا

خُذْنا بحِلمك يا أستاذ عبد الحليم حمود بقلم فضيلة الشيخ ربيع قبيسي

خُذْنا بحِلمك يا أستاذ عبد الحليم حمود

《ما زالت حركة أمل كل الأمل نحو لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه》

علمتَ شيئاً وغابت عنك أشياء وفهمت شيئاً ولم تدرك أشياء ووعيت شيئاً ولم تعي أشياء ، وأنت الوطني المثقَّف الذي يقرأ ويُفكِّر قبل أن ينطق أو يكتب ، لَـعَلَّني لم أكن في تلك الحقبة التي حاولتَ أن تُسلِّط الضوء عليها وأن تقوم بوصفها ووصف أدواتها فكانت النتيجة التي تراها بميزانك أنَّها مُنصفة، إنها لا تشبه فكرك وخلاصة تجربتك، ومن الممكن أن يقوم أي فرد مثقَّف بِنَقد أفراد في أي عمل حزبي أو تنظيمي في لبنان وهذا أمر طبيعي ، لكن من العشوائية وعدم الإنصاف أن لا تُصوِّب الفكرة ، وتنسى مفهوم ومبدأ وأفكار عدد كبير من المؤمنين بفكر موسى الصدر ، وإذا أحسنتُ الظن بك أقول أنني أعلم أنك تحاول تشخيص الواقع السياسي من خلال الأحزاب الموجودة والعودة إلى تجاربها في حقبة زمنية خلت لتحاول رسم لوحة المستقبل السلبي برأيك ، ومن المُسَلَّم أنَّك تتكلم عن تلك التجربة من خلال معاينتك لها في فترة الحروب الداخلية ، أو من خلال أشخاص كانوا أمامك عنواناً لأمل ، لكن لا أظن أنك وصلت إلى الإستقراء التام لحركة أمل وإمامها ومشروعها وشهدائها وشبابها وكوادرها ورئيسها النبيه وما يحملونه من نظرة بناءٍ للدولة المدنية التي نُنَظِّر اليوم لأجلها في داخل صفوفنا الحركية دون حياء من المسألة .
لعلَّك يا أستاذ عبد الحليم دخلت في مغالطة وصف حركة أمل ، نعم إنَّ الحركة بِـمَبدَئِها ومفهومها وأكثر كوادرها مؤثِّرة وطنياً ومتأثرة بلبنان القداسة ولكنها ليس نتاج أزمة ، نعم بطبيعة الحال العام للبشر من آدم(ع) إلى قيام الساعة هناك الكثير من الإنتهازيين والمُتسلِّقين ، حتى في مجتمع الرسول (ص) ، لكنَّنا جزءٌ أكبر في حركة أمل من اليمونة إلى الناقورة مروراً بالعاصمة بيروت والشياح والبرج الشمالي نؤمن بعناوين وأفكار عظيمة وضعها موسى الصدر في ميثاق الحركة ، كما ننصهر من خلال الوعي والعمل بكل عناوين الإيمان والدولة والإنسان والتراث وهمنا دائماً لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، هذه العناوين ليس على ورق يضيع في أزقة الجهل إنما بِـعُقول ناضجة تسعى للوصول نحو الهدف ، وأعتقد أن الأيام القادمة سوف تعطينا الأمل الحقيقي لنكتشفه معاً.

كنتُ أود من جنابك الكريم أن تتعمَّق أكثر وتحاور بشكل معمَّق وتختار العبارات الألبق وأنت الفنان والرسام والكاتب والروائي لن أدخل في تفاصيل الزوايا التي إخترتها في عباراتك لتحرِّكَها بذكائك ولستُ في مورد الدفاع عن آلاف الشهداء الذين لو دخلت إلى عمق تجاربهم لرأيت أهدافهم ومبدأ مسيرتهم الإيمان لبنان التضحية _ الوطن _ الشهادة دون أي نوع من أنواع 《الزعرنة》.

أدعوك يا صديقي وبكل رحابة صدر أن تُعيد قراءة فكرَ الصدر ونهج أمل وشهدائها وأن تفتح نافذة على روَّادِها وكوادرها ومُثَقِّفيها لَـعَلَّكَ في مقالِك التالي تُخفِّفُ من وطأة خيال الفكرة وتدخل في واقع تصنيف العناوين، دون العودة إلى موروثات الماضي ومشاهد الوجوه التي تسلَّقت في يومٍ من الأيام سُلَّمَ الأمل لكنَّها عادت أدراجها أو ما زالت تختبئ في ظلام داخلها، أنظر اليوم ونحن في شهر شباط إلى وجه 《حسن قصير》 وقم بقراءة واقعه قبل وعند الإستشهاد، إنَّ قافلة الشهداء تطول وما زالت الأيام أمامك لتعيد رسم اللوحة من جديد بألوانك الزاهية وريشتك التي من المفترض أن لا تغرف إلا من حبر الحقيقة ، أستودعك الله على أمل أن تُدرِكَ بعضاً من أمل .

الشيخ ربيع قبيسي
02/02/2020

زر الذهاب إلى الأعلى