بأقلامنا

سياسي لبناني لـ«الحرية»: التصعيد الإسرائيلي في غزة يسعى لإفشال خطة مصر لإعادة الإعمار

أكد الباحث السياسي اللبناني أحمد يونس أن التصعيد الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة يعكس بشكل واضح فشل المفاوضات واستمرار أزمة الثقة بين الطرفين، مما يضعف فرص استئناف وقف إطلاق النار في المستقبل القريب.

وأوضح يونس في تصريح خاص لـ “الحرية” أن التصعيد الإسرائيلي يعزز مواقف المتشددين داخل كلا الطرفين، حيث تجد حركة حماس نفسها مضطرة للرد عسكريًا للحفاظ على نفوذها، في حين تستغل الحكومة الإسرائيلية الوضع لتعزيز موقفها السياسي داخليًا.

وأشار يونس إلى أن استهداف البنية التحتية في غزة يزيد من تعقيد تنفيذ أي اتفاق مستقبلي لإعادة الإعمار أو إدخال المساعدات، ما يعكس حالة من الجمود في العملية السياسية.

ولفت إلى أن حماس من المرجح أن ترد على التصعيد الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات عسكرية محدودة، خاصة مع تزايد الضغط الداخلي عليها لإثبات قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية لإعادة الإعمار، اعتبر يونس أن التصعيد الإسرائيلي قد يكون مرتبطًا بإفشال هذه المبادرة، حيث ترى إسرائيل في أي مشروع تنموي داخل غزة وسيلة لتعزيز حكم حماس.

وأوضح أن هذا التصعيد قد يدفع الدول المانحة إلى التردد في تقديم التمويل بسبب المخاوف من استهداف المشاريع في المستقبل، مما يجعل تنفيذ خطط إعادة الإعمار أمرًا صعبًا للغاية.

من جهة أخرى، أشار يونس إلى أن التصعيد يخدم حكومة بنيامين نتنياهو في المدى القصير، حيث يوفر لها مبررًا سياسيًا أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة للبقاء في السلطة. ولكنه حذر من أن استمرار الحرب دون تحقيق أهداف واضحة قد يعرّض نتنياهو لانتقادات داخلية من المعارضة والمجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من تداعيات اقتصادية وأمنية نتيجة الحرب المستمرة.

وأكد يونس أن عودة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى الحكومة، تعزز نفوذ اليمين المتطرف في إسرائيل، مما يزيد من احتمالات اتخاذ قرارات أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وحذر يونس من أن استمرار السياسات العدوانية ضد الفلسطينيين قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية لإسرائيل، ويعمق الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى