أخبار لبنان

.انطون سعاده قبل 70 عاما!

.انطون سعاده قبل 70 عاما!
.إنّ الحالة خطرة ومخيفة جداً، ليس فقط بسبب ما خسرته البلاد حتى اليوم، بل بسبب الإفلاس الأخلاقي والسياسي التام الكامل، الذي منيت به الضمائر المذكورة، والذي كان من جراء تضعضعها، تضعضع الشعب السوري. وإنّ الأخطار المقبلة التي تتجمع حول هذه البلاد قد تفوق الأخطار التي نزلت بنا إلى اليوم.
ها قد استقر اليهود “ولو إلى حين” في فلسطين، وكانت كارثة فلسطين آخر النكبات السورية إلى الآن ولكن إذا لم يستيقظ الشعب السوري إلى حقيقته..فلن تكون آخر الكوارث.
اليوم، بينما نحن نتجه بكل أنظارنا وشعورنا إلى فلسطين، تتجمع هنالك غيوم حول البلاد من جهات أخرى.
هنالك في الشمال يلوح خطران قد يكونان كافيين الان. ولكن سيبرزان إلى العمل لدى أول فرصة، خصوصاً إذا حدثت الحرب..
خسرنا الإسكندرونة، ولكن هل تظنون أنّ الدولة التركية..ستكتفي باللواء فقط؟ كلا، إنّ الحيوية التركية ككل حيوية أخرى، في العالم تحاول دائماً الامتداد والتوسع. وطالما نحن في تفسخنا، فالحيوية النامية على حدودنا ستظل تمتد. فالخطر في الجبهة التركية لا يزال ماثلاً اليوم، وسيتحول قريباً إلى خطر مخيف.
ثم هنالك خطر ثان يلوح في الأفق، إنه خطر كردستان، وإنشاء دولة كردية.. إنّ هذه الفكرة تدعمها روسية لزيادة البلبلة في الشرق الأوسط، ولتحارب بها تركية، ولتصادم بها أية قوة في هذه البلاد المجاورة.
فلا تظنن أنّ الخطر هو فقط في فلسطين. إنّ الأخطار تدور حول وطننا من كل ناحية.
ماذا تفعل الأحزاب السياسية الأخرى تجاه هذه الأخطار؟ إنها تتلهى بقضايا سخيفة. إنها أحزاب وصولية، جلّ همّها الوصول إلى اشياء بارزة في نفسها.
بماذا ستدفع تلك الأحزاب الأخطار المقبلة عن البلاد؟ لا شيء.
إنّ جميع الأحزاب السياسية الأخرى في هذا الوطن أحزاب تخريبية، لا أحزاب إنشائية. والقضايا الوحيدة التي تتناولها تلك الأحزاب، كانت قضايا سطحية..تراها حينما تستغل مشروع خبز الفقير، لأن العامة لا تدرك المواطن الأساسية الخطيرة، ولا تدرك الأخطار البعيدة التي ستتناولهم. والعامة ليس بإمكانها أن تدرك أنّ إنشاء كردستان، وتسلّح الصهيونية على الحدود وتحفّز تركية، أشد خطراً من قضية “خبز الفقير”.
فالأحزاب التي تسير من تضليل إلى تضليل هي أحزاب وصولية وهي منبع شقاء هذا الشعب ولكنها لن تصل إلى انتصارات تحرز فيها فلاحاً.
ماذا يبقى؟ عليكم أن تدركوا المرامي اللاقومية التي تعمل لها هذه الأحزاب الوصولية.
بل ماذا يبقى لهذا الشعب؟ نحن القوميين الاجتماعيين نعرف ماذا بقي لهذا الشعب يبقى لهذا الشعب أمل وحيد، وهو “الحزب السوري القومي”..
نحن لسنا حزب بيانات، حزباً يستغل المناسبات، نحن حزب عمل وحزب قتال. تاريخنا يشهد أننا حزب عمل، وحزب قتال، فلا مفر لنا من القتال..
إنّ الموضوع خطير المسألة حياة أمة أو موتها..
ليشعر كل سوري قومي أنه جندي، وأنه في حملة هجومية لإنقاذ مصير الأمة من التضعضع والأخطار الخارجية. التي تزيد فداحتها أخطار التضعضع الداخلي.
إننا نثق من انتصارنا الخير الانتصار الفاصل كما انتصرنا في الماضي وسنحقق أهداف الأمة. وبهذا اليقين نهتف من أعماق قلوبنا.
تحيا سورية، تحيا سورية، تحيا سورية.

من خطاب الزعيم انطون سعاد في حلب
23/11/1948

زر الذهاب إلى الأعلى