ثقافة ومجتمع

اتحاد الكتاب اللبنانيين أقام إفطارا تخلله تكريم الأمناء العامين السابقين نزال: استذكار كبارنا في مجالات الإبداع تنشيط للذاكرة وتواصل بين الأجيال

وطنية – أقام اتحاد الكتاب اللبنانيين إفطارا تخلله تكريم الأمناء العامين السابقين للاتحاد، في النادي العسكري المركزي، في حضور ممثل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى الكاتب روني ألفا، النائب الدكتور إيهاب حمادة، الوزيران السابقان الدكتور طراد حمادة والدكتور محمد داود، المدير العام في وزارة العدل القاضي محمد المصري، المديرة العامة للشؤون الخارجية في مجلس النواب كرسيتين معلوف، مستشار الرئيس نجيب ميقاتي للشؤون التربوية الدكتور سامي عجم، رئيس اللجنة الفنية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مكرم غصوب، إضافة إلى سفراء وعمداء حاليين وسابقين ومديرين حاليين وسابقين وأساتذة جامعيين وإعلاميين ورؤساء وممثلين عن الأندية والجمعيات والروابط الثقافية في لبنان، وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة في الاتحاد.

بعد كلمة لأمينة الشؤون الإعلامية والعلاقات العامة في الاتحاد الإعلامية ليلى الداهوك، تحدث رئيس منتدى شواطئ الأدب- بشامون فألقى كلمة الأندية والجمعيات الثقافية، قال فيها: “صناعة الثقافة مسؤولية اجتماعية، لأنها ليست مجرد استثمار في الورق، فهي استثمار في الانسان، في القيم، في التراث والراهن لبناء المستقبل. ولذا، أرى دور اتحادات الكتاب محوريا يستند إلى الإدارة والتخطيط وإيقاظ المعرفة”.

أضاف: “كم تعاقب على الاتحاد في لبنان أمناء ونواب أمناء وهيئات إدارية فيها أسماء كبيرة لشعراء ورموز فكر، وكل ذلك لم يفسح للاتحاد القيام بدوره، فالنجاح والفشل ليسا رهنا على ما يمتلك الأمين العام أو أعضاء الأمانة من إبداع فردي، الرهان على مدى ما يضمرون ويعلنون من مشاريع جادة لصالح الكاتب اللبناني المحروم من أبسط حقوقه القانونية والانسانية في بلد هذه الحقوق فيه مهدورة للجميع ولا يقوم لنصرته أحد. أثق بكل الذين بذلوا الجهد وسعوا للعمل، سواء نجحوا أم فشلوا فهم قدموا ما لديهم في ظروف أكثر من سيئة على كل الصعد والجبهات”.

أبو علي

من جهته، قال الأمين العام السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي:  “لعل المهمة المثلى التي يجب أن تقوم بها الهيئة الإدارية الجديدة هي السعي إلى إيقاظ مفهوم الثقافة الرسالية، أن يكون المثقف رساليا يعني أن يحمل الكلمة قنديلا لا تطفئه الريح ليخرج بنا من عتمة الكهوف إلى فضاء العقل المتوهج بروح عصية على الانغلاق والتقوقع والتعصب المقيت، أن يكون المثقف رساليا يعني أن يجعل الكلمة ذات رسالة مهمتها رأب الصدع ولم الشمل وجمع الشتات، أن يكون المثقف رساليا يعني أن يخرج من أناه ليذوب في نحن، أن يكون المثقف رساليا يعني أن يؤمن بتداول السلطة للمواقع الثقافية، يعني أن يؤمن بتداول المسؤولية للمواقع الثقافية، وأن ينظر إلى الديمقراطية بوصفها ساحة تنافس في سبيل إعلاء الكلمة، فيبقى وفيا لهذه الكلمة التي شرفته بأن يكون من أتباعها”.

أضاف: “أن يكون هذا المثقف مترشحا لموقع ما، عليه ألا ينقلب على عقبيه إذا “خانته” هذه الديمقراطية المنصفة وأرته حجمه الموضوعي، عليه ألا ينقلب على عقبيه وألا يلقي الكلام على عواهنه، يمنة ويسرة، بل عليه أن يعيد ذاته الشاردة وأناه الضائعة، إلى تمام الوعي”.

وناشد المثقفين كافة أن يؤازروا هذا الاتحاد في مسيرته وقال: “تعالوا لنعيد معا إلى هذا الاتحاد نضارته، فيعود مرآة من مرايا لبنان المبدع، ويعود هيكلا للحرف المضيء الجميل المعبر عن هواجس المتعبين وأحلام الطامحين وسكينة الساعين إلى دولة يقودها الحق والعدل”.

نزال
ثم كانت كلمة للأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزال قال فيها: “لأن هذا الشهر الكريم، في عامنا هذا، مجبول بالوجع الإنساني، في فلسطين، قضيتنا المركزية، وفي غزة التي تعيد التوازن الإنساني، بعد تمادي الباطل قتلا وتهجيرا واعتداء على المقدسات، نجد أنفسنا في موقع المتمسك والمنصهر في قناعاته. ولتكتمل الصورة ويكتمل الوطن اسما ورسما وتاريخا، أراد المقاومون الأبطال أن يضيئوا على العدالة الإنسانية، كرافعة في وطن ينوء تحت ثقل الأزمات الاقتصادية والأمنية، أرادوا أيضا أن يدعوا أجيال الشباب لصناعة المواطنة الحقيقية، في ظل مطامع العدو الصهيوني ومخاطر التهويد الثقافي، والشرذمة في القرار السياسي، ما بين فيدرالية وكونفدرالية وتقسيم وتوطين”.

اضاف: “إنه لشرف كبير أن ألقي، اليوم، باسم اتحاد الكتاب اللبنانيين، هذه الكلمة، وأن أتوجه إلى الفئة المبدعة التي قاومت بالقلم والفكر. أنتم تشكلون ثروة لبنان الحقيقية، ونواة تطوره وتفعيل مؤسساته، أنتم موارده البشرية وسمات نموه وتقدمه.وشرف عظيم أن نلتقي على مائدة الرحمان، لتكريم ثلة من المثقفين، من أعطوا في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب اللبنانيين، وفي هيئاته الإدارية، ليكون صوت الاتحاد الصوت الوطني الصادق والفاعل في صياغة مشهد ثقافي وطني يليق بلبنان الحرف والرسالة.إنه لقاء العائلة اللبنانية الواحدة، والبيت الواحد، واستحضار لتاريخ طويل من الإبداع اللبناني الذي دق أبواب العالمية في مراحل متعددة”.

وتابع: “لعل من المفيد أيضا، أن يتباهى لبنان بمثقفيه الذين كان لهم الأثر الكبير في رفد الثقافة في محيطه العربي، ثم على مستوى العالم. إن استذكار كبارنا في مجالات الإبداع كلها، تنشيط للذاكرة وتواصل بين الأجيال الراحلة والآتية. فإبداع الحياة مسار متواصل لا ينقطع، وخزائن المعرفة واجب ألا تتحنط كنوزها، ففيها عطاءات وحوافز لدفق نهر الحياة. هذا الاتحاد، أمانة في أعناقنا، لاستعادة بريقه، لكي يكون الكتاب شعلة الوطن التي لا تنطفئ”.

واردف: “ها نحن نمد يد العون إلى أعضاء الاتحاد أولا، وكنا نأمل أن يكون موقف بعضهم إيجابيا، من أجل صون الاتحاد وتعزيز دوره، وثانيا، نمد يد العون لكل المؤسسات والأندية والجمعيات الثقافية في لبنان، بدءا من الملتقى الثقافي اللبناني، الذي كنا وإياه، على موعد، قبل شهر تماما، بدعوة رؤساء اتحادات الكتاب العرب إلى لبنان لإطلاق الملتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتاب العرب، تحت عنوان “فلسطين: مقاومة الهوية والتاريخ”، ومع الملتقى الثقافي اللبناني، والحركة الثقافية في لبنان، والرابطة الثقافية في طرابلس، التي باتت بوصلة الاتحاد الشمالية، ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، “ومنتدى شواطئ الأدب” – بشامون، والقافلة تطول وتطول، ولا ننسى أيضا المؤسسات الرسمية. كما أنتهز الفرصة لأؤكد أننا مقدمون بعد الأعياد المباركة على سلسلة من النشاطات، واستكمال تشكيل اللجان، بعد أن أبصرت لجنة الانتساب النور، وفي مقدمتها المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب اللبنانيين”.

وختم: “أبارك للكبار الكبار حفل تكريمهم هذا، وأخص بالذكر أستاذي العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي، المثقف الرسالي الأمين والمؤتمن على هذا المؤسسة الوطنية الجامعة، المثقف الرسالي الحقيقي، معا يدا بيد إلى اتحاد قوي فاعل، ونعاهدكم أن يظل اتحاد الكتاب اللبنانيين حاضن العطاءات الفكرية، والمحفز والداعم الأكيد لكل المبدعين”.

تسليم الدروع
ثم جرى تسليم الدروع للمكرمين والتقاط الصور التذكارية، حيث تسلم المكرم العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي الدرع التقديرية من نائبة الأمين العام الأديبة ميراي شحادة وعضو الهيئة الإدارية الإعلامية أمل ناصر.

وتسلم درع الأمين العام السابق الشاعر غسان مطر تسلمها بالنيابة عنه الدكتور رامز الحوراني من عضوي الهيئة الإدارية ذ بسام ضو وسديف حمادة.

كما تسلم درع الأمين العام السابق الدكتور روحي البعلبكي تسلمها بالنيابة عنه الدكتور سمير عيتاني من عضوي الهيئة الإدارية الدكتورة درية فرحات والدكتور طوني مطر.

وتسلم درع نائب الأمين العام الأسبق الشاعر المير طارق آل ناصر الدين بالنيابة عنه الشاعر وجدي عبد الصمد من الأمين العام والدكتورة درية فرحات.

زر الذهاب إلى الأعلى