بأقلامنا

على عكس ما يجري وبما يتناقض مع مجريات الاحداث بقلم الدكتور حازم الخليل

على عكس ما يجري وبما يتناقض مع مجريات الاحداث جاء تصريح وزير الخارجية الايراني مفتقراً إلى الواقعية إذا ما حاولنا إسقاطه على التطوات الحاصلة في المنطقة ، بدأً من غزة فلبنان فاليمن فسوريا والعراق ،فكان إعلانه بأن الامور تسير نحو الاستقرار مناقضًا لما يجري في غزة وبقية الجبهات ، مما حذا بالمراقبين السياسيين المحليين ، بالحد الأدنى، باستهجان وإنتقاد المواقف التي اعلن عنها الوزير الإيراني ، وكلُّ من موقعه بغض النظر عن الأسباب والموجبات التي إقتضت توجيه الانتقاد او الاستهجان ، فالأمر الواقع يبقى واقعاً يفرض نفسه ، وما يهمنا هو محاولة قراءة المواقف التي أعلنها ، وتحديداً إعلانه أن الأمور تسير نحو الاستقرار وان الحرب ليست حلًا ، أمرُ يناقض كل المعطيات والممارسات الحاصلة ، فالحرب مستمرة على غزة والانظار كلها على رفح ( المرحلة الاخيرة) والحدود مع مصر ، والقصف الانجلو – أمريكي على اليمن مستمراً بوتيرة تصاعدية ، مترافقاً مع إعلان الاتحاد الاوروبي عن تشكيل قوة من الاتحاد بقيادة اليونان مهمتها تأمين سلامة الملاحة الدولية من مضيق هرمز إلى باب المندب ، الرد الامريكي الذي بدأ ولم ينتهي ، وتركالباب مفتوحاً على الاعمال الحربية في سوريا والعراق ( الاعتداءات) ، عدا عن مسار الاعمال العسكرية التصاعدي ومنذ اليوم الأول للحرب، على جبهة الجنوب اللبناني والتهديدات اليومية المباشرة على لسان المسؤولين الصهاينةكما وعبر الوسطاء الاوروبيين وغيرهم .
وعلى الجانب الآخر مساعٍ قطرية مصرية للوصول إلى إتفاق حول تبادل الاسرى ، عرب يجتمعون يطالبون ويشطرطون ، لكنهم لا يهددون بأي موقف ،
مصر تعتبر إن الهجوم على رفح يهدد اتفاقية السلام وتنشر قوات عسكرية لمنع تهجير الفلسطينيين الى اراضيها ، أميركا تلزم إسرائيل بالتعهد بعدم استعمال السلاح الامريكي بما يتعارض مع القوانين والمعاهدات الدولية ،لكنها مستمرة بتقديم المال والسلاح لاستكمال الحرب والهجوم على رفح ،أوروبا تحذر إسرائيل حول ضرورة حماية المدنيين والامم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في حال الهجوم على رفح.
أمام هذا الواقع ، المأزوم كيف يمكن أن يتحقق الاستقرار الذي أعلن عنه وزير الخارجية الايراني ومن بيروت ؟!
وهل أكتملت ظروف نضوج الحلول السياسية في المنطقة ؟!
الاسابيع القليلة القادمة ستكشف عن حقيقة الاستقرار الذي تحدث عنه الوزير اللهيان

زر الذهاب إلى الأعلى