بأقلامنا

المناضل الجنوبي والأسير المحرر عماد سعيد بقلم الصحافي والكاتب سياسي غسان جواد

غسان جواد
صحافي وكاتب سياسي
عرفت المناضل الجنوبي والأسير المحرر والمثقف الكاتب الدكتور عماد سعيد قبل عقد ونيف من الزمن، وعندما تقربت منه أكثر فأكثر شعرت بتناغم فكري وثقافي وسياسي بيننا على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام..
هذا الرجل خاض تجربة النضال مبكراً في صفوف اليسار والحركة الوطنية المتحالفة مع المقاومة الفلسطينية، لكنه لم يقف عند لحظة معينة بل أعتبر أن العقائد والايديولوجيات هي معبر شعوب أبناء المنطقة واهلها للقتال من اجل مصالحها, وليست قوالب جامدة تفتح الباب لمزيد من العصبيات والغرائز والتقوقع والتمترس خلف أفكار صار الزمن والواقع اقوى وابعد منها
في سيرة المنطقة بمواجهة الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني , نماذج عديدة من العقائد التي استند إليها أبناء منطقتنا.. من الفكر القومي، إلى اليسار إلى الحركات الإسلامية والوطنيه.
كل فريق من هذه التيارات الفكرية والسياسية قدم تجربته ومقارباته على مدى عشرات السنوات من الصراع مع العدو الصهيوني وفي سبيل بلاد حرة وشعوب مستقرة تنعم بقرارها المستقل وسيادتها الكاملة.
وما يهمنا نحن أبناء البلاد ليس التمترس خلف الأفكار والقناعات اذا تضاربت، بل استكمال النضال تحت أي عنوان ينتخه أبناء البلاد أنفسهم.
فالصراع مع الهيمنة والإحتلال والنضال من اجل مجتمع قوي موحد معافى، لا يقتصر على فكرة أو جماعة عقائدية بل هو خيار الناس الذين يبحثون عمن يريد أن يقاتل ويناضل بمعزل عن الوقائع والظروف والحيثيات. فإذا تراجع الفكر القومي اعتنقوا اليسار طريقا للصراع، واذا تراجع اليسار لظروفه وجدوا في الإسلام الثوري الحركي ما يدفعهم لدعمه واعتناقه إطاراً من أطر المواجهة.. وهذا ما يؤكد بأن الهدف الاجتماعي خلف نهضة أبناء البلاد ليس الفكرة بذاتها أو الحزب بعينه بل البلاد واهلها وحياتهم.. فالحزب اي حزب وأي حركة وأي فكرة سياسية أو عقائدية، هي الإطار الذي يتيح للناس التعبير عن أنفسهم وهواجسهم وقضاياهم وليس من المنطقي أن يتحول الهدف هو التنظيم أو الفكرة التي بني عليها بل الهدف هو مصلحة الأمة والشعب.
ثم إن الصديق و العزيز الدكتور عماد ونحن معه نجد بأن هذا التنوع الفكري يعبر عن حيوية الأمة والبلاد، ولا تناقض بين أفكار المقاومين طالما انها تصب في مصب الصراع وفلسطين وقضايا البلاد واهلها.
هذا الرجل المقيم في قلب الجنوب في مدينة صور ، عاصمة جبل عامل ، يرابط بالثقافة والعلم والموقف المقاوم على تخوم فلسطين.
اخ ورفيق الفلسطينيين في مخيماتهم وفصائلهم وقضيتهم.
يعتنق الفكر والثقافة في دعم الثورة والبندقية، والاعلام في نقل صوتها.
هذا الرجل المهوس ببلاده وأهلها، يختزل كل مفاهيم الهوية في شخصه الصادق الصافي، ويكافح..

بيروت في 12 شباط 2024

 

زر الذهاب إلى الأعلى