أخبار فلسطين

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى لـ «لا»:العدوان على اليمن امتداد للعدوان على غزة والمقاومة لن تترك صنعاء وحيدة

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى لـ «لا»:العدوان على اليمن امتداد للعدوان على غزة والمقاومة لن تترك صنعاء وحيدة

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى لـ «لا»:العدوان على اليمن امتداد للعدوان على غزة والمقاومة لن تترك صنعاء وحيدة

حوار عادل عبده بشر / لا ميديا –
مرة أخرى يعانق الدم اليمني الدم الفلسطيني في معركة واحدة جسّدت فيها صنعاء المعنى الحقيقي لمركزية القضية الفلسطينة، ونتيجة لذلك شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وثمان دول أخرى عدوانا غاشما على اليمن فجر أمس الأول الجمعة، أسفر عن استشهاد وإصابة 11 من منتسبي القوات المسلحة اليمنية، بعد أيام من ارتقاء 10 شهداء من القوات البحرية اليمنية، بنيران أمريكية في البحر الأحمر.
عدوان التحالف الأمريكي البريطاني على صنعاء وعدد من المحافظات في جغرافيا السيادة اليمنية، سيكون له ما بعده من تداعيات عسكرية، وسيتعين على «واشنطن» و»لندن» ومن تحالف معهما، انتظار الرد اليمني الذي سيكون بلا شك ذا تأثير على سطوتهما التي تسعيان إلى ممارستها في البحر الأحمر، وتعزيز الحماية للعدو الصهيوني من الاستهدافات اليمنية، سواء تلك التي تطال مواقعه الحساسة في الأراضي المحتلة، بالصواريخ والمسيرات، أو السفن التابعة له والمتجهة إلى موانئه. وسيدفع هذا العدوان بالقوات المسلحة اليمنية إلى الانتقال إلى المرحلة الثالثة من التصعيد في البحر الأحمر، وتوسيع بنك الأهداف البحرية ليشمل السفن التابعة للدول المعتدية على الأراضي والسيادة اليمنية.
حول هذا العدوان وتداعياته، وما سبقه من قرار مجلس الأمن، والرسائل التي وجهها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير عصر الخميس الفائت، يتحدث مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو سامر موسى، مع صحيفة «لا» من العاصمة بيروت، حيث أكد أن العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن، هو امتداد للعدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا وبريطانياً والمتحالفين معهم، على إبادة غزة منذ نحو مائة يوم متواصلة.

تحدي العالم
وقال موسى: «العدوان على اليمن هو جزء من العدوان على فلسطين وأهلها، ويأتي في سياق الحماية التي توفرها دول الاستعمار الغربي لربيبتها «إسرائيل» ومواجهة هذه الدول لكل من يقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني ومقدساته»، لافتاً في هذا الصدد إلى أن اليمن شعباً وقيادة وقوات مسلحة «تحدى العالم في مساندته للشعب والمقاومة الفلسطينية ووقف بقوة في وجه أمريكا وحلفها الصهيوني ومن يقف إلى جوارهما من دول الاستكبار والاستعمار العالمي».
وأضاف: «وقد سبق أن فعل اليمن ذلك، بصموده الأسطوري أمام تحالف ما تسمى «عاصفة الحزم» الذي لم يخل من المشاركة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية إلى جانب السعودية والإمارات وغيرهما من الدول العربية التي تورطت في هذا التحالف» مؤكداً أن اليمن تمكن «بقيادته الحكيمة والشجاعة والمؤمنة والمسنودة بالتفاف شعبي لا مثيل له بين دول المنطقة، من الصمود في وجه ذلك التحالف وتحويل محنة الحرب التي فُرضت عليه، إلى منحة لتطوير الأسلحة والتصنيع العسكري وأصبح قوة يعمل لها ألف حساب، ثم جاء الموقف الجريء والشجاع بالتحامه بملحمة «طوفان الأقصى» ودخوله المعركة ضد العدو الصهيوني عبر خطوات عسكرية استراتيجية موزونة أذهلت الصهاينة ومن يقف خلفهم وأربكت حساباتهم، وبالتالي تحركت أمريكا بهدف تدويل العمليات اليمنية في البحر الأحمر، حماية للكيان الصهيوني، ومن جهة أخرى، لشرعنة عدوانها الذي تهدف من خلاله إلى ضرب القوة اليمنية الصاعدة التي تقف حجر عثرة أمام المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف أمتنا ومنطقتنا وكل أحرار العالم».

قوة وعزة
وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي، إلى أن «العدوان الأمريكي البريطاني وحلفهما، على اليمن العزيز، يمن العروبة والإسلام، الذي تحدى العالم في مساندته لشعبنا الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة الغربية، لن يزيد اليمن إلا قوة وصلابة وعزيمة وإصرارا على المضي قدما في طريق المقاومة، ولن يؤثر في مواقفه المتقدمة تجاه فلسطين ومقدساتها، والداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته».
وفيما أفاد الحاج أبو سامر أنه «لا خوف على اليمن من هذا العدوان»، إلا أنه أكد أن مساعي أمريكا وبريطانيا والحلف الصهيوني للاستفراد بالشعب اليمني، مصيرها الفشل، فمن نتائج عملية «طوفان الأقصى» أن سياسة الاستفراد بأي من قوى محور المقاومة، باتت في حكم المعدوم.
وقال موسى: «يجب التأكيد بأن الموقف النهائي والواضح للمقاومة الفلسطينية لن يكون أقل من الموقف اليمني المساند والداعم للقضية، وسنبذل الأرواح والمهج من أجل مساندة اليمن والدفاع عن مشروع التحرر وإنهاء الهيمنة على المنطقة».
وأضاف: «كما يجب التأكيد أن دول المحور والدول التي تسعى لكسر الهيمنة وإنهاء أحادية القطب العالمي لن تكون بعيدة عن اتخاذ إجراءات داعمة لليمن العزيز، وخاصة أن إيران وسوريا وفصائل المقاومة معنية بشكل كبير في المواجهة وعدم السماح بسيطرة الغرب على المنافذ البحرية التي ستفرض هيمنتها الاقتصادية على الدول الأخرى مثل الصين وروسيا وغيرهما»، لافتاً إلى أن «جميع المصالح الأمريكية والبريطانية وقواعدهما العسكرية في المنطقة ستكون في مرمى صواريخ المقاومة، خاصة أن حركات المقاومة تتماهى معاً منذ طوفان الأقصى وتتناغم في الردود واستهداف القواعد الأمريكية».

قرار مجلس الأمن
العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، سبقه، وفقاً للقيادي في الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى، التمهيد له ومحاولة شرعنته، عبر استخراج قرار من مجلس الأمني الدولي، الأربعاء الماضي، بإدانة هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وطالب القرار بالوقف الفوري لتلك الهجمات، متجاهلاً التأكيدات اليمنية المتكررة بحرصها على سلامة الملاحة البحرية الدولية، وأن عملياتها لا تستهدف سوى السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، وأن هذه العمليات ستتوقف بتوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن القطاع وإدخال حاجته من غذاء ودواء.
وقال مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان: «ما جرى في أروقة مجلس الأمن هو تأكيد على خضوع المجلس للهيمنة الأمريكية وإلحاقه بسياساتها العنصرية فمنذ ما يقارب المائة يوم والإجرام الصهيوني بكل آلته العسكرية المدعومة أمريكياً ومن دول الغرب الخاضعة للهيمنة الأمريكية تدك قطاع غزة على مدار الوقت بآلاف القنابل والمتفجرات وتنفذ عملية إبادة جماعية ممنهجة، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع»، مشيراً إلى أن المؤسسات الدولية ومجلس الأمن لم يتخذوا موقفا أو قرارا يدين الكيان الصهيوني على جرائمه في غزة، ناهيك عن اجتماع الدول العربية والإسلامية في الرياض والتي فشلت بتنفيذ قرار واحد من قرارتها، وذلك بسبب التبعية للإدارة الأمريكية، وبين ليلة وضحاها يجتمع مجلس الأمن بدعوة من أمريكا راعية الإرهاب لاعتماد قرار يدعو بموجبه اليمن لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، حماية للكيان الصهيوني.
واعتبر أبو سامر، هذا القرار بأنه شكل من أشكال الدعم والتشجيع للاحتلال بالاستمرار في ارتكاب الإبادة بغزة، والتي هي أصل المشكلة التي دفعت القوات المسلحة اليمنية للانتصار لأهلهم في غزة بمنع السفن التابعة للاحتلال أو المتجهة إلى موانئه من المرور في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب.
وقال: «كان الأحرى بمجلس الأمن والدول الخمس عشرة أن تطالب الكيان بوقف العدوان والقتل والتدمير أولا ومن ثم مطالبة اليمن بوقف اعتراض السفن الصهيونية مع ملاحظة أن الإدارة الأمريكية تمارس عملية الاستخفاف بالعقول وتزييف الحقائق من خلال تدويل مشكلة البحر الأحمر، بينما الحل واضح وبسيط والشرط الذي لن يزول إلا بزوال السبب وهو العدوان»، مؤكداً أن «الملاحة البحرية تسير بشكل طبيعي لكل السفن عدا الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، وبالتالي سعت واشنطن بجميع الطرق إلى فك الحصار اليمني على الكيان الصهيوني الذي أصبح يعاني على المستوى الاقتصادي والدعم اللوجستي، جراء الخطوات اليمنية، مع إعلان كبريات شركات الشحن التوقف عن التوجه إلى موانئ الاحتلال».
وأضاف الحاج موسى: «رغم التحيز الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني، وسلوك مجلس الأمن في هذه القضية والذي يُعد سلوكاً شائناً أظهر جلياً مدى انحياز المجلس والكيل بمكيالين في القضايا الدولية، كانت المفاجأة الكبرى كما هو متوقع من الموقف اليمني القوي والصلب والمستند أولاً على الإيمان بالله وعدالة القضية التي يجاهد من أجلها، حيث ظهر السيد عبدالملك الحوثي، مجدداً التأكيد بإصرار وعزيمة وثقة كبيرة بالخالق عز وجل، بأن اليمن لن تتراجع عن موقفها المساند للشعب الفلسطيني».

اليمن صاحب الكلمة
وأوضح القيادي في الجهادي الإسلامي، في سياق حديثه مع صحيفة «لا» قائلاً: «السيد عبدالملك ترجم في خطاباته وبينها خطابه الأخير المعنى الحقيقي لنصرة المظلوم، والوقوف في وجه الظالم، مهما كانت التحديات ومهما كانت النتائج، مؤكداً المضي قدماً في دعم وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، في رسالة تحد وقوة لدول الاستكبار والاستعمار العالمي، مسنوداً بشعبه العزيز الواثق في قيادته وفي قدرة الله على نصرة المستضعفين».
وقال أبو سامر موسى: «جميع المعطيات تؤكد اليوم أن اليمن هو صاحب الكلمــة، وسيد الموقف بحكمة وحنكة وإيمان وتقوى قيادته وشجاعة شعبه» لافتاً إلى ما سبق أن أعلنه السيد عبدالملك بأننا «نتوق لليوم الذي نواجه فيه الأصيل بدل الوكيل».
وأضاف: «الجميع بات يعلم أن السيد عبدالملك إذا قال فعل، وأمريكا أصبحت تدرك أنها تواجه رجال الله في الأرض، من هم أصحاب مواقف وأفعال وليسوا على شاكلة مواقف الزعماء الخاضعين للإملاءات والهيمنة الأمريكية والصهيونية، وتدرك أيضاً أن أي تهور من قبلها والاستمرار في عدوانها على اليمن، سيؤدي إلى إيقاف الملاحة في البحر الأحمر بشكل كامل وسيدخل العالم بأزمة ستكون تداعياتها الاقتصادية والأمنية كبيرة وطويلة».
وأشاد القيادي في الجهاد الإسلامي بالموقف اليمني الثابت في إسناد أبناء فلسطين والقضية الفلسطينية، من خلال الانخراط في ملحمة «طوفان الأقصى» وفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، ألحق أضراراً بالغة في اقتصاد الاحتلال.. داعياً الدول العربية لاتخاذ ذات الموقف الشجاع لليمن قيادة وشعباً وجيشاً والتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.

زر الذهاب إلى الأعلى