صباحُ الخيرِ يا غزَّة المكتبُ الإعلاميُّ للجبهةِ الشعبيّةِ لتحريرِ فلسطين – لبنان

صباحُ الخيرِ يا غزَّة
المكتبُ الإعلاميُّ للجبهةِ الشعبيّةِ لتحريرِ فلسطين – لبنان

صباحُ الخيرِ يا غزَّة، يا وجعَ القلبِ، وأسطورةَ الصمودِ والمقاومةِ، صباحُ العزِّ والانتصارِ، صباحُ المجدِ والكبرياءِ، صباحُكِ يا غزّةُ لا يُشبهُ سِواه.
صباحُ الخيرِ لِبَحرِكِ الذي لم يهدأْ، ولرِمالكِ التي شهدتْ على أقدامِ الأبطالِ، لنسائِكِ الماجداتِ اللواتي صِرنَ رمزًا للفداءِ، ولرجالِكِ الصناديدِ الذين سطّروا ملاحمَ في زمنِ الخنوعِ.
لأطفالِكِ الذين وُلدوا وفي أعينِهم حلمُ الحريّةِ، ولشيوخِكِ الذين انحنتْ ظهورُهم ولم تنحنِ رؤوسُهم.

غزَّةُ، يا وجعَ الأمّةِ النبيل… رغمَ الجِراحِ النّازفةِ، رغمَ الدّمارِ والرُّكامِ، رغمَ الأشلاءِ التي تملأُ الطُّرُقاتِ، بقيتِ شامخةً كالنّخيلِ، عصيّةً على الانكسارِ.
لم ترفعي رايةَ استسلامٍ، بل رفعتِ رأسَ الأمّةِ عاليًا، في زمنٍ باتتْ فيهِ العزّةُ والكرامةُ عملةً نادرةً.

لكِ الحبُّ، لكِ الوفاءُ، لكِ المجدُ الذي لا يُمحى.
أنتِ المنارةُ التي تُرشِدُ الحيارى، والدّليلُ حينَ تضلُّ الأمّةُ طريقَها.

وللصّهاينةِ القتلةِ، ومن ناصرَهم وساندَهم وسكتَ عن ظلمِهم، نقولُ: أنتم وجهُ الإجرامِ، أنتم خنجرٌ في خاصرةِ الإنسانيّةِ.
لن يرحمَكم التاريخُ، ولن تنساكم ذاكرةُ الشعوبِ.
كلُّ متخاذلٍ عن نصرةِ غزَّةَ شريكٌ في الجريمةِ، وكلُّ ساكتٍ عنِ الدمِ شريكٌ في سفكِه.

لكم المجدُ، يا شُهداءَ غزَّةَ. لكم الوعدُ، أيّها المنزرعونَ في أرضِكم في وجهِ الإبادةِ، تقبضونَ على الموتِ، وتأبَونَ تركَ أرضِكم للغازي المحتلِّ.
لكم تنحني الهامات يا اصحاب المجدُ الأسطوريُّ الذي صارَ درسًا للعالَمِ.
كلُّ الحبِّ للجَرحى، وللأسرى، وللمفقودينَ، ولعوائلِهم التي تعيشُ الألمَ وتُصدِّرُ البطولةَ.

نُعاهدُكِ يا غزّةُ، نُعاهدُ كلَّ شبرٍ فيكِ، أن تبقي عنوانَ العزّةِ والكرامةِ، منارةَ الحقِّ، ورمزًا للحرّيّةِ.
لن نَخونَ الوعدَ، وستظَلّينَ الدّليلَ، وستنتصرينَ.

غزّةُ، يا وَجعَ القلبِ، وأُسطورةَ المقاومةِ المستمرّةِ… حتّى تحريرِ فلسطين، كلِّ فلسطين. لكِ العهدُ، لكِ الوعدُ، ومِنّا الوفاءُ.